البارت الخامس و الثلاثين

356 4 0
                                    

Omeera

فِي الحُب ، يَلتقي المَريخ مع الأرض أحياناً ، إن قُدرَ لَك لقاء أحَدهم ، ستكون هذه الدنيا بحجم غُرفة صغيرة

*عودة من الفلاش باك*

رجعت بمسكة يدو ل يدي ، عاينت ليو لقيتو واقف بشموخ و بعاين قدامه م عارفة بفكر في شنو ، رجعت عاينت ل اصابعينا المتشابكين وأنا بحاول أتذكر إذا في مرة حسام مسك يدي قبل كده ، والإجابة كانت لأ.. أنا اتعرفت على حسام قبل خمسة سنين و زيادة ، كان رفيق الدرب البوصلني و برجعني ، الرفيق الكنت بحس معاه بالأمان من غير ما احس ، بكون منتهية و تعبانة من كل شي حرفياً لكن مجرد م اركب عربيتو بنوم مرتاحة و كأني في بيتنا ، و كمان كنت بنوم بالساعات وأنا جنبو و أحياناً بصحى بلقى راسي في كتفو ، أنا كنت مطمنة ليو لدرجة إني لمن أنوم م بخاف على تاليا منو ، و عادي أنوم و اصحى القى أأكلها و اداها الرضاعة ، كان مهتم بيها و مخلي بالو منها في وقت تعبي ، حسام الوحيد الاتحمل عصبيتي و زعلي و غضبي من الحاجات البتحصل حواليني مع إنو م عندو ذنب فيها ، وم بتذكر إنو مرة اتكلم معاي بأسلوب م حلو أو اشتكى من تصرفاتي ، وم أتكلم معاي كتيير إلا مرتين بس ، أول مرة لمن ركبت عربيتو و كان بحكي لي عن نفسه و عن جواد ، و لمن لقى إنو بزعجني سكت وم أتكلم تاني ، و المرة التانية لمن حذرني من جواد ، و هنا أنا زعلتو لأني م كنت واثقة فيو ولا في نيتو أو أنا كنت قايلة نفسي م بثق فيو ..كان دائماً بعبر لي عن مشاعرو لي بنظراته ، بعاين لي مرة واحدة لمن اركب و تاني م بتلفت ، إنسان محترم ، تقيل ، و لطيف في نفس الوقت ، حتى لمن اتشاكلت مع جواد ، حسام قطع المسافة دي كلها من الخرطوم ل بورسودان عشان خاطري ، عشان يعتذر لي من حاجة هو م عندو دخل فيها من الأساس ، م قال إنو أنا بلكتو و سمعتو كلام فارغ و زعل مني ، و لا قال إنو دي م مشكلتو و إنو أنا و بتي بطريقتنا ، جا بس عشان يتأكد إنو نحنا وصلنا بسلامة و عشان يجبر بخاطري اللي هو م كسرو مع إنو م بعرفني على قد كده ..م عاارفة ليه م ركزت للتفاصيل دي قبل كده ، أنا ليه م شوفتو! ، الإنسان اللي عمرو م ضغط علي في حاجة ولا حتى كتر معاي في الكلام ، اللي م فرض نفسه علي و في نفس الوقت م خلاني في نص الطريق ، كلامه كان قليل معاي فعلاً لكن تصرفاته كانت كتيرة ..ابتسمت و شديت على يدو بعد م اتذكرت مواقفه معاي ، عاين لي و ابتسم و طلعنا برة للضيوف ..كان مافي ناس كتار ، بس أمي و أبوي ، رزان و أولادها ، مهند و فريال و عُمر و سحر ، و أم حسام "العفراء" و أختو الوحيدة الأكبر منو "حنان" متزوجة و عندها ولدين و بت "أحمد 12 سنة ، إبراهيم 10 سنة ، و لارين 8 سنة" ، أبوه حسام متوفي من بدري و على حسب م قال لي إنو أبوه اتوفى و هو عندو أربعة سنين و أمهم ربتهم براها وم عرست تاني ، حسام بحب امه أكتر من حياته ، و م برفض ليها طلب و في الحقيقة امه تستاهل ، لأنها امرأة لطيفة و متفهمة ، و لمن حكيت ليها هي و حنان بقصة حياتي ، بكوا و حضنوني و اتقبلونا أنا و تاليا بيناتهم ، و يمكن ده شي م اتوقعتوا لأني كنت قايلة كل الناس تفكيرهم متخلف و تقليدي زي أهلي ، و ما ح يرضو بي ولا ح يرضو ب تاليا و ح يقولو كلام ما ح أقدر اتحملوا ، لكن هم م عملوا كده هم استقبلوها بالأحضان و ده كان دافع قوي لي عشان أواصل في العرس ده من غير تردد ..