البارت العاشر

298 4 0
                                    

Omeera

كُنت من النوع الذي لا يغلق بابه في وجه أحد فمررت بتجارب جعلتني لا أفتحه من الأساس

الطريق ل بورسودان كان طويل ، وأطول من ما اتخيلت يعني قريب يومين ونحنا في الطريق لمن حسيت ضهري انكسر ، مع إنو في استراحات وأي شي لكن برضو طريق السفر متعب خصوصاً مع طفلة صغيرة ..المهم أول م نزلت من العربية ، بقيت واقفة وبتأمل في الناس ، كان كل زول عندو زول منتظرو ، كنت شايفاهم كلهم نازلين مبسوطين وبحضنو في احبابهم المنتظرنهم وبمشو معاهم ، اتلفت مسافة وأنا م عارفة امشي وين ، اصلا دي أول مرة في حياتي اجي بورسودان وم بعرف فيها ولا اسم منطقة بالغلط ، تاليا بقت تتململ في كتفي من الحر والشمس ، ف جريت الشنطة و وقفت تحت ضل حيطة قريبة مننا ، بقيت بعاين ساي بعيوني وم عاارفة أعمل شنو ، لحدي م جات عربية وقفت قدامي ، تاكسي شكلو لأنو قال لي عايزة مشوار؟ ..قلت ليو لأ شكراً ..قال لي م بنختلف ..قلت ليو م ماشة ..واتلفت بالجهة التانية قام مشى ، وقفت قريب الساعة بس بعاين لحركة الباصات ..رجليني تعبو وتاليا ابت تسكت عديل ، فكرت شوية ولقيت إنو الوقفة هنا م حل ، لازم أمشي قدام ..جريت شنطتي وبقيت ماشة ساي واي لفة قدامي بخشها ، لحدي م وقف لي بتاع ركشة ..قال لي ماشة على حلة ".." ..مع إني م بعرفا لكن قلت ليو ااي عشان تعبت من المشي بس ..قال لي تمام أنا زاتي ماشي هناك ، اركبي ..ختيت شنطتي وركبت وصلنا حلة كده بعييدة شوية من الموقف ..قال لي ساكنة وين؟ ..قلت ليو اقيف لي هنا بس ..قال لي وريني البيت اوصلك جنب الباب احسن عشان الشنطة دي تقيلة ..قلت ليو لأ ، اقيف لي هنا بس ..قال لي تمام ..و وقف ، نزل لي الشنطة ومشى ، اتلفت شوية شوفت شجرة كبيرة مشيت قعدت تحتها وختيت الشنطة جنبي ، كنت بحاول م أبكي ، بحاول م أنهار لأنو ده م زمنو يعني ح استفيد شنو لو بكيت في الشارع ولميت الناس ، ولا شي غير أنهم ح يشفقو علي ويحنو على حالتي ويعاينو لي بنظرة التعاطف ديك ، وأنا م عايزة الحركات دي! أنا أقوى من كده! لازم أفكر واشغل مخي بس عشان اتصرف ..قاعدة في محلي و سرحانة جا شاب وقف قدامي عمرو في بداية العشرينات كده ..طقطق لي ، عاينت ليو ..قال لي ي أخت أنتي منتظرة زول؟ ..قلت ليو لأ ..قال لي طيب مالك قاعدة هنا؟ ..قلت ليو ساي بس ..قال لي لو في مشكلة وريني يمكن اساعدك ..قلت ليو لأ شكراً ..مشى ، بقيت متابعاو لحدي م دخل دكان كده في الناصية بتاعة الشارع وم طلع تاني شكلو شغال هناك ، بقيت قاعدة وشايلة تاليا بحاول اسكت فيها وهي بتبكي من الحر ، م وجعني منظرنا في الشارع زي م وجعني بكاها ، ده الشي الكنت م عايزاه ، ده السبب الخلاني اتخلى عنها أول بس عشان م نصل للنقطة دي وبرضو وصلنا ، قعدنا مسافة العصر أذن ، الشاب طلع من الدكان وقفلو وكان ماشي المسجد ع الأغلب ، اتلفت علي لقاني لسه قاعدة ، قام جا تاني وقف قدامي ..قال لي ي أختي أنتي لو في حاجة م تحكي لي خسرانة شنو؟ ..قلت ليو وأنت عايز بقصة حياتي شنو؟!! م عندك شغل غيري!! أمشي صلي صلاتك! ..