البارت الثامن و الثلاثين

376 7 0
                                    

Omeera

أتشبث بوهم  ، بحبل مقطوع ، بآمال يائسة أنني ربما أصيب النهاية و لكن الآمال تبقى آمال


قضينا الليل كله نقاش ، و حسام حاول يقنعني بكل الطرق لكن رفضت و اتمسكت بقراري لحدي آخر لحظة ، كنت واثقة تماماً ب إحساسي و إذا مُقدر لي إني أموت فحتى اجهاضي للطفل ده ما ح يأخر موتي ، عشان كده كنت مصممة و واثقة من نفسي و متحملة مسؤؤلية قراري ده بالكامل من غير تردد ..لمن مشينا العيادة و كلمنا الدكتور إنو ح نحتفظ بالطفل ده ..عاين لينا مسافة وقال لينا تمام ..و كتب لينا شوية أدوية و نظام تغذية معين ، و كم نصيحة طبية و رجعنا البيت ..في نفس اليوم بالمسا كده جات حنان أخت حسام و شكله حسام حكى ليها و طلب منها تدّخل ، لأنو حاولت تقنعني بالاجهاض برضو ، و بقت تنصحني وم خلت حكمة و قصة طايرة م قالتهم لي ..لكن برضو رفضت ، و لمن سألتني من السبب م كان عندي إجابة غير "م بقدر" ، و طبعاً م كانت إجابة مقنعة بالنسبة ليهم ، لكن دي الحقيقة أنا م بقدر أتخلى عنه ، و مستعدة أموت عادي عشان هو يعيش ، أنا اتختيت في الموقف ده مرة قبل كده وقت حمل مايا ب تاليا ، و بتذكر إني دفعت التمن غالي وقتها لكن برضو عوض ربنا كان أكبر و أحسن ، فالمرة دي كمان متأكدة إنو ربنا ح يعوض على حسام و أولادي بالاحسن مني لكن لازم يصبروا بس ..بسبب موضوع الحمل ده أنا و حسام تلاتة يوم م بنتكلم مع بعض ، لأنو ماف واحد فينا كان عندو حاجة يقولها للتاني و يقنعوا بيها ، و الكآبة كانت مالية البيت لدرجة إنو تاليا اتحسست و سألت حسام إذا مُزعلني و لا حاجة ..وقال ليها ااي ، أنا زعلتها لأنها م بتسمع كلامي ..و عاين لي بنظرة عتاب ..تاليا قالت لي ليه ي ميرا م بتسمعي كلامه؟ ..م كترت في الكلام و قلت ليها آسفة ..و سكت ..تاليا عاينت ل حسام و قالت ليو اعتذرت خلاص ، سامحها ، ماما كويسة والله ، عصبية شوية لكن كويسة برضو ♡..أشر لي عليها بعيونه بمعنى كلميها ، ختيها في الصورة ، عملت فيها م شايفة و قمت مشيت دخلت غرفتنا ، بفضل إني أموت ألف مرة و لا أكلم تاليا بحقيقة زي دي ، دي حتى أسوء من حقيقة إنو هي م بتي ، دي حقيقة حسام نفسه بالجلالة صابر عليها و متحملها ، وأنا شايفة بعيوني و هو بنهار و بحاول يتماسك قدامي ، ف كيف ح أقدر اكلمها بيها ، ما ح تتحمل! الأحسن تعرف بعد م أموت ، ح تنصدم صدمة واحدة و على الأقل كده ما ح أكون شوفت دموعا و لا سمعت صرخاتها .......


