Omeera
علمتني الحَياة أنَّها لا تقفُ على أحد، أجدُ نفسي يا صديقي استطيع العيش بالجميع، وببعضهم، وبدونهم حتى
*_"بعد خمس سنوات"_*
قاعدة وشايلة القلم بكتب في أحداث اليوم وكيف قضيتوا ، مع إنو ماف جديد ياهو من المطعم للشركة للبيت وبس لا تغير ولا حماس ..في آخر فترة جاتني حالة من فقدان الشغف ، يعني أحلامي العايزة أحققها حققتها ، بقيت شيف معروفة ، ومطعمي نجح وفتحت فروع جديدة في كذا دولة ، و شوفت لندن العايزة اشوفا وبهاتي بيها ، وفتحت فرع لمطعمنا هناك قبل شهرين ولا أقل م بعرف وماشي كويس برضو ..لكن برضو حاسة إنو في حاجة ناقصة في حياتي ، اشتقت ل ناس بيتنا و اشتقت ل رزان ، اشتقت لحياتي القديمة ، لأيام التعب والشقى والبهدلة ، هي فعلاً كانت أيام قاسية لكن حلوة ومليانة مغامرات وحنية أما هنا ماف شي غير الفراغ ، هنا أنا حاسة بالوحدة! ، خصوصاً بعد م وقفت شغل في المطعم وبقيت مجرد مالكة ومشرفة للمطعم يعني بس بطل عليو مرات مرات كده وبمشي الشركة .. أنا لقيت الرفاهية البتمناها لكن م حسيت بنفس الفرحة الاتوقعتها ، حياتي عموماً في الخمسة سنوات دي م اتغيرت ياها زي م هي ، عاطفياً ونفسياً والشي الوحيد المصبرني ومخفف علي هو وجود تاليا في حياتي ..تاليا كبرت وبقت نسخة مني في كل شيء حتى العصبية ، لدرجة بتشككني في نفسي لو كانت بت بطني م بتشبهني كده! ، تاليا هي شريان حياتي ، والإنسانة الوحيدة الأنا متأكدة إنها ما ح تتخلى عني مهما حصل ، تاليا هي السبب العايشة عشانو والسبب الوصلني ل هنا كمان ، تاليا أكتر من بتي ، هي صحبتي و أختي و بوعيها أحياناً بحسها أمي ♡..أنا حبيت تاليا واتعلقت بيها أكتر من م اتوقعت لدرجة إنو اتولد شعور خوف جديد جواي ، لو عرفت إني م أمها الح يحصل شنو؟!! ، ح تسامحني؟ ولا ح تخليني؟! ، ح تقدر تتحمل الصدمة ولا لأ؟ و ح اشرح ليها كيف؟ ، لو حكيت ليها الحقيقة ، لازم ي أنا ي مايا واحدة فينا تكون الشريرة ، ي أنا اخدتها من أمها ، يا إما أمها اتخلت عنها ، وفي الحالتين ح تكون ضربة موجعة ليها وصدمة يمكن م تتحملها و ده أكتر شي مخوفني ..المهم كتبت كل الأفكار دي في الدفتر و يدي بترجف ، الهم الشايلة في قلبي إتجاه الموضوع ده أكبر من أي هم شلتو قبل كده ، وبكبر كل يوم مع كُبر تاليا جنبي ..فجأة قطع سرحتي دقة الباب ، عاينت ليو و قفلت الدفتر بالمفتاح سرعة ولبست المفتاح في رقبتي "سِلسل" ..حتى قلت ادخلي ..جات تاليا داخلة و وقفت جنب الطربيزة وبقت تعاين للدفتر ..وقالت لي نفسي أعرف بتكتبي شنو؟! ..قلت ليها لمن تكبري إن شاء الله ح اديك تقري ..عاينت لي وقالت لي أكبر من كده وين! ، أنا بقييت كبيرة ما شاء الله وبعرف اقرا ف ممكن اقراهو؟! ..عاينت للدفتر بتردد ، الدفتر ده أنا كتبت فيو كل المريت بيو في تسعة سنين ، من وقت عرفت إنو مايا حامل للحظة دي ، وكمان بالتفصيل وبالتاريخ وم كنت عايزة تاليا تقراهو هسي ..اخدت الدفتر و دخلتو في الدرج وقلت ليها لأ م هسي ، لمن تكبري وتتخرجي من الجامعة ..قالت لي ايييك للزمن داك؟!! ..قلت ليها ااي ، للزمن داك ، إلا في حال مت قبل كده بتقدري تقري ..