الفصل السادس والثلاثون
أذدردت هي ريقها بصعوبه وهي تنظر نحوه بطرف عينيها متوتره وقد راح قلبها يخبرها أن تهتف عالياً رافضه ذلك الأنفصال، أخذت نفس عميق محاولة ألتقاط أنفاسها الهاربه منها ثم حركت رأسها نافيه وهي تخفض بصرها قائله بصوت يكاد يكون مسموع متلعثمه:
_مش عايزه أبقي مطلقه في سن صغيرنطقت بتلك الأجابه المبهمه حتي لا تبوح بحقيقة مشاعرها..
ظل يحدقها للحظات بنظراته المتأمله ثم التوي ثغره بابتسامة جانبيه طفيفه ثم نطق بنبره خشنه ماكره:
_أنا كده هفهم الأجابه على مزاجيرفعت هي رأسها تحدقه بمقلتيها الواضح بهم مدي أرتباكها، أبتلعت ريقها ببطء ثم حركت شفتيها ترغب في الحديث لكن تجمدت حين وصل إلي مسامعها صوت عمها السيد سليمان وهي يهدر بصوت مرتفع غليظ:
_فين عائشه؟تصلبت هي في وقفتها للحظات و راحت توزع نظراتها القلقه في المكان ثم وبتلقائيه وجدها تسحبه من ذراعه وهي تهدر بصوت خافت مفعمه بقلق غير مبرر:
_عمي سليمان ، عمي أستخبيوزع هو نظراته بين ملامحها المضطربه وبين كفها القابض على ذراعه وهي تحدقه محاوله سحبه ليتحرك معها ليجدها تسحبه نحو ذلك المخبيء المتواجد أسفل الدرج وهي تنطق بهمس مفعم بالرجاء:
_متتكلمشرفع هو حاجب و نزل الآخر وقد حدقها بنظرات ساخره مبتسماً على تصرفاتها قائلاً بصوت أجش:
_عائشه إنتي مش ملاحظه حاجه؟نزعت هي كفها من علي ذراعه لتسارع تلقائياً بوضع إياه على فمه قائله بصوت هامس متوتره:
_بس متتكلمش عمي هيسمعكنطقت بتلك الكلمات وهي تنظر له برجاء جاد بمقلتيها، ليلاحظ هو أنها تقف على بعد مسافه قريبه منه لتبتسم عينيه وهو يلتقط كفها الموضوع على فمه لينزله ثم وجدته يميل على أذنها هامساً لها بصوت رجولي متهكم:
_ إنتي مش ملاحظه أن كتب الكتاب مكتوب ولا إيه النظام؟شعرت هي بقشعريره تسير على طول جسدها أثر نطقه بتلك الكلمات بجانب أذنها، مما جعلها ترفع كفيها لتدفعه بهم قائله بصوت خافت للغاية متهربه بنظراتها:
_اسكت وخلاص يا قسورهخرجت حروف إسمه من فمها بنبره ضعيفه، لتجده يحدقها بعينيه ثم لم يستطع كبح ضحكاته لتصدح عالياً غير مبالي..
أرتجف بدنها وقد عضت على شفتيها خائفه من عمها وهي تدور ببصرها في المكان خائفه وقد شعرت بأقدام تهبط الدرج سريعاً مما جعلها تنظر نحوه بغيظ قائله بنزق:
_عجبك كده !لم تكاد تنهي كلماتها حيث وجدت إضاءة المدخل القويه تنير المكان لتستدير ببطء وقد شحب وجهها وهي تجد عمها سليمان واقفاً بملامح محتقنه..
وجدت قسوره يتجاوزها وقد رسم إبتسامة هادئه على ثغره وهو يتحدث بنبره ثابته:
_أهلاً بحضرتك