حمر لي ومشى ..شوية شوية الناس بقو يعاينو لي ، وأي راجل يجي ماري بالشارع الأنا فيو بقيف بسألني ، كنت مرة بتلائم معاهم و مرة م برد ليهم ، أكتر حاجة بكرهها في حياتي إنو زول يشفق علي!! لسه أنا م وصلت المرحلة دي! ..قريب للمغرب جا الشاب تاني وللمرة التالتة ، لكن المرة دي معاه راجل كبير في السن يمكن عمرو أكتر من 70 سنة ..الراجل جا قعد جنبي وقال لي مالك ي بتي قاعدة هنا؟ ..م رديت ..قال لي م عايزة تتكلمي معانا؟ ..م رديت برضو ..الشاب قال لي انتي هييي ي أخت ، افتحي خشمك ده واتكلمي معانا لو م عشان حضرة سيادتك عشان الطفلة دي ، خليتيها اليوم كلو مقيلة في الشمس ف م تكوني دايراها تنوم في الشارع كمان! ..قلت ليو أنت مالك بتعرف مصلحتها أكتر مني؟ ..قال لي بعرف أنها صغيرة وم بتتحمل ..الراجل الكبير قال لي خلييك من عُمر ده و ركزي معاي أنتي ماشة وين؟ ..قلت ليو ولا مكان ..قال لي اهلك وين طيب؟ عندك أهل هنا!؟ ..اتنهدت وقلت ليو لأ م عندي أهل هنا ..الولد الاسمو عُمر ده قال لي طيب من الصباح م تفتحي خشمك ده كان! ..قلت ليو أنت مالك معاي؟ ..قال لي ساي بس ..الراجل الكبير قال لي أهلك وين؟ ..قلت ليو م عندي ، اتشاكلت معاهم وجيت هنا ..أشر لي على تاليا وقال لي أبوها ؟ ..قلت ليو هو سبب المشاكل ..قال لي يعني متزوجة؟ ..قلت ليو مطلقة ..قال لي لو عندك ورقة ثبوتية ممكن اشوفا ..عايزة اردح تاني اتذكرت إنو هو أكبر مني بكتير ، قمت سكت وطلعت ليو الأوراق بصمت ، الارقام الوطنية ، الجوازات وحتى ورقة طلاقي وأي شي ، والحاجة الحلوة في الموضوع إنو م ركز لتاريخ ولادة تاليا ول قسيمة الزواج ، لأنو شهادة ميلادها مسجلة بميلادها الأصلي يعني قبل العرس ب أربعة شهور ..بعد عاين للاوراق كويس رجعهم لي ..وقال لي قومي تعالي ..قلت ليو وين؟ ..قال لي بيتي ..قلت ليو لأ شكراً م محتاجة خدمات! ..قال لي دي م خدمة أنا ح أأجر ليك نص بيتي التاني ..اتصدمت وقلت ليو بالجد!! ..قال لي ااي ، قومي تعالي شوفيو ..اترددت وبقيت أعاين ليهم الاتنين ، في النهاية م بقدر امشي مع أي راجل وخلاص ..الراجل الكبير فهم نظراتي وقال لي م تخافي أنا عمك بابكر و ده عُمر ولدي وفي بت بتي فريال برضو قدرك كده ، قاعدة في البيت ..قلت ليو أنا ميرا ..قال لي طيب ي ميرا قومي عشان تشوفي البيت ..قمت وعايزة أجر الشنطة عمر قلعها من يدي ، قلعتها منو وحمرت ليو ، رجع قلعها مني ومشى قدامي مع أبو ، اصلا الولد ده م ارتحت ليو ، وقفت حمرت ليو مساافة ولحقتو ..مشينا بيتهم كان لصق الدكان وشكلو الدكان زاتو تبعهم ، العم الكبير دق الباب مرتين كده ، حتى جات بت فتحتو ، عاينت لي باستغراب بعداك عاينت ل تاليا و رجعت عاينت للراجل الكبير ، أشر ليها ب راسو زحت من الطريق و دخلنا ..قعدنا في سراير الحوش والبت مشت جابت لي موية بااردة ، كنت عطشانة لكن غروري م سمح لي اشرب أكتر من رشفتين ، أما بالنسبة ل تاليا ف كان باين إنها عطشانة لأقصى درجة وشربت الكباية كلها براها ، بعد ارتوت رجعت تبكي وتصرخ ، حاولت اهديها ابت لي ..