الفصل الثالث والثلاثون
أنتظرت هي أن يتحدث الطرف الآخر لكن فقط يصلها صمت مما جعلها تضيق ما بين عينيها قائله بنبره خافته:
_مين!
نطقت بتلك الكلمه ولكن لم يصلها سوي الصمت، ضمت حاجبيها و أنزلت الهاتف مغلقه المكالمه وهي تحرك رأسها بحيره..
ألقت الهاتف جانباً ثم سحبت علبة القهوه لكي تعد إليه القهوه خاصته..
عدة دقائق وكانت تسكب له القهوه في الفنجان المخصص له، أخذت نفس عميق ثم حملت إياه لتخرج من المطبخ..
تجمدت نظراتها عندما وقعت على تلك الفتاه الصغيره الواققه تقبض على ذراعه وهي تقول برجاء:
_عشان خاطري يا قسوره
شعرت عائشه بالضيق يحتلها لتجد حالها تهدر بنبرة منزعجه:
_القهوه يا دكت..
تبعثرت الكلمات في حلقها ثم هتفت بنبره عذبه:
_يا قسوره
نطقت إسمه ليستدير نحوها وعينيه تبتسم، لتزيح الفتاه كفها من علي ذراعه ثم نظرت نحو عائشه مبتسمه قائله بنبره رقيقه:
_ما تقولي ليه إنتي تفضلوا معانا يومين ملحقناش نشبع منكم
أتسعت مقلتي عائشه قليلاً وقد ضغطت بكفها بقوه على فنجان القهوه وهي تمد يدها له به قائله من بين أسنانها:
_أتفضل يا دكتو..
توقفت عن نطق تلك الكلمة ثم تحدثت بنبره خافته متصنعه الرقه:
_يا قسوره
سحب منها فنجان القهوه وهي مستغرب طريقتها في نطق إسمه، كاد أن يتحدث لكن وصل إلي مسامعه صوت جده يهتف بإسمه..
ليرتشف رشفة من فنجان القهوه خاصته ثم ألقي نظره على عائشه قائلاً بصوت رخيم:
_تعالي يا عائشه
نطق بتلك الكلمات ثم تحرك لتظل عائشه تنظر شذراً إلي تلك الواقفه تمط شفتيها ثم نظرت نحوها قائله بنبرة فضوليه:
_أنتي اتجوزتي ازي إنتي و قسورتي
نطقت آخر كلمه بنبره تلقائيه كمن أعتادت على ذلك مما جعل عائشه تحدقها بنظرات حانقه ثم رفعت أحد حاجبيها قائله باستنكار واضح:
_قسورتك !
قهقهت تلك الفتاه ضاحكه ثم لوحت بكفيها شارحه لها وهي تقول بتوضيح مرح:
_متعوده أقول كده له
ظلت عائشه رافعه حاجبها وقد تحدث قائله بنزق:
_انتي عندك كام سنه؟
رفعت تلك الفتاه مقدمة سترتها وهي تقول بسرور:
_شهرين و هكمل ١٥ سنه
نظرت لها عائشه من أعلي إلي أسفل بنزق فهي مظهرها لا يعطي عمرها بل يعطيها عمر أكبر من عمرها ، كادت عائشه أن تتحدث تخبرها أن تلك الأريحه في التعامل معه غير لائقه لكنها وجدت تلك تتحرك تاركه إياها وهي تنطق بنبره عاليه:
_ما تقولوا حاجه يا جدي محمود
لم تشعر عائشه بحالها سوي وهي تجز على أسنانها مردده بضيق واضح:
_قال قسورتي قال
نطقت بتلك الكلمه وهي تتحرك نحو الخارج حيث يجلسون لتجد قسوره يوزع نظراته بين تلك الفتاه وبين جده السيد محمود يهدر موضحاً لهم:
_عائشه عندها امتحانات