*_"بعد ثلاثة أشهر"_*

جيت راجعة البيت و أنا مستندة على يد حسام ، بقيت اتلفت و اتفرج فيو زي الكأنو م كنت عايشة هنا و دي أول مرة اشوف البيت فيها ، أنا جيت راجعة بيتي بعد مرور يومين في المستشفى لأنو حالتي الصحية اتدهورت و على شوية كنا أنا و البيبي ح نروح فيها ، لكن ربنا ستر و ختوني تحت المراقبة لحدي م اتحسنت حتى كتبو لي خروج ..المهم مجرد م دخلت الهول لقيت العائلة الكريمة كلها مُتجمعة ، أمي و أبوي ، مجتبى و رزان ، عُمر و سحر و فريال و مهند ، و هنا استغربت من جيتهم ، متين مهند و عُمر و سحر رجعوا حسام م كلمني! ، و عمتي العفراء "أم حسام" و حنان كمان كانوا قاعدين ..من نظراتهم المختلطة بين الشفقة و الغضب عرفت إنو سري انكشف و كلهم عرفوا بمرضي ، لكن متأكدة تاليا م عارفة لأنو ماف واحد فيهم عندو الجرأة دي عشان يكلمها ..لمن ركزت في نظراتهم كان الغضب أكتر من الشفقة ، عشان كده م قلت ليهم أي شي غير السلام و مشيت قعدت و م زدت و لا حرف ..حسام قال لي مرتاحة؟ عايزة حاجة؟ ..ابتسمت وقلت ليو أنا تمام ..طوالي طلع و الرجال طلعوا وراه ، فضلنا أنا و البنات و عمتي و أمي بس ..اتوترت زيادة لأنو نظراتهم كانت بتاكلني أكل ، بالذات رزان حسيت بيها شوية و تقوم تخنقني ، و أمي دموعا في عيونها عايزة تقوم تحضني وم قادرة لأني طلبت منها قبل كده تكون بعيدة مني ، و فريال بس تبكي و تتشهق ، و سحر و حنان و عمتي ساكتين بعاينوا لينا ، الجو كان هادئ بطريقة مخيفة و أنا بعاين للأرض  و منتظراهم يتكلموا و هم منتظرني أتكلم ..في النهاية سحر اتكلمت وقالت لي كفارة ي ميرا ..رفعت عيني عاينت ليها و قلت ليها كفر الله سيئاتك ..رزان قالت لي م عارفة أقول ليك شنو زااتو غلبني! ..رديت ليها وأنا بطقطق في أصابعي و قلت ليها قولي لي ح أشتاق ليك مثلاً ..امي قالت لي ليه ي بتي تعملي كده ، نحنا غريبين؟ ..قلت ليها لأ ..فريال قالت لي و هي بتبكي طيب ليه م كلمتينا! ..قلت ليها لأنكم ح تقنعوني إني أجهض وأنا م عايزة كده ..رزان قالت لي يعني عاجباك نفسك كده ، ميرا أنتي شوفتي وشك في المراية!! ..عاينت ليها وقلت ليها ده تعب الحمل ، أي واحدة لمن تكون حامل في شهورها الأخيرة بتكون تعبانة كده! ..قالت لي م تبرري غلطك ، اعترفي إنك غلطتي! ..أمي قالت لي ااي ي بتي ، م كان تعملي كده ، مستعجلة على شنو الولادة ملحوقة أهم شي روحك دي ، الروح لو في أي شي بتعوض ..قلت ليها بالظبط ي أمي ، و الشايلة في بطني دي كمان روح! ..فريال قالت لي لكن أنتي م بتتعوضي! ..م رديت ..أم حسام قالت لي ي بتي ، تصرفك طفولي ، زي الشافعة المتمسكة في لعبتها الجديدة ، أنتي صغيرة و العمر قدامك و أنتي لو حية بتجيبي بدل الولد عشرة ، فكان ممكن تتخلي عن الحمل ده بسهولة! ..قلت ليها انتو ليه بتتكلموا معاي زي الكأنو الطفل ده حاجة م عندها قيمة و وجودو و عدمو واحد ، الطفل ده روح ي جماعة ، روح زيكم واحد و بستاهل إنو يعيش! ..رزان قالت لي م على حساب حياتك لكن!! ..قلت ليها رزان أنتي أم زيي ، ختي نفسك مكاني ، كنتي ح تجهضي بالسهولة دي ، كلكم حملتوا و ولدتوا قبلي و جربتو الإحساس ده ، في اللحظة ديك لو كان زول جا و طلب منكم تتخلصوا من الشعور ده كنت ح تتخلصوا منو!؟ ، أول طفل و أول شعور! ، كنتي ح تقتلي عشان الدكتور قال ليك كده!! ..ماف زول كان عندو الشجاعة يرد لي إلا رزان ، بعد فكرت مسافة ..قالت لي لأ ، م كنت ح اتخلى عنو ..قلت ليها و ده البعملوا أنا! ..حنان قالت لي لكن كده غلط! ، الدكتور بتكلم لمصلحتك م ساي ..قلت ليها و أنا بعرف مصلحتي ..أمي قالت لي م عندي شي اقولو ، غير الله يديك العافية ي بتي و يقوّمك بالسلامة و ترجعي ل بيتك و راجلك و بتك ..ابتسمت وقلت ليها آمين يارب ..عاينت ل رزان لقيتا بتحمر لي لسه ..قلت ليها يعني لمتين ي رزان ح تفضلي صارة خلقتك ، الحصل حصل و انتهى ، على الأقل في آخر أيامي ودعيني بابتسامة ..ملامح وشها اتغيرت في ثانية من غضب ل حزن ، و بقت تبكي و جات حضنتني و قعدت جنبي ..الدموع اتجمعوا في عيوني مسحتهم قبل م ينزلوا وقلت ليها طول عمرك بكاية! ..م ردت لي و مسكتني بقوة و زادت في البكا ، حاولت م أبكي معاها و كل م تنزل دمعة من عيني امسحها سرعة ، شوية فريال رجعت تبكي و أمي أصلا من أول بتبكي ، و الباقين متأثرين ..بعد مسافة فكيت رزان و مسحت ليها دموعا وقلت ليها كله مقدر و مكتوب ، ف كله لخير تمام ..هزت لي راسا و هي بتبكي ..شوية باب الغرفة اتفتح و تاليا جات جارية لقتني قاعدة ..قالت لي بسرعة ميرا! ، أنتي جيتي متين! ..ابتسمت وقلت ليها هسي ..عاينت حوالينها لقتهم كلهم ببكوا و بمسحوا دموعهم ، عيونا رقرقو وقالت لي ميرا في شنو ، ليه كلهم ببكوا ، في زول حصلت ليو حاجة؟ ، حسام كويس؟ ..بلعت العبرة الفي حلقي و قلت ليها كوويس ، هم بس مشتاقين لي ، أنتي م اشتقتي لي؟! ..قعدت جنبي و حضنتني وقالت لي اشتقت ليك و شديد كمان ، ميرا أنا كنت خايفة من غيرك! ..رفعت راسي عشان دموعي م تنزل ، حتى رجعت عاينت ليها وقلت ليها لشنو تخافي ، الناس ديل كلهم جنبك ..قالت لي أنا م عايزة الناس ديل كلهم أنا عايزاك أنتي ي ماما! ..هنا فريال قامت طلعت من الشقة بسرعة ، و رزان لحقتها ..تاليا عاينت لي وقالت لي فريال مالا؟ ..قلت ليها بكون اتذكرت حاجة ..قالت لي ميرا! ، أنتي كويسة؟ ..قلت ليها كوويسة ي ماما كوويسة ..للحظة حسيت بيها شكت إنو في شي م طبيعي ، لكن أكيد م اتوقعت إنو الموضوع ليو علاقة بحياتي ..قالت لي طيب مالك بتبكي؟ ..قلت ليها مشتاقة ليك ..قالت لي بس عشان كده ، م تبكي ي ميرا م نحنا ح نفضل مع بعض على طول ، و هسي لو م عشان البيبي م كنتي ح تكوني في المستشفى يومين صاح؟ ..هزيت راسي وأنا بمسح دموعي ..بعداك قلت ليها متذكرة الكلام الحفظتك ليو؟ ..هزت راسا و قالت لي ايوة ..قلت ليها قولي لي ..قالت لي لازم أخلي بالي من نفسي كويس ، و من حسام و من البيبي ، و أكون قوية و أدافع عن نفسي و عن اخوي ولا اختي الجاية و م أخلي حقي ل زول ، و م أخلي زول يفرقني عن البيبي نهائياً ، و أحبه و أهتم بيه ، و أكون بت كويسة و واعية و واثقة من نفسها و سند للبيبي مهما كان بت أو ولد ..ابتسمت بعد م لقيتها م نست ولا كلمة من كلامي و قلت ليها تمام كده ..قالت لي أنا ليه بعيد الكلام ده كل يوم! ..قلت ليها عشان م تنسي ..