البت اصلا كانت مراقباني من أول م دخلت ، قالت لي ممكن اشيلا؟ ..قلت ليها ما ح تسكت ليك! ..قالت لي يمكن تسكت ..م رديت ..قالت لي علييك الله دقايق بس ..قلت ليها طيب ..و اديتا ليها بقت تلعبها واتلفتت عايزة تمشي ..قلت ليها ماشة وين؟ ..قالت لي م تخافي ماشة الغرفة جوة ارقدها في المكيف لأنو هنا حر ..هزيت راسي و مديت ليها الرضاعة ..شالتا وابتسمت لي ومشت ..الراجل الكبير قال لي حاسي بيك مضايقة مننا ..قلت ليو لا م كده ، بس عندي مشكلة في الثقة ..قال لي نحنا وثقنا فيك و دخلناك بيتنا ، أنتي كمان حاولي تثقي فينا شوية ..هزيت راسي وابتسمت ..قال لي طيب ارح نمشي نشوف البيت ..وقام مشى ، وقفت ومشيت جريت شنطتي من عُمر وقلت ليو لو حقتك م بتتلصق فيها كده! ..قال لي اصلا عامل المعروف بسبعة كفوف ..قلت ليو ااي لأنو حشري ، زيك!! ..وجريت شنطتي دخلتها ل فريال في الغرفة ، لقيت تاليا نايمة في كتفها وهي بطبطب فيها و بتغني ليها ومنغمسة في دور الأم ..ابتسمت لأني بعرف بتي كويس ، ولو م كانت فريال حنونة بالجد م كانت تاليا نامت في حضنها ..ختيت الشنطة وطلعت براحة ، لقيت عُمر في وشي ..قلت ليو أنت الموقفك شنو!!؟ ..قال لي ح تعرفي البيت كيف ولا ح يرسلو ليك إشارة بالقمر الصناعي كمان! ..قلت ليو م ظريف يلاا! ..قال لي زيك بالظبط! ..مشينا البيت وكان الباب الجنبهم طوالي ، دخلنا ..وكان عبارة عن اوضة جنب الباب وحمامين ، و لجوة شوية مطبخ و برندة و حوش وبين البيت ده وبيتهم شباك حجمو متوسط يعني بشيل طفل في عمر سنتين كده ..كانت حالة البيت عموماً كويسة و موصلة موية وكهربا ، وبالنسبة لينا أنا وتاليا اتنين بس ف ده كان بكفينا و زيادة ، بس المشكلة إنو م عندنا عفش ولا شي حرفياً غير المصلاية ..عم بابكر قال لي اها لقيتي كيف؟ ..قلت ليو كوويس شديد والله ..قال لي محتاج شوية نضافة وببقى أحسن ..قلت ليو ااي ، ح ابدا انضفو من هسي ..قال ليه بكرة إن شاء الله تنضفو أنتي و فريال سوا ، هسي أكيد تعبانة أمشي اكلي و نومي ..قلت ليو لا لا ي عمي شكراً م بقدر أقبل ..قال ليه؟!! أنتي تقولي لي عمي وم بتسمعي كلامي؟! ..قلت ليو كلامك على عيني و راسي ي عمي لكن م بقدر أقبل والله ..عُمر قال لي م عشانك ، عشان الشافعة الجوة دي! ..قلت ليو أنت مالك ومال بتي؟!! مسؤؤل منها وأنا م عارفة؟! ..قال لي عشان أنتي م عندك مخ تفكري بيو قلت أفكر ليك ، فكري في مصلحة بتك وبيتي الليلة وبكرة ارحلي ..قلت ليو مكان فيو أنت زاتو م بقعد! ..قال لي ارتاحي أنا ببيت في الدكان! ..عم بابكر قال لي هو بنوم برة وأنا في الحوش ، أنتي ارقدي مع فريال جوة ولو خايفة اقفلي الباب ..قلت ليو لأ ي عمي ح نبيت هنا ..هز راسو و قال لي تمام ..عُمر قال ليو تمام شنو ي أبوي! ..قال ليو أنت مالك خلي المرا براحتها! ..حمر لي وطلع ..قلت ل عم بابكر اهاا ي عمي الإيجار كيف؟ ..قال لي م تقولي لي عمي طول ما بتسمعي كلامي ..قلت ليو ي عمي أنا م عايزة اضايقكم ..قال لي في زول اشتكى منك هسي! ، اليوم الواحد ده ما ح يعمل ليك شي ..فكرت شوية و لقيت إنو م حلوة يحنسني راجل كبير بالطريقة دي ، قلت ليو خير ي عمي ..