شوية شوية الناس قاموا و بقو يباركوا لينا و أنا كنت لسه متوترة من نظرات بعض الناس و همساتهم ، ممكن تقولوا إنو الموضوع ده عامل لي عقدة بحاول اتجاوزها ، كان توتري ظاهر وأنا بعاين حواليني و بفرك في يديني ..شوية حسام قرب مني و همس لي وقال لي م تعايني ليهم ، عايني هناك! ..عاينت ليو ، أشر لي على تاليا مع أولاد أختو و أولاد رزان ، كانت بتوريهم في السلسل و هي مبسوطة ، لكن م فهمت ليه حسام طلب مني أعاين ليها ..رجعت عاينت ليو و أشرت ليو بعيوني بمعنى "في شنو؟" ..همس لي عشان ملاحظ ليك مركزة مع الناس الغلط ، ركزي مع البتحبيهم و فرحانين ليك عشان تتشجعي و تمشي قدام ، م تعايني للحاقدين عشان م ترجعي ورا ، من الناس القاعدين هنا ديل كلهم ماف زول وصل للانتي وصلتي ، عشان كده خلي راسك مرفوع و ابتسمي ..و كلامه كان صاح تماماً ، أنا مركزة مع الناس الغلط والم بستاهلوا ، أخدت نفس و هديت نفسي و عاينت للأطفال و ابتسمت ..بعداك الرجال قاموا مشوا صلاة العصر ، و البنات القعدات عملوا الأكل و جهزوا البارد و أي شي و لمن جو ضيّفوهم ..بالمسا كده بعد م الناس كلها مشت ..مجتبى أخوي و جواد جو داخلين ، م كنت متوقعة إنو جواد يبارك لي بعد م رفضته و عرست غيرو لكن طلعت أخلاقو عالية و قلبه أبيض ، بعد م بارك على حسام و أتكلم معاه شوية ..رجع عاين لي وقال لي أنا مسافر بورسودان ..قلت ليو ح تبدو المشروع خلاص؟ ..قال لي ااي ، بكرة إن شاء الله أنا و مهند ح نمشي عشان نبدا البناء و بعد نخلص إن شاء الله ، أنا طوالي ح أرجع الكويت ..قلت ليو اممم ..و سكتنا مسافة ..بعداك عاين ل حسام اللي كان بتكلم مع الرجال بعيد مننا شوية و قال لي عرفتي تختاري ، صحبي ده راجل و سيد الرجال و أنا متأكد ح تكوني مبسوطة أكتر معاه ، مبروك ليكم مرة تانية و إن شاء الله بيت مال وعيال♡..عاينت ل حسام و رجعت عاينت ليو و ابتسمت ..وقلت ليو آمين يارب و عقبالك ..عاين لي و قال لي آمين يارب إن شاء الله ..حتى مشى ودع حسام و طلع ..صداقة حسام و جواد زي صداقتي أنا و فريال ، ماف حاجة بتهزها و لا بدخلوا القسمة و النصيب بيناتهم ، و بعملوها مشكلة ، جواد جا حضر عقدنا أنا و حسام مع إنو بحبني ومع إنو أتقدم لي قبله ..لكن لمن رفضتو و قبلت ب حسام هو م زعل مني ولا منو ، و جا حضر العقد بكل هدوء و بارك لينا و ودعنا و مشى ، عكس مازن اللي عرفت أمس إنو رجع إسبانيا قبل يومين ، سافر من غير م يكلم زول غير عُمر ، يمكن م قدر يتحمل يشوفني مع غيرو ، و هنا إحساسه في محله ، أنا و هو الاتنين محتاجين فترة عشان نرجع كويسين ، و أنا حاسة إني ما ح أحتاج فترة طويلة عشان أتجاوز الحصل ، لأني و أخيراً لقيت ضالتي ♡..بعد صلاة العشاء أنا و بتي مشينا مع رزان بيتها عشان ح اتحبس هناك ، و ده بعد تحنيس طويل من أبوي لأني في الأساس كنت عايزة أقعد في بيتي هنا بس ، لكن لمن أبوي هو اللي طلب مني م قدرت أرفض و سمعت كلامه ، لكن بشرط واحد بس ، إنو م أشوف خلقة مايا قدامي طول فترة قعدتي هناك ..