قالت لي و يعني شنو لو نسيتوا؟!! ..قلت ليها ح أزعل! ..سكتت مسافة و قالت لي طيب ، ما ح أنسى ..ابتسمت وقلت ليها براڤو عليك ، يلا أمشي اقعدي في غرفتك لحدي م اناديك ، تمام ..هزت راسا و قامت مشت ، بعد اتأكدت إنها قفلت الباب ، كلمت سحر تنادي الباقين ..قالت لي طيب ..و مشت نادت فريال الكانت منتهية من البكا و معاها رزان و نادت الرجال من المجلس جو وقفو ورا الكنبة القصادي ..اترددت شوية و أخدت نفس طويل حتى قلت ليهم أنا عايزاكم تعفو لي لو.. ..قاطعتني فريال بشهقاتها العالية ..عاينت ليها وقلت ليها طيب خليني أكمل كلامي و بعداك أبكي! ..مهند مشى وقف وراها و خت يدو في أكتافها حتى هدت شوية ..اتنهدت و واصلت كلامي وقلت ليهم أنا عايزاكم تعفو لي لو في يوم زعلت زول فيكم أو قلت ليو كلمة جرحته بقصد أو من غير قصد ، عايزاكم تعفو لي لو اذيتكم أو كسرت خاطركم في مرة من المرات ، عايزاكم تسامحوني على أسلوبي القاسي أحياناً ، على عصبيتي و حتى على كلماتي البقولها ، أنتوا أكتر ناس بحبهم في الدنيا دي و م عندي غيركم وم عايزة أموت و انتو م عافين لي ..سمعتهم قالو لي بصوت واحد العفو لله ، و هنا قلبي أرتاح شوية و عاينت ليهم على الأقل أموت مرتاحة ..أمي قالت لي ي بتي! ..عاينت ليها ..قالت لي م عايزة تعفي ل أختك؟ ..هزيت راسي و قلت ليها لأ ي أمي! ، خليك عارفة إني لحدي م أموت أنا م عافية ليها ..حسام قال لي ميرا! ..قلت ليو لأ ي حسام ، أنا آسفة لكن على ده م بقدر ، دي حاجة بيني و بينها ..أمي بقت تبكي و تحنسني و عمتي معاها و كلهم اتدخلوا ، "و دي غلطة ، والإنسان م معصوم من الغلط ، و حتى أنتي بتغلطي ووو " ، أنا بعترف إني م بريئة تماماً و أنا كمان إنسان و عندي اغلاطي ، و في اللي سامحني عليها و في اللي لأ كمان ، لكن عمري م اذيت إنسان لدرجة إني دمرت حياته و لا حتى اتهمت إنسان باتهام زي ده و مسحت بشرفه و سُمعته الأرض زي م هي عملت فيني ، ولا حتى حسستوا بربع ال هي حسستني ليو ، أنا صعبة لكن عمري م كنت قاسية! ..لمن لقو إنو ماف فايدة من إنهم يصرفو عربي كتيير على الموضوع ده ، سكتوا خلوني ..و قعدوا معاي مسافة حتى قاموا ودعوني عشان طالعين ، عايزة أقوم كده ..رزان قالت لي خليك ، م تتعبي نفسك ..م اشتغلت بيها و قمت معاهم ، و حسام يعاين لي كل شوية عشان يطمن علي ..و لمن وصلت جنب باب الشقة أشر لي عشان م أطلع برة ف وقفت ، أبوي باس راسي و أتكلم معاي شوية و مشى ..أما أمي قالت لي ي بتي م تجي معاي البيت أحسن ، هناك بنخلي بالنا منك أكتر ..قلت ليها هنا أنا مرتاحة ي أمي و حسام بخلي بالو مني ..قالت لي خير ..و حسيت بيها شوية زعلت و طلعت ، لكن أنا أعلم بمكان راحتي و أكيد م في بيتنا ..في اللحظة دي سمعت صفارة ، رفعت راسي لقيت حسام أشر لي إنو ماشي يقدم أمه و جاي ..هزيت ليو راسي و عاينت ل عُمر و سحر الواقفين قدامي ..عُمر كان مدخل يدينو جوة جيوبه و بعاين لي جوة عيوني لمن خوفني ..قلت ليو بصوت خافت عُمر مالك! ..قال لي أنتي عارفة إنك واحدة غبية!! ..اتنهدت و نزلت راسي وقلت ليو عارفة ..قال لي و أنانية!! ..هزيت راسي موافقة ..قال لي و حيوانة و متخلفة و م بتفكري غير في نفسك و م بهمك زول غيرك ، و عشان عارفانا بنحبك بتعملي فينا كده! ..م كنت قادرة اتناقش معاه ، لأنو كلامه صاح وأنا م ختيت إعتبار ل زول و عملت الفي راسي ، و هو أكتر زول زعل مني ..رفعت عيني عاينت ليو و قلت ليو ده طبعي كده وم بقدر اغيرو ..قال لي كان لاازم تغيري ، لاازم تتغيري!! ..قلت ليو عُمر براحة! ..قال لي حسك م اسمعوا ، أنا للان بحاول استوعب العرفتو و المشكلة إنك م كلمتيني و عرفت زيي و زي باقي الناس! ..قلت ليو أنت كنت ح تخليني أنفذ قراري ده؟ ..قال لي مستحييل ، كنت ح احاول اقنعك! ..قلت ليو عشان كده بالظبط م كلمتك ..قال لي حراام علييك يااخ ، حراام علييك!! ..قلت ليو آسفة ي عُمر ..م رد لي و طوالي مسك سحر من يدها و مشى ، في نفس اللحظة حسام جا راجع لقاني واقفة و زعلانة ، م أتكلم معاي بس ضماني لصدره ..اتنهدت وقلت ليو العملتو أنا غلط؟ ..قال لي لو كنتي شايفة غلط م أظنك كنتي ح تعملي ..زحيت منو وقلت ليو لأ ، من وجهة نظرك أنت! ..قال لي م غلط لأنك بتفكري بقلبك كأي أنثى على وجه الأرض ، نحنا بس م عايزين نخسرك ..قلت ليو أنا آسفة لأني زعلتك ..م رد لي و ضماني تاني و بقى يطبطب على ضهري وسمعتو بهمس بكلمات ..رفعت راسي عاينت ليو وقلت ليو بتقول في شنو أنت؟ ..ابتسم وقال لي ولا شي ..م ركزت معاه كتير لأنو ملاحظة ليو هو و تاليا ليهم فترة بتهامسوا براهم وهم ماشين و جاين لكن م حصل سألتهم عن السبب ، لأنو دائماً بكون تفكيري في حاجة تانية أكبر ..المهم بعد اسبوعين من رجعتي البيت ، في يوم و أنا نايمة نص النهار كده ، حسام جا صحاني ..فتحت عيوني بكسل وقلت ليو في شنو؟ ..قال لي آسف لأني ازعجتك ، لكن في موضوع ضروري ..قمت قعدت و استندت على راس السرير وقلت ليو بسرعة في شنو؟! ، تاليا عرفت؟! ..قال لي لأ ، لكن في اتنين جو وقالو عايزين يتكلموا معاك؟ ..قلت ليو منو؟ ..قال لي مازن و مُهاب ..قلت ليو نعم؟! ..قال لي لو عايزة بطردهم عادي ..قلت ليو لأ ، خليني أشوف عايزين شنو! ..دي أول مرة مُهاب يوريني وشو من يوم كلمني بحقيقته ، لكن جا ليه؟ عايز شنو؟ و عرف البيت كيف؟ ، و مازن جابو شنو! ، و رجع متين من أسبانيا؟! ..بقيت أدعي إنو إن شاء الله ربنا يجعله خير و مسكت يد حسام و قمت لبست توبي و سندني طلعت برة .. أول شي شوفتو كان مازن ، كانت ملامح الحنين ظاهرة في وشو ، عاين لبطني مسافة و نزل راسه و تاني م رفعوا ، أما مُهاب كان بتلفت و لو تخميني صحيح فهو كان بفتش على تاليا ، شكله م عارف إنو نزلت المدرسة ..قلت ليهم السلام عليكم ..و قعدت و حسام قعد جنبي ، ردو لي السلام و سكتوا ..حسام قال ليهم اهاا ، مالكم؟ ..مُهاب عاين لي وقال لي ميرا كيفك؟ ..قلت ليو الحمدلله ..وم سألتو من حالتو لأني م عايزة أعرف ظروفه ..اتنحنح شوية وقال لي بصراحة ي ميرا أنا عايز اطلب منك طلب؟ ..اتنهدت وقلت ليو احكي ..قال لي عايز اخد تاليا كم يوم ..قلت ليو لأ ..قال لي باستغراب لأ؟! ..قلت ليو أنت طلبت مني طلب وأنا رفضت ، و الموضوع انتهى بالنسبة لي ..قال لي اسمعيني ي ميرا ، أنا بس عايزها تقعد معاي كم يوم عشان اعرفها أكتر و أظن ده من حقي! ..