قال لي ااي كده ..ابتسمت ، بعداك اتذكرت الإيجار وقلت ليو اهاا ي عمي الإيجار؟ ..قال لي بكرة إن شاء الله نتناقش في الموضوع ده ..قلت ليو لأ ي عمي عشان نكون واضحين ، أنا زي م أنت شايف جاية ب ولا شي ، وعايزة أأسس حياتي من جديد ، ف عايزة أعرف القروش من هسي عشان أقدر ادبرها ..قال لي أنتي عايزة تدفعي كم ، البتجيبي كلو كويس ..قلت ليو لأ ي عمي ، أنا مستأجرة عندك ، حدد لي سعر عشان نعمل عقد رسمي ..سكت مسافة وفكر وعاين لي وقال لي خمسطاشر ألف ..قلت ليو خمسطاشر؟!! ..قال لي كتييرة؟ ، طيب عشرة! ..وبصراحة أنا اتصدمت ، م لأنها كتيرة ، بالعكس لأنها حبة! ، ماف إيجارات بعشرة الايامات دي إلا كان هو م عايز البيت أصلا ..قال لي اها قولتي شنو؟ ..قلت ليو القروش دي كأنها بسيطة!؟ ..قال لي ميرا ، أنا بقدر ظروفك وم معروف يمكن ازيدها ليك بعد عقدنا الأول ينتهي ..قلت ليو طيب عشرة ..قال لي ااي عشرة ..ومشى ، لحقتو دخلنا البيت المغرب أذن ، دخلت أشوف تاليا ، لقيت فريال رقدتها قصاد المكيف و راقدة جنبها ..قلت ليها نامت؟ ..قامت قعدت وقالت لي ااي ، كانت مُسخنة بس ..قلت ليها ااي م متعودة على الحر ، اتولدت وكبرت في مكيف ..قالت لي يحليلا ، البيت داك م فيو مكيف ..سكت ..قالت لي لو عندك قروش ممكن تشتري مكيف متحرك من السوق ، رخيص الايامات دي ، قبل كم يوم عُمر اشترى واحد ..م كنت قادرة أقول ليها إنو العندي ياداب بقضو لي مستلزمات تاليا وايجار البيت ، واكتفيت بأني ابتسمت و قلت ليها إن شاء الله ..قالت لي صليتي؟ ..قلت ليها عايزة استحمى ، حمامكم ب وين؟ ..قالت لي بجاي ..و وصفت لي ، مشيت فتحت شنطتي واخدت لي ملابس وطلعت ل تاليا لمن تصحى ، ومشيت اتحممت و اتوضيت ، مسافة أصلي تاليا صحت ، قمت حممتها وغيرت ليها وطلعت اللبن عايزة أعمل ليها الرضاعة ، فريال جات داخلة شايلة صينية الأكل ..قالت لي أنا م اتغديت ، ارح ناكل سوا ..م رفضت لأني من الصباح حاجة في خشمي م دخلتها ، وم فكرت في الأكل اصلا من كترة الهموم الفوق راسي ..قعدنا أكلنا و أكلت تاليا وجابت عصير ليمون باارد شربنا ..و بعد العشا مباشرة نمنا ..اليوم التاني صحينا صلينا الفجر و رجعنا نمنا ، تاني م صحينا إلا زي الساعة تسعة كده ، قمنا اتسوكنا واستحمينا ، لقينا جدها عمل الشاي من الصباح وشرب وخاتي كرسي قاعد في الشارع ..ساعدتها في نضافة البيت وشربنا الشاي وشلت تاليا ومشينا البيت الاجرتو ، دخلنا لقينا نضيف و الحوش مرشوش ومكنس ..دخلنا البرندة لقيناها نضيفة والمطبخ نفس الشي وفيو هيتر و سخان ، عاينا لبعض باستغراب و دخلنا الاوضة الجنب الباب لقينا فيها سرير الزي العنقريب داك ، و مرتبة اسفنج خفيفة و لحاف ..قلت ل فريال دي أنتي؟ ..قالت لي لأ ، لكن ده سرير عُمر ..قلت ليها عُمر؟!! ..ومنها هو جا داخل شايل مكيف متحرك وقال لينا زحو ، و دخل الاوضة و ختاهو قصاد السرير وبقى يعاين وقال تاني ناقص شنو؟! ..مشيت ليو وقلت ليو حيلك حيلك ، ده شنو ده؟ ..قال لي ده عشان خاطر عيونك ♡..قلت ليو ومنو قال ليك أنا عايزة منك خدمات؟!! ..قال لي اتكلم معاك منو أنتي؟ ، أنا بتكلم معاها ..وبقى يشاغل تاليا وهي بتضحك ليو ..قلت ليو عُمر ، أنت بتحاول تساعدني و دي حاجة حلوة منك ، لكن أنا م محتاجة مساعدة! ..قال لي ده م ليك ، ده ليها! ، ولو متحسسة اعتبريهم شدة وبعد تكوّني نفسك شوية رجعيهم لي ..قلت ليو لكن.. ..قال لي فكري في بتك قبل م تقرري ..عاينت ليها وسكت لأنو بسبب الحر يومين م نامت وم عاارفة إذا ح تقدر تتحمل أكتر من كده ، م مشكلة ي ميرا قللي غرورك شوية لمصلحتها ، أساساً هي أهم شي والباقي بجي ب ورا حتى أنا ..اتنهدت وقلت ليو طيب ..قال لي ااي كده ، اهاا ح تشتغلي شنو؟ ..قلت ليو اا؟ ..قال لي عشان تقدري تعيشي لازم تشتغلي بما إنك م بترضي تشيلي حاجة من زول! ..قلت ليو م فكرت ..قال لي رايك شنو تبيعي طعمية ، عندي صاج هنا حق واحد صحبي و كانون وبتقدري تدّيني مني الحاجات وبعد تربحي ترجعيهم ..قلت ليو أنا؟!! وطعمية!! أنا من الله خلقني م اشتغلت شغل زي ده! وبعدين أنا خرريجة وعندي شهادات كتيرة ، واللغة الإنجليزية بشربا موية ، اشتغل ست طعمية!!! لا لا لا م عايزة! ..عُمر قال لي بتنا ، نزلي سقف طموحاتك! ، دي السودان والشغل هنا م هيين ، أنتي بس تشتغلي أي شي عشان تطلعي حق اليوم ، أنا القدامك ده خريج تصميم داخلي وشغال في دكان عادي يعني! ..قلت ليو أنا م زيك ، أنا أحلامي أكبر من كده! ..قال لي الأحلام م بتأكل عيش ، لازم تعافري وتضغطي على نفسك عشان تقدري تعيشي ..قلت ليو بجرب حظي بشهادتي لكن الشغل ده م برضى بيو! ..قال لي راحتك ..وطلع ..عاينت ل فريال قالت لي اصلا م ح أتكلم! ..قلت ليها كلامي م صحي؟ ..قالت لي أنا م عارفة أنتي فهمك شنو ، لكن عايزة أقول ليك إنو الشغل م عيب ، إذا كنتي مديرة في شركة ولا دكتورة في مستشفى ولا ست شاي و طعمية ، ياهو نفس الشي ، طول م شغل حلال وبسكت بطنك خلاص ..قلت ليها أنا م قصدي كده! ..قالت لي ميرا ، م مهم قصدك شنو ، أهم شي طريقة تفكيرك ولو سألتيني حالياً لازم تفكري ح تأسسي حياتك كيف ..قلت ليها هسي بطلع بفتش شغل وبقدم ال CV بتاعي ..قالت لي ربنا يوفقك ..ومشت بيتهم ، أنا م عارفة هم فهمو شنو من كلامي ، لكن أنا بالجد أحسن من إني اشتغل ست طعمية ، يعني بعد تعبي وشهاداتي ديل كلهم أقعد في الشارع وأبيع Impassable  ..لبست تاليا وجهزت واخدت الملف بتاعي ومشيت محل التصوير نسختو ..بعداك مشيت كل الشركات و الوزارات الحكومية والخاصة وقدمت أوراقي ، فجزو منهم بالواضح قالو لي إنهم م عايزين يوظفو وفي جزو منهم قال بنديك تلفون ، وفي جزو تاني م دخلني أصلا وقال لي تعالي بكرة ..لفيت اليوم كله ، شايلة شنطتي الصغيرة بجهة وتاليا بجهة وشنطتها بجهة ، أغلبية الرفضوني كان لأنو عندي طفلة ، وشايفين إنو وجودها ح يلهيني من شغلي ، خصوصاً لمن أقول ليهم إنو م عندي زول يمسكها لي ، طوالي بكسرو الحنك وبخارجوني ..رجعت البيت بعد العصر ، شايلة بطاطس و رز وبهارات وملح و زيت وكده ، عملت بطاطس مسلوق وأكلنا وشربتها الرضاعة ونامت ، صاح أنا اتشاكلت مع عُمر بسبب المكيف ، لكن بالجد تاليا م كانت ح تنوم من غيرو ..