الفصل السابع والثلاثون
في منطقه ما متواجده في البلده كانت هي واقفه تضع كفيها على وجهها وتهز قدميها بعنف شاعره بحرارة وجهها من شدة خجلها..
ظل قسوره منتظراً أن ترفع كفيها عن وجهها ولكن لم تفعل ذلك ليمط شفتيه قائلاً بنبرة متهكمه:
_هتفضلي على الحاله دي كتير؟
أزاحت هي أحد كفيها تاركه الآخر لتنظر له بنصف عين قائله بتذمر مفعم بالخجل:
_ابص أنا في وش مراد أزي بعد كده؟
تدريجياً أرتسمت إبتسامة على ثغره وهو يمد كفه ليزيح كفها الموضوع على وجهها وهو يقول بخشونه غير مكترث:
_هتبصي في وشه عادي يا عائشه، مالك في إيه!
نطق تلك الكلمات وهو يلاحظ وجهها المشتعل من الخجل و نظرات عينيها المضطربة تحدق نحوه على استحياء..
شعر هو بحالتها مما جعله يدور بنظراته في المنطقه وهو يقول بصوت أجش:
_بلدكم حلوه
قال تلك الكلمات وهو يعاود النظر لها ليجدها تنظر إلي الارضيه صامته تحاول لملمت شتات نفسها و السيطرة على دقات قلبها، ظل صامتاً منتظر منها أن تتحدث ليجدها ترفع رأسها تحدقه بنظرات مرتبكه وهي تقول بتردد:
_أنت جاي مخصوص هنا عشاني؟
صدرت ضحكه طفيفه من قسوره وظل يحدقها للحظات قبل أن يتحدث متهكماً:
_سؤال غبي من واحده المفروض أنها ذكيه !، ده المفروض..
أنكمشت ملامح وجهها المشع بأحمرار الخجل لتعبس قائله بنبره خافته حانقه:
_ أنت بتغلط فيا على فكره!
قهقه قسوره ضاحكاً ثم وضع كفيه في جيوب بنطاله وهو يقول بصوت رخيم:
_عرفتيها لوحدك؟
حدقته بنظرات منزعجه ثم أشاحت ببصرها بعيداً عنه لتدور به هنا وهناك حيث الوقت قد قارب على الثانيه بعد منتصف الليل لتعاود النظر له قائله بخفوت:
_عايزه أروح
حرك رأسه إيجاباً ثم ظل صامتاً للحظات وهو يراقب تعبيرات وجهها بنظراته التي يظهر بها لمحة حنان، تنفس بعمق ثم تحدث قائلاً بنبره جاده:
_قبل ما تروحي في كلمتين حابب اقولهم
ظهرت الحيره في مقلتيها وهي تحدقه بنظراتها ثم تحدثت قائله بنبره مترقبه:
_كلمتين إيه؟
أشار هو إليها بعينيه قائلاً بنبره خافته:
_ إيه رأيك نتمشي شويه و إحنا بنتكلم!
نطق بتلك الكلمات وهو يتحرك و مازال يضع كفيه في جيوب بنطاله مما جعلها تتحرك لتسير بجانبه وهي تنظر نحوه على استحياء..
دقائق من الصمت فقط يسيرون هكذا في ذلك الوقت حيث المكان هادئ و المنطقة تنيرها فقط أعمدة الإنارة إلي جانب ضوء القمر..
و كان هو ينظر أمامه وهي تنظر نحوه بين كل لحظه والآخر بخجل منتظره حديثه..
خرج هو عن صمته أخيراً ثم حرك رأسه ينظر إليها بعينيه المبتسمتين دائماً ثم تحدث بصوت ذو بحه مميزه:
_طبعا إنتي متعرفيش عني حاجه غير أني أسمي قسوره و جار عمك !