و أبوي وافق بشرطي ده و رسل مايا بيت عمتي و رسل معاها مجتبى عشان يحرسها و يتأكد إنها ما ح تعمل لينا مشكلة جديدة تخرب فرحتنا .. الأيام البعديها كانت هادية و حلوة ، كل البحبهم كانوا حواليني و بشاركوني فرحتي ، و كل يوم قايمين و واقعين تجهيزات ل عرسي ..عرسي من حسام كان تأكيد ل جملة "نصيبك بصيبك" ، لأنو هو ظهر من العدم قدامي ، و على أساس يقعد معاي عشرة دقايق يجبر بخاطري فيها ، لكن فجأة و من غير سابق إنذار لقينا نفسنا متزوجين رسمياً ، و ح نكمل مع بعض ، من غير مشاكل ، من غير عقبات ، كل الناس موافقين و كلهم مبسوطين حتى أنا ..و ده علمني درس مهم جداً في حياتي إنو كل حاجة في الدنيا دي ب ميعاد ، ولمن يجي الميعاد ده ، فجأة كل حاجة بتتحل براهاا ، بتتحل بالحد الأدنى من المجهود ، يعني اللي جا وقتو يخلص ح يخلص ، واللي جا وقتو يبدأ ح يبدأ ، واللي جا وقتو يتنسى ف أكيد أكيد ح يتنسى ، يعني الضغط على النفس لتغيير واقع لسه م جا وقت تغييره ، جهد مُهدر وتضييع وقت على الفاضي ، لأنو كل شئ في النهاية مقدر و مكتوب ..مرت الأيام و جا يوم العرس المنتظر ، كان جنبي أهلي و البحبوني فقط و بعض الضيوف ، أما اعمامي طبعاً م شرفو لأنهم ماخدين موقف مني عشان رفضت ولدهم ، أخوات مازن الاتنين جو لكن أمهم م جات ، و عمتي كمان متابعة مايا م جات ..و للصراحة غيابهم كلهم م فرق معاي و لو العرس ده م حضروا غير فريال و عُمر و رزان بس ما ح أزعل ، لأنو أغلبيتهم جاين مجاملة ، و الم جو مجاملة جو عشان يصالحوني مع إنهم عارفين إني ما ح اصالحهم ..بعد م خلصنا حفلة الزفاف و الجرتك ، جا الوقت عشان أمشي مع حسام و أخلي تاليا مع رزان ..كانت واقفة قدامي بعيونا المليانة دموع و ماسكة يد رزان ..قعدت قداما وأنا ماسكة دموعي بالعافية وقلت ليها خلي بالك من نفسك ي ماما و لو حصلت أي حاجة اديني تلفون تمام؟ ..م ردت لي و حضنتني طوالي ، ضميتا بزيادة و أنا بمسح دموعي ، كنت حاسة بضيق في نفسي و حرقة في قلبي على فراقها و قدر م حاولت أوقف بكى م قدرت ..قالت لي ميرا! ..قلت ليها عيوونا ♡..قالت لي أنا ح أشتاق ليك ..قلت ليها وأنا ح أشتاق ليك أكتر ي روحي ♡ ..بعداك فكيتا و مسحت ليها دموعا وقلت ليها أنتي م عندك مشكلة تقعدي مع ناس أمي صاح؟ ..هزت لي راسا ب إيجاب ..اتنهدت و بوست خدها و قمت وقفت ..حضنت رزان و قلت ليها بصوت هامس خلي بالك منها ..قالت لي ح اختها في عيوني ..قلت ليها الموضوع لو زاد شديد ادخلي ، غير كده م تتدخلي بيناتهم ..فكتني و عاينت لي باستغراب وقالت لي متأكدة؟ ..هزيت ليها راسي ..قالت لي تمام ..ابتسمت ليها و مشيت ودعت الباقين و ودعت تاليا تاني ، حتى ركبت العربية مع حسام ..بعد م اتحركنا بشوية ..قال لي ليه خليتيها في بيتكم؟ ..رديت ليو من غير أعاين ليو وقلت ليو عشان تكون قريبة من مايا ..اتلفت عاين لي و رجع عاين للطريق وقال لي مايا أختك؟ ، مش دي سبب مشاكلك! ..قلت ليو ااي ياها ..قال لي و كيف يعني تخلي تاليا معاها ، كان تجيبيها معانا أو تخليها مع صحبتك الساكنة براها دي ، أو مع عُمر ..عاينت ليو و قلت ليو أنا عملت كده عشان تاليا ..قال لي م فهمت؟ ..قلت ليو أنا بكره مايا و بحقد عليها و ده من حقي ، لكن مهما حصل ح تفضل أم تاليا برضو وأنا م بقدر اخليها بعيدة من أمها ..قال لي م بتستاهل! ..قلت ليو عارفة ، أنا بقدر أخلي مايا بعيدة من تاليا لكن م بقدر أخلي تاليا بعيدة من مايا ..قال لي عشان كده قررتي تخليها ليها؟ ..قلت ليو أنا م خليتا ليها ، الحصل إني لاحظت من وقت كلمت تاليا بحقيقة مايا و هي بقت مايلة ناحيتها ، و سمعتها أكتر من مرة بتسأل منها في الأيام الأخيرة ، ف حسيت إني بضغط على تاليا و بجبرها تكون بعيدة من أمها ، و كده كل م تاليا تكبر ح تحس إني ببعدها من أمها بالجد و ح يكون كلام مايا صاح في نظرها و بعدين مايا قالت لي إني م اديتها فرصة تتعرف على بتها ، ف أنا كـ أم لـ أم ح اديها فرصتها و ح أخلي تاليا معاها لمدة سبعة يوم ..قال لي و لو اتعلقت في مايا؟ ..قلت ليو م مشكلة ، أنا في الأساس م عايزاها تكون شايلة حقد و كره في قلبها حتى إتجاه مايا ..قال لي لو اتعلقت فيها لدرجة إنها عايزة تفضل معاها؟ ..قلت ليو ما ح يحصل ، أنا بعرف تاليا أكتر من نفسي عشان كده م خايفة من الناحية دي ، أنا الخايفة منو بالجد إنو يخيب أملها ، إنو تكون متأملة تصرفات كتيرة من مايا و مايا م تعملها ، خايفة مايا تقول ليها حاجة و تكسر قلبها ، خايفاها تكون فاشلة ك أم حتى بعد السنين دي كلها ..مسك يدي وقال لي م تخافي ، إن شاء الله كله لخير ..قلت ليو إن شاء الله ، و إن شاء الله مايا المرة دي تقدّر النعمة العندها ..قال لي إن شاء الله ..و سكتنا لحدي م وصلنا البيت ، وقفنا قدام عمارة أربعة طوابق ، لونا رمادي ب أبيض كده ، هو نزل أول حتى جا فتح لي الباب نزلت ..مسك يدي وقال لي اررح ..دخلنا و وقفنا قدام شقة في الطابق الأول ، طلع المفتاح و فتح الباب و عايزة أدخل كده ، فجأة رفعني ..اتخلعت وقلت ليو ي لطيف! ..و مسكت جاكيت البدلة حقتو بشدة ..ضحك وقال لي اتخلعتي؟ ..قلت ليو ممكن تقول م اتوقعت ، كان ممكن تكلمني أول قبل م ترفعني كده! ..قال لي أول مرة أشوف لي عروس زعلانة عشان راجلها شالها يوم عرسهم ..رخيت يدي شوية وقلت ليو لسه الموضوع غريب بالنسبة لي ..قال لي براحة براحة ح تتعودي ، وأنا م مستعجل ف ريحي بالك ..هنا أعصابي راقت شوية لأنو فهم كلامي قبل م اقولو ، فـ نزلت يديني و رقدت في صدرو و غمضت عيوني لحدي م وصلنا الغرفة ، ختاني في السرير ..وقال لي ماشي أجيب الشنط ..هزيت راسي من غير م أتكلم ، ابتسم و باس راسي و طلع ، قمت وقفت و ألقيت نظرة سريعة كده على البيت ، حتى رجعت قعدت في السرير وبقيت أفكر ، الأفكار بقت تنطط في راسي ، يا ربي هسي تاليا قدرت تنوم؟ جعانة! ، أكلت! ، نامت! ، طيب ح تنوم كيف هي م بتقدر تنوم غير معاي وفي حضني أنا ، أنا م كان لازم اخليها هناك ، كان اجيبها معاي و اخليها قريبة مني ، حاسة نفسي غبية غبية ، يا ربي ده غلط شنو الغلطو أنا يااخ ، إن شاء الله الموضوع ده يمر على خير ، بتمنى بالجد إني م أندم على قراري ده ، لأنو وقتها ما ح تكون غلطة مايا ح تكون غلطتي! ....


لأجلها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن