البارت التاسع و الثلاثين

334 8 0
                                    

Omeera

لا شَيء يُثقلني سوى الحُزْن

مرو أكتر من أسبوعين و حالة تاليا كانت ماشة من السيء للاسوء ، لدرجة خلتني أندم لأني كلمتها ..بقت عايشة حالة خوف م طبيعية م بتتحمل فراقي ثواني و لو غمضت عيوني ساي بتبكي ، إلا أنوم بعد هي تنوم و حتى في نومها بكوابيس و خلعات و بكى و أرق ..و بقت متعلقة فيني أكتر من أول كمان ، مع إني حاولت اخليها تقرب من حسام ، يعني بالليل بعد تنوم اخليها تنوم في حضنو عشان تتعود تنوم من غيري ، لكن م كان في أي فايدة ، حتى و هي نايمة بتعرف حضني من حضن حسام و بتصحى ..و لو صحت بتقعد صاحية للصباح و كل م تتذكر الموضوع تبكي ، الموضوع أثر عليها لدرجة الأساتذة لاحظو ليها ، بقت م بتطلع من الفصل ، و بتبكي في نص الحصص ، وم بتشارك ولا بتكتب ، حرفياً بقت م بتعمل أي شي ، و شخصيتها اتغيرت 360 درجة عشان كده اتصلوا لينا و اتكلموا مع حسام و هو حكى ليهم بالحاصل في البيت ، و اتفهموا الموضوع و ادوها إجارة أسبوع نحاول فيها نخليها تتأقلم مع الموضوع و كده و لو لزم الأمر ناخدها ل دكتور نفسي ، لكن م احتاجت ، لأنو هي و حسام قعدوا و اتكلموا براهم وم بعرف قال ليها شنو لكن هي بقت أحسن شوية و رجعت المدرسة ..المهم الليلة عزمت البنات في البيت ، و ك العادة رزان جات أول واحدة ، و عملت الحاجات كلها و قعدنا منتظرين فريال و سحر ..بعد فترة طويلة من الصمت قلت ليها الأولاد كيف؟ ..قالت لي الحمدلله و تاليا؟ ..قلت ليها الحمدلله ، الليلة نزلت المدرسة ..قالت لي من اليوم داك م مشت؟ ..قلت ليها م مشت ، كانت خايفة ..قالت لي بصراحة كلنا خايفين ..نزلت عيوني و قلت ليها و أنا خايفة أكتر منكم ..جات قعدت جنبي و ختت يدها في يدي و قالت لي كله ح يعدي ..عاينت ليها وقلت ليها ممكن أطلب منك طلب؟ ..هزت راسا ..قلت ليها خلي بالك من أولادي ي رزان ، اعتبريها آخر وصية لي خلي بالك من الأولاد ..قالت لي حاضر ..و بدت تبكي ..قلت ليها و في ورقة أنا ختيتها في شنطة البيبي في الجيب الصغير ، اديها ل حسام بعد م أموت ..قالت لي حاضر ..مسحت دموعي وقلت ليها و يوم عرس تاليا ، اهديها تاج فضة ، يكون أحلى تاج فضة في الدنيا ، لأني وعدتها أنا ح اهديها أحلى واحد يوم عرسها ، لكن بما إني م ح أكون موجودة ، اهديها التاج ده بأسمي تمام ..حضنتني و زادت في البكا و خلتني أبكي معاها ، و بقيينا الاتنين نبكي و نتشهق ..شوية الجرس رنة ، رزان فكتني و مسحت دموعا وقالت لي بكون دي فريال ..مسحت دموعي و قلت ليها أيوة ..مشت فتحتوا و جو داخلين ، و خلو باب الشارع فاتح ..فريال دي من تشوف وشي بتبكي ..رزان قالت ليها فريال ، نحنا جاين نتونس م نزعل تمام ..سحر قالت ليها ااي ، خلونا ننبسط سمح ..ابتسمت و قلت ليهم سمح ..و على كده بقيينا نتونس و نضحك و بنحاول ننسى همومنا ، بس فجأة حسيت ب وجع رهيب زي الكأنو بطني بتتقطع ل مية قطعة ، م كان بشبه أي وجع حسيت بيه في عمري ، ده كان أقوى لدرجة كتم على نفسي ..اخدت نفس بالعافية و مسكت في يد الكنبة قوي لدرجة حسيت بيها شوية و ح تتكسر في يدي ، م كنت قادرة اصرخ و لا قادرة أتكلم اصلا ، حسيت زي الكأنو لساني اتشلى وجسمي كله اتخدر ، بس معرقة و دموعي جارين ..ديل اصلا م كانوا جايبين خبر وكانو بتونسوا ، وأنا الألم فات قدرة تحملي وبقيت صامتة عديل ، بس في اللحظة دي رزان عاينت لي عايزة تسألني من حاجة و شافت حالتي ..قامت سرعة و جات قعدت جنبي وقالت لي ميرا انتي كويسة!! ..هزيت راسي ب لأ وأنا بقاوم في وجعي ..هنا سحر و فريال شافوني و بقو يتجارو ، وأنا خلاص دخلت في حالة تانية وبقيت م فاهمة أي شي و لا سامعة صوتهم حتى ، بس سامعة نبضات قلبي بتنبض بالبطيء و حاسة بألم فظيع بزيد مع كل نفس باخدو ، بقيت أغمض و أفتح و سامعة دقات قلبي بتتباطئ و بتضعف كل ثانية ، و في نفس الوقت تنفسي بصعب أكتر و الأوكسجين انعدم بالنسبة لي ..بعد غمضت كم مرة و فتحت شوفت تاليا قدامي بتبكي ، رفعت يدي بصعوبة وختيتا في خدها وقلت ليها بصوت خافت خلي بالك من نفسك ي تاليا وم تخلي البيبي نهائي سمعتي ..مسكت يدي و زادت في البكا ، كان وش تاليا الوحيد القادرة اشوفو بوضوح ، كانت بتبكي و تتكلم ، لكن م سامعاها بتقول في شنو بس سامعة صنة عايزة تشق اضنيني ..غمضت مسافة و لمن فتحت شوفت حسام جا وقف و عايز يشيلني ، لكن مجرد م لمس ضهري ، حسيت يدو سكينة واتغرزت فيها ، صرخت وأخيراً صوتي طلع بعد معاناة ، لكن حسام م اشتغل بي وشالني وداني العربية و رقدني في الكراسي الورا ، و هنا أنا بقيت م شايفة ، حسيت نفسي عميانة رسمي ، و الخوف بقى يتملكني و بقيت أحاول أنطق الشهادة بصعوبة لحدي م قلتها ..و تاني غمضت عيوني و سمعت أصوات بكى بعيدة بعدين حسيت بحركة سريعة ، و بعد مسافة سمعت كم كلمة "ضغط دمها منخفض ، قلبها ، ح تموت ، عملية" ..و فجأة هدوء تام .....


لأجلها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن