الفصل السابع وعشرون

2.1K 42 0
                                    

الفصل السابع و عشرون

تحرك عمها تاركاً إياهم بمفردها بعد أن وضع أكواب الشاي الساخنه أمامهم على الطاوله  ثم أخذ الكوب خاصته و تحرك به نحو الشرفه تاركاً إياهم يتحدثون..

عقدت عائشه ذراعيها أمامها ثم حدقت إياه بنظرات مليئة بالضيق ثم عادت تتحدث قائله من بين أسنانها بنبره مغتاظه:
_أنا بقولك قالي أني سبب المشكله أزي مليش دعوه، مش فاهمك بجد؟

مد قسوره كفه يلتقط كوب الشاي الساخن خاصته ليرتشف منه رشفه بسيطه يتذوقه ثم حرك رأسه نحوها قائلاً بنبره بارده:
_ قومي أعمليلي كوباية شاي غير دي

لاحظ هو تعبيرات وجهها المنكمشه وهي تكاد تصاب بنوبة قلبية من تجاهلها للرد عليها، مما جعل إياه يقول بنبره هادئه للغايه موضحاً لما طلب كوب أخر:
_الشاي ده سكره زياده و أنا بشرب الشاي من غير سكر

قال تلك الكلمات وهو يضع كوب الشاي على الطاوله، لتنظر هي له شذراً ثم قالت بحنق:
_ هو إيه البرود إلي أنت في ده؟

أشار قسوره إلي نفسه ثم التوي ثغره بابتسامة بسيطه قائلاً بصوت أجش:
_فين البرود في كده يا عائشه؟

نطق إسمها وهو يشعر للمره الأولي أنه له مذاق خاص عنده نطق مثل صاحبته الصغيرة مما جعل مقتليه تتعلق بمقلتيها التي تشبه لون القهوه والواضح بهم غيظها..

أرتسمت إبتسامة بسيطه على ثغره و حك ذقنه قائلاً بنبره خشنه:
_ أعمليلي قهوه، بلاش شاي

أشتعلت مقلتيها بالغيظ وحلت ذراعيها من أمامها ثم رمت إياه بنظرات حانقه قائله بصوت خافت تستفز إياه:
_ لو معملتش!

ثم رفعت حاجب و نزلت الآخر وهي تتابع بتبرم:
_ ثم أني أول مره أشوف ضيف بيطلب هو إلي عايز يشربه و بيتأمر كمان

لوي قسوره فمه ثم تحدث قائلاً بنبره ساخره هادئه:
_أنا ضيف!

حركت هي رأسها إيجاباً، ليشير هو لها بكفه قائلاً بنبره   عابثه يأمر إياها:
_قومي أعملي ليا قهوه أحسن ما أقول لعمك أنك مش بتسمعي الكلام

ظلت عائشه تحدقه للحظات باستياء ثم نهضت من مكانها قائله بنبره تتصنع بها أنها تفعل ذلك على مضض:
_ بتشرب القهوه إيه؟

_مظبوطه

قال تلك الكلمه بنبره خشنه وهو يحدق إياها بعيون مبتسمه..

أومأت هي برأسها ثم تحركت نحو الداخل حيث المطبخ تاركه إياه ظل للحظات يحدق في أثرها بعيون مبتسمه التي تحولت بعد ذلك إلي القاتمه الممزوجه بالشرود كأن هناك أمر يشغل تفكيره..

صدح رنين هاتفه ليخرج إياه من جيب بنطاله، حدق بالأسم بملامح أنكمشت فكان أسم فريده يتوسط الشاشه لكنها كان متيقن أن المتصل ليس فريده بل شقيقتها تلك شيماء التي يشعر بالشفقه نحوها و لكن ليس لديه حيله.

فرت إلي قسورة "مي الفخراني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن