الفصل الثاني والخمسون..
خرجت عبير من الغرفه تاركه قسوره الواقفاً بملامح مكفهره ليغلق الباب ببطء وعيناه معلقه بأسفل الفراش حيث زوجته الحمقاء القابعه بالأسفل وهي تهدر بنفاذ صبر:
_يا عبير ما تردي عليا، بقولك مشي..تبعثرت الكلمات في حلقها و قد شحب وجهها وهي منبطحه هكذا أسفل الفراش حيث وقع بصرها على حذائه..
مسح هو على وجهه بشده محاولاً تمالك حاله ثم رفع مفرش الفراش و أنحني قليلاً لتتقابل نظراته القاتمه مع تلك التي جحظت عيناها و ارتعدت أوصالها خوفاً منه لتسارع في الحديث بكلمات غير مترابطة متعلثمه وقد جف حلقها:
_قسوره ، الكلام كان زمان ، أيوه الكلام ده كان زمان لكن أنا دلوقتي، أصل ، لما جيه النهارده معرفتش أتصرف و شعري..توقفت عن متابعة حديثها تبتلع ريقها الذي أصبح جاف ، حالتها تلك جعلته يرغب في الضحك لكنه تماسك وهو يشير إليها بعينيه قائلاً بنفاذ صبر:
_ أطلعي حالا أحسنلكنطق بتلك الكلمات وقد ارتفعت نبرته في اخر كلمه قاصداً ذلك..
عضت علي شفتيها بشده وهي تزحف بجسدها قليلاً مستنده بكفيها على الأرضية ثم رفعت رأسها تشير له بعينيها قائله بنبرة متعلثمه:
_ ممكن تبعد شويه عشان أعرف أخرجرافع أحد حاجبيه بطريقة حاده ثم ترك المفرش مبتعداً بخطوات بسيطة لتزحف هي بمعاونة كفيها المستندين على الأرضية ثم خرجت بجسدها لتسارع في الوقوف على قدميها وقد تبعثرت خصلات شعرها..
تراجعت إلي الخلف جالسه على الفراش وهي ترفع سبابتها تقول برجاء وقد خرج صوتها كمن أوشكت على البكاء:
_عشان خاطري يا قسوره عديها أنا والله ما هعمل كده تاني و بعدين أنا سني لسه صغير و مش فاهمه أوي الحياه.؟لا يعلم هل يضحك الآن أم يوبخها حد تعلم أن هناك حدود في التعامل، تنفس بعمق يحاول تمالك أعصابه ثم هدر ضاغطاً على الكلمات بشده يحذر إياها بقوه:
_ أنا هطول بالي عليكي و هقاوم رغبتي أني اديلك كف على وشك يعرفك أزي تتعاملي مع ولاد عمك بحدود بس بعد كده لو خصله بس من خصلات شعرك ظهرت قدامهم ، عارفه هعمل أيه..تراجعت هي بجلستها على الفراش وقد شعرت بحاجتها إلي الماء من جفف حلقها وقد بهتت ملامحها وهي تردد متوجسه بارتباك:
_هتعمل إيه؟وضع كفيه حولها على الفراش محاصراً إياها بهم وهو ينحني محدقأ إياها بنظراته الجامده قائلاً بنبره ماكره:
_ خليها مفاجئه أحسنتراجعت هي برأسها وهي تشعر بأنفاسه تلفح بشرتها وقد ذادت وتيرة تنفسها وهي تقول ببلاهه:
_ مبحبش المفاجآت يا قسوره..التوي ثغر قسوره بابتسامة طفيفة للغايه سريعاً ما أخفاها عندما وجد عيناها تلمع وقد تحدثت بلهفه:
_شكلك سامحتني !