قالت لي بسرعة لا لا لا ، بعيد الشر ربنا يطول في عُمرك خلاص م عايزة أعرف خليتو نهائي ، بس أنتي خليك معاي ..ابتسمت على خوفا علي وقلت ليها إن شاء الله ، دايمًا و أبدًا معاك ..ابتسمت ومسكت يدي وقالت لي تعالي ..قمت وقفت وقلت ليها ماشين وين؟ ..قالت لي ثواني هسي بتعرفي ..و جرتني وراها ، طلعنا السطوح لقيتا مفرشة وعاملة شاي لبن بكيك ..عاينت ليها وقلت ليها أنا قلت شنو عن النار؟ ..قالت لي و ربي بالسخّان وم مليتو زاتو شوية بس ..قلت ليها والكيك؟ ..قالت لي طلبتو من برة ..قلت ليها أنتي طلبتي؟ ..قالت لي ميرا أنتي قايلاني بيبي ، أنا عمري 8 سنين ونص وثم العلم اتطور بقدر اطلب بالتلفون عادي ..وغمزت لي ..ضحكت وقلت ليها م عاارفة الكبيرة فينا منو ..قالت لي بنكبر على حسب الظروف ، وحالياً أنا أكبر 😂..قلت ليها اوكيه ممكن نقعد طيب؟ ..هزت راسا ومشينا قعدنا وبقت تحكي لي يومها في المدرسة ، مع إني كنت حاضرة لأنو كانت نتايجهم وعاملين إحتفال بسيط ، ك وداع عشان الإجازة ..بقت تحكي لي الإحتفال وكأني م حاضرة وأنا بسمعها وبتبسم ليها ، بحب لمن تحكي لي حاجة بتخصها ، و بحب أشوف نظرتها للحياة وطريقتها في التعامل مع مشكلاتها اليومية ، وهي بمواقفها وبثقتها بنفسها ، بتثبت لي كل يوم إني عرفت اربيها صاح ♡..في نص ونستنا دي المطرة صبت ولانو نحنا في الشتاء ، ف قطرة المطر كانت ابرد من مكعبات التلج ، لكن بعد ده كله منو الكانت فرحانة وبتنطط ..تاليا! ، أنا لميت الحاجات دخلتهم جوة و رجعت ، لقيتا لسه بتنطط ، لمن تسمع صوت الرعد تقيف لأنو بتخاف منو ، ولمن يختفي تواصل لحدي م بردت وجات جارية دخلت ..لقتني واقفة جنب باب السطوح ..قفلت الباب وراها وقالت لي وهي بترجف ماما أنا بردانة! ..قلت ليها اصلك م بتتوبي ، اجري غيري ملابسك ..قالت لي لأ ، ارح معاي بخاف براي ..قلت ليها طيب ارح ..دخلنا الغرفة ، طلعت ليها ملابس من الدولاب و اديتا منشفة ، دخلت الحمام ..قعدت في السرير شوية كده تلفونها رنة ، عاينت لقيتو عُمر متصل فيديو كول ..رديت قلت ليو ي هلا ..قال لي ميراا!؟ ، من قبيل بتصل في تلفونك م بتردي مالك؟ ..قلت ليو تلفوني في الغرفة وأنا كنت في السطوح ..قال لي توتة وين؟ ..قلت ليو في الحمام هسي بتجي ..قال لي لأ ، اصلا اتصلت عشانك ..قلت ليو اهاا؟ ..قال لي موضوع الفندق البفكر فيو قدرت اظبطو ..قلت ليو البنك وافق؟ ..قال لي ااي البنك وافق ..قلت ليو ممتاز طيب ، هنا المستثمرين اقتنعوا كمان! ..قال لي ااي ، وفريال كمان اقنعت المستسثمر الاسباني وح يجو مع بعض ..قلت ليو طيب حلو ، والشركة الهندسية؟ ..قال لي جاين برضو ، ح نعمل إجتماع ونجمعهم كلهم ونشرح ليهم فكرتنا بالتفصيل وبعداك نشوف ..قلت ليو طيب متين عشان أكون جاهزة ..قال لي لأ ي ميرا ، المرة دي م بالتلفون لازم تجي! ..قلت ليو عُمر أنا م بجي الخرطوم! ، أنت عارف إني بتشائم من المدينة دي! ..قال لي عارف ، عشان كده لازم تجي عشان تطلعي فكرة التشائم دي من راسك ..قلت ليو عُمر أنا.. ..قاطعني وقال لي ميرا! ، المشروع ده حلم حياتي ، وأنتي أكتر واحدة بتعرفي إحساس إنو الزول يكون جاري ورا احلامو وباقي ليو خطوة عشان يحققو ..م رديت ..