كملنا اليوم عادي وتاني يوم نفس الشي قضينا لف وانتظار على أمل ألقى شغل كويس ، لكن رجعت بخفي حُنين ..تالت يوم نفس الشي و رابع يوم وخامس يوم كمان ، لحدي م يئست ..عُمر من اتناقشنا في موضوع الشغل م جاني تاني ، أما فريال جاتني التلاتة يوم الاوائل وجابت لي عدة بسيطة وتاني م جات ، وأساسا م اشتغلت بيهم كتير ..سادس يوم تاني مشيت للشركة البتماطل فيني دي ..ودخلت للمدير مباشرة وقلت ليو أنت لو م عايز تشغلني قول لي عدييل م تضيع لي زمني! ..قال لي لو مستعجلة قدر ده أمشي قدمي في شركة تانية!! ، نحنا نظامنا كده!! ..قلت ليو ده م نظام ده!! ، البت الجات معاي قبل خمسة يوم هدي شغالة معاكم مع إنو م عندها مؤهلات من اصلو ، ولا عندها ربع شهاداتي!! ..قال لي هي عندها واسطة أنتي عندك!! ..كده في وشي قالا لي ولا خجل زاتو ..قلت ليو البلد تمشي قدام كيف طول م أمثالك قاعدين ، أنت مفروض تعاين إنجازاتي مش واسطاتي! ..قال لي معناها م عندك ، ومن هسي بكلمك م عندك ضهر قوي وم عندك كسرة م تقدمي ، لأنو ح تترفضي ح تترفضي! ..قلت ليو البلد ال بتمشي ب واسطة من أرضها م بتقوم ، وأنا زاتي قنعت م عايزة اشتغل معاكم ، لأني م بحب اشتغل مع ناس مع عندهم ضمير! ..قال لي معناها ما ح تشتغلي لأنو السودان كله كده!! ..قلت ليو غلط ، زي م في ناس زيك في ناس زيي ، فما تجمع!! ، وحاجة تانية البت القبلتها لو قدرت تعمل الشغل ده أحسن مني تعال تف لي في وشي اوكيه!! ..وطلعت لكن م اتفشيت تاني رجعت و شلت كباية الموية رشيتا بيو ..قال لي ي بت ال.. أنتي جنيتي!! ..قلت ليو امسح وشك بالقروش يلاا ..وطلعت رجعت البيت وأنا مليانة فُل وم عايزة كلام مع أي زول ..ختيت تاليا في الأرض وجدعت شنطتي في السرير وقعدت في الركن وبقيت أبكي ، كنت حاسة أنها قفلت في وشي من كل الإتجاهات ، كنت شايفة أحلامي وهي بتتبخر قدام عيوني ، شهاداتي التعبت فيها بقت م نافعاني في شي لأنو الناس بشتغلو بالواسطة م بالشهادة وعلى العليها بقيت أم وعندي مسؤلية بيت وأكل وايجار وكهربا و موية وعفش ، م كنت قادرة أقدم ل تاليا أبسط مقومات الحياة ، كنت حاسة بالعجز ، العايزة م حصل ، الاتمنيتو وتعبت فيو م اتحقق ، ده غير إنو م عندي زول اشاركو زعلي ، مايا بهناك مبسوطة وأنا بتعذب ، أنا اتظلمت بسببها ، ليه يحصل معاي كده!! انا عمري م أذيت زول في حاجة!! ليه انحرم من حياتي!! ، أنا م اتحطمت من أهلي زي م اتحطمت لمن م حققت أحلامي! ..يعني قدر م أحاول ابين قوية واصبر واضغط على نفسي واتأقلم بتظهر حاجة بتدمر لي قوتي كلها!! أي شي بقدر اتحملو لكن أحلامي لأ ، لو م عندي أحلام معناها م عندي هدف ولو م عندي هدف أنا عايشة ليه!!؟ م أحسن أموت؟!! يعني ح استفيد شنو إذا كل العايزة م حصصل!! ..من الزعل جريت باندا شعري رميتا وجريت شعري لمن فترت و رقدت بيأس ...

رفضتني احلامي رُغم اني لم احلم بالمستحيل فكُل ماتمنيته كان عادياً رفضتني وكأني لم اسعى نحوها يوماً

يتبع ...

لأجلها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن