الفصل الخامس..
وصلت أمام المحل لتضع المفتاح في الباب ثم إدارته لتفتح الباب ببطء ثم تحركت في الظلام تبحث عن مكان أضاءة المحل لتجد الزر بجانب الباب ضغطت عليه وقد أنار المحل ثم وضعت المفتاح في جيب ثوبها..
ثم سحبت حقيبة بلاستيكية و تحركت تضع بعض الأشياء بها .
_علبة سجاير يا آنسه لو سمحتي
خرجت تلك الكلمات بصوت أجش من قسوره لتستدير هي نحوه لتتسع عينيها قليلاً و قد ضغطت بكفها على الحقيبه البلاستيكيه .
حدقها قسوره بنظراته و قد تذكرها على الفور وضع كفيه في جيوب بنطاله و ظل يحدق إياها للحظات ثم نقل بصره ليحدق إلي الفراغ ..
أشاحت هي بصرها بعيداً عنه و قد شعرت بالتوتر يتملكها و أحمر وجهها أحمرار طفيف..
وضعت الحقيبه البلاستيكيه على ذلك المقعد الدائري الصغير ثم استدارت تدور ببصرها تبحث عن طلبه، ليقع بصرها على مبتغاها سحبت علبه ثم استدارت لتجده ينظر إلي ساعة معصمه ، تقدمت منه تمد كفها له بتلك العلبه قائله بنبره خافته:
_أتفضل
التقط منها العلبه ثم وضعها في جيب بنطاله و حدق إياها متسأل بنبرة خشنه:
_ كام ؟
ابتلعت عائشه ريقها ثم حركت كتفيها للأعلي و الأسفل قائله بنبره خافته حائره:
_معرفش
عقد هو حاجبيه و حرك رأسه بتفهم ثم وضع كفه في جيب سترته ليخرج بعض الورقات النقديه و مد كفه لها بهم قائلا بنبره الجاده :
_ أعتقد ده التمن بتاعها
مدت هي كفها الناعم المرتجف قليلاً تأخذ منه النقود دون أن تنظر نحوه ثم قالت بنبره عذبه:
_ تمام
_ قسوره!
خرجت تلك الكلمه من السيد إبراهيم الذي دلف إلي المحل للتو ليدور ببصره بين قسوره الواقف يحدق به و بين عائشه ليضيق ما بين عينيه متسأل بتعجب:
_بتعملي إيه هنا يا عائشه يا بنتي؟
حركت عائشه نظراتها نحو السيد إبراهيم بحدقتين متوترين ثم قالت بتوضيح خافت :
_نزلت أجيب شويه حاجات نتسلي بيها
نظر قسوره نحو السيد إبراهيم ثم قال بنبرة مختصره:
_أنا كنت باخد علبة سجاير .
أبتسم له السيد إبراهيم الذي كان يرمق إياه قائلاً بنبره هادئه:
_ماشي يا بني
صمت قليلاً ثم تابع وهو يحدق إياه بنظراته المبتسمه يتسأل باستفسار:
_ محتاج حاجه تانيه؟
حرك قسوره رأسه نافياً ثم تحرك يخرج من المحل ربطاً على كتف السيد إبراهيم وهو يمر من جانبه..
تنفست عائشه الصعداء ثم استدرات تتحرك في المكان تلتقط الحقيبه البلاستيكيه من على المقعد وهي تقول إلي عمها بنبره هادئه:
_ هاخد بس الحاجه و هطلع يا عمي