قال لي ميرا ، أنا ما ح أقدر احضر الإجتماع لأني ح أسافر بورسودان اشوف منطقة مناسبة للفندق ، فلازم تحضري أنتي وتقنعيهم أنتي! ..قلت ليو عُمر لكن.. ..قال لي لأ ي ميرا ماف لكن ، عشان خاطري تعالي ، ل كم يوم بس لحدي م نتفق على المشروع ده و نوقع العقد بس ..بقيت أفكر ومترددة ، أنا الشوفتو في الخرطوم خلاني اكرهها من جوة ، وبحس دائماً إني لو رجعت ح تحصل لي حاجة م كويسة ، عشان كده م بحب امشيها أبدًا ..قطع سرحتي صوت الباب ، عاينت لقيت دي تاليا طلعت من الحمام ، وبعد ختت ملابسها المبللة في السلة ..جات قالت لي ماما كأني سمعت صوت تلفوني؟ ..منها عُمر قال ليها قردتي! ..عاينت للتلفون وقالت ليو عُمري الشين! ..قال ليها كيفك؟ ..قالت ليو كويسة الحمدلله وأنت؟ ..قال ليهاا كوويس الحمدلله ، أخبار مدرستك شنو؟ ..قالت ليو أجزت ، الليلة كان آخر يوم ونجحت بامتياز! ..قال ليها اصلاا ماف اشطر من قردتي أنا عاارف ، عندي ليك مفاجأة كبيرة لمن أشوفك ..قالت ليو بلهفة أنت جاي ولا نحنا جاينكم!! ..قال ليها اسألي أمك ..عاينت لي وقالت لي نحنا مسافرين؟ ..عاينت ل عُمر ، رفع لي حاجبو ..رجعت عاينت ليها وابتسمت وقلت ليها ااي مسافرين ..حضنتني وقالت لي يسس يسس ح أرجع أشوف عُمر و جدو ..عُمر قال ليها وفريال ..قلت ليو فريال ما في اسبانيا؟! ..قال لي ح تجي مع المستثمر ..قلت ليو طيب ، الاجتماع متين؟ ..قال لي بعد أسبوعين ..قلت ليو تمام ، ح اظبط أمور الشركة و اديك خبر ..قال لي تمام ، مع السلامة ..قلت ليو مع السلامة ..عاين ل تاليا القاعدة في رجليني ولافة يدينها حوالين رقبتي وقال ليها عشان كده بقول ليك قردة! ، بااي ي قردة ..رفعت يدها وقالت ليو بااي ..وقفل الخط ..عاينت ل تاليا وقلت ليها ح تقعدي كده كتيير ولا شنو؟! ..قالت لي يب ، عشان بحبك ..وباستني في خدي ..قلت ليها هسي م كبرتي على إنك تقعدي في رجليني؟ ..قالت لي لأ ، لسه صغيرة ، يادوب عمري 8 سنين ..قلت ليها ونص ..قالت لي النص ده بمشي وبجي على حسب الظروف ..ضحكت وقلت ليها أنتي أكتر بت مستهبلة بشوفا ..قالت لي وأنتي أكتر ماما حلووة في العالم وأنا بحبك ..قلت ليها وأنا كمان بحبك ..قالت لي يلا أنا حُبي م ببلاش ، لازم تساعديني أجهز شنطتي 😂..قلت ليها ليك ساعة بتحنكيني عشان المصلحة!! ..قالت لي ااي اكيد ..قلت ليها مصلحنجية ..قالت لي تربيتك نعمل شنو؟ ..وعاينت لي بطرف عينا ..قلت ليها كماان؟!! ..ورقدتها في السرير وكلكلتها "دغدغتها" بقت تصرخ وقالت لي آسفة وربي آسفة ، معلييش خلاص ، ميرا خليني وااي فكيني آسفة آسفة ، هُدنة طيب هُدنة ..واتشرقت وبقت تكح ومسكت بطنها ..وقالت لي فكيني بطني وجعتني ..فكيتها سرعة وقمت قعدتها ..وقلت ليها أنتي كويسة ي ماما؟ ..عاينت لي مسافة و قامت جرت ، بعد وصلت الباب قالت لي نفس الكذبة كل مرة! ، وكل مرة بتصدقي! ..و جرت طلعت و جريت وراهاا ، لفينا البيت كلو ، لحدي م تعبت و رقدت في الكنبة في الهول وهي م عارفة اختفت وين ..شوية جات ظاهرة شايلة تلفوني وقالت لي تلفونك برن ، دي فريال ..ادتني ليو وقعدت في رجليني ..فتحت الخط ، تاليا قالت ليها فرياالو! ..فريال قالت ليهاا توتة الحلوة كيفاتك؟ ..قالت ليها كوويسة أنتي كيف؟ ..قالت ليها بخيير دامك بخير ..و بقو يتونسو و نسوني عديل ، الشي الم بتعرفو إنو فريال سافرت أسبانيا قبل تلاتة سنين ومسكت الفرع بتاع المطعم هناك ، وعُمر رجع السودان وأنا و هو فتحنا شركة استيراد وتصدير للمواد الغذائية عشان م نحتاج نشتري ل مطاعمنا ، بداية فتحنا فرع في الخرطوم بوزع للمطاعم الفي السودان ، وفرع هنا في الدوحة بوزع للدول المجاورة ، و عُمر انشغل بالمطاعم ال في السودان والشركة وم رجع تاني أسبانيا ، وأنا انشغلت بالمطاعم البرة السودان والشركة وم رجعت السودان تاني ، وفريال استقرت في أسبانيا هناك ..المهم بعد ونسة طويلة عريضة ..حتى فريال اتذكرتني و قالت لي أنا أصلا اتصلت عشان أقول ليك إني اتخطبت ..اتخلعت و قلت ليها كذاابة والله! ..قالت لي وربي ..قلت ليها متين!!؟ ..قالت لي هسي أتصل ل عُمر وكلمو وطلب يدي منو ..قلت ليها منو؟ ..قالت لي واحد شغال مدير عام في الفندق الجنبنا وح يكون الممثل للمستثمر الإسباني وح يرجع معاي السودان ..قلت ليها يعني في النهاية لميتي في الإسباني 😂..قالت لي هو م أسباني ، هو سوداني مقيم هناك ..قلت ليها ليه م كلمتيني بقصة حبك من أول واسمو منو واتعرفتو كيف! ..قالت لي لسه م كانت في حاجة واضحة بيناتنا عشان كده ، أما بالنسبة لأسمو وكيف اتعرفنا ده ف خليها مفاجأة لمن نتلاقى إن شاء الله ، مش أنتي ح تحضري الإجتماع؟ ..قلت ليها ااي ، إن شاء الله ..قالت لي تمام ، لمن تلاقيو ح اعرفكم على بعض ..قلت ليها اوكيه ..وقفلت الخط ..كنت شايلة هم الرجعة للخرطوم ده ، لو بورسودان م مشكلة لكن الخرطوم مرة واحدة مشكلة كبيرة وصعبة ، إن شاء الله الكم يوم الجاين ديل يعدو على خير وامشي وأرجع من غير مشاكل ..عاينت لقيت تاليا قاعدة في رجليني وشايلة تلفونا ..ضميتا وقلت ليها م قبضتك كده! ..جدعت التلفون في الكنبة وضحكت وقالت لي آسفة والله آسفة م تكلكليني ، لأ ي ماما لأ ..قلت ليها اصلا خلاص تعبت ماشة أنوم ..قالت لي قصدك ننوم ..قلت ليها أنا عاملة ليك غرفة ليه؟ مدام أنتي بتنومي معاي؟ ..قالت لي الغرفة اقعد فيها بالنهار وبالليل معاك ، سهلة! ..قلت ليها م بتكبري نهائي! ..رفعت راسا عاينت لي وقالت لي أنا لو كبرت ح تلعبي مع منو تاني؟ ..نزلت راسي عاينت ليها وعيوني مرقرقين وقلت ليها عشان كده أحياناً بتمنى لو إنك تفضلي صغيرة كده للأبد و أقدر اشيلك في رجليني واحضنك كده دائماً ♡..قالت لي اطمني حتى لو بقى عمري 1000 سنة ح اجي اقعد في رجولك ، اوكيه؟ ..هزيت راسي ..مسحت دموعي وقالت لي ماما م تبكي عشان م أبكي أنا ..مسحت دموعي وقلت ليها ارح ننوم ..هزت راسا و نزلت من رجليني ، وبعد قمت مسكت يدي ، مشينا غرفتي ....
لا أريد أن أرى أكثر مما رأيت من خيبات الأمل ، ولعل ذلك هو آخر ما تبقى لي من أمل، أن أحصن نفسي ضد الخيبة!
يتبع ..
أنت تقرأ
لأجلها
Romansaشابة طموحة ، ذكية ، و قوية تركض خلف أحلام كانت تسعى لها منذ أعوام و فجأة.. و بطريقة غير متوقعة تجد نفسها أمٌ لطفلة حديثة الولادة هل ستتخلى عنها من أجل أحلامها ، أم ستتخلى عن أحلامها من أجلها؟ رواية لأجلها!