قلت ليو من حقك؟ ، معليش أنت م عندك حقوق عندي! ، و هي م عارفة إنك أبوها اصلا ، تاليا دي أبوها واحد بالنسبة لي و ليها و اللي هو حسام وم بتعرف أب غيره ، و بعدين حتى لو وافقت في رايك أمك ح ترضى!! ..قال لي أمي م عندها شغلة ، أنا متزوج و ب بيتي و عايز أعرّف تاليا على مرتي ..قلت ليو أنت م قدرت تقول ل ناس بيتكم إنها بتك ، هسي تقول لي عايز أعرفها على مرتي! ..قال لي داك زمن مختلف عن ده!!! ..حسام قال ليو أتكلم مع مرتي براحة عشان م أتكلم معاك أنا! ..أنا قلت ليو طيب هسي أمشي كلم الناس كلها إنو تاليا بتك!! ..سكت ..قلت ليو م بتقدر صاح؟! ، اصلا المشكلة م في الوقت المشكلة فيك ، لأنك جبان وح تفضل طول عمرك جبان! ، و هسي زاتو جيت و ختيت عينك في عيني ، لأنك عرفت بمرضي عشان كده جيت تتنفض و تطالب بحقوقك الاتذكرتها أمس مش كده! ، م خلاص ميرا ح تموت أحسن اشيل بتي قبل م مايا تجي تشيلا مش!! ..مازن رفع راسه بسرعة وقال لي لأ ي ميرا ، نحنا جينا بس نشوف تاليا و لو أنتي م عايزانا نشوفا هسي بنمشي ..قلت ليو بكون أحسن! ..مُهاب عاين ليو وقال ليو ي مازن كيف يعني نمشي؟! ..اتلفت عليو و قال ليو أنت قلت لي عايز تشوفا ، وأنا عرفت البيت و جبتك على الأساس ده و طول م هي قالت م عايزاك تشوفا ف خلينا نمشي! ..عايز يتكلم مازن حمّر ليو سكت ..حسام قال ليهم لو خلصتوا تقدرو تتفضلوا! ..مازن قام وقف و قال ليو آسفين على الازعاج ..حسام هز راسه وم أتكلم ..مُهاب قال لي طيب ممكن اشوفا؟ ..قلت ليو مافيشة ..قال لي أنا ح اسوق مرتي و أرجع السعودية ف عايز اشوفا مرة واحدة قبل م أمشي ..قلت ليو للأسف مافيشة ..و منها الجرس رنة ، حسام مشى فتحوا و جا داخل مع تاليا ..مُهاب من شافها فرح و ابتسم ، تاليا عاينت ل مازن و صرت وشها و جات قعدت جنبي من غير م تقول حاجة ..طلعت ليها شنطتها وقلت ليها المفروض تقولي شنو قبل م تقعدي؟ ..عاينت لي و رجعت عاينت ليهم وقالت ليهم السلام عليكم ورحمه الله ..ردو ليها السلام و سكتوا ، مُهاب قام وقف و جا مد ليها يدو و لأنو أصلا م بتعرفو ابت تسلم ..مازن قال ليو م بتسلم على راجل غريب ..حسيت إنو خاطر مُهاب اتكسر و اتحرج و جر يدو براحة و رجعها جوة جيبو ..عاين لي و رسم إبتسامة باهتة على وشو وقال لي عرفتي تربيها ..م رديت ليو ..مازن قال لي بالشفاء العاجل يارب و إن شاء الله تقومي لين.. ..و سكت مسافة حتى عدل كلامه و قال لي و تقومي ليهم بالسلامة ..حسام عاين لي و قال ليو آمين يارب ..و اتبادلوا الابتسامات و طلعوا ..بعد مشوا تاليا قالت لي ده منو ال مع عمو مازن ده! ..عاينت ليها و قلت ليها أخوه مُهاب ..قالت لي أنا كمان قلت أخوه ، بشبهه! ..هزيت راسي و سكت ..قالت لي ماما كما شوفتي حددوا لينا الإمتحانات النهائية بعد شهرين بس ، وأنا عايزاك تدرسيني كوويس عايزة أجيب أعلى درجات في الفصل! ..م عارفة أقولها ليك كيف لكن الباقي لي في الدنيا دي كلها أقل من شهر والله أعلم ، سرحت بعد م اتذكرت إنو يوم بعد يوم أنا بقرب من قبري أكتر و أكتر ، كل لحظة و ثانية و نفس محسوبة من عمري ، في الحقيقة كلنا كده لكن في فرق بين إنك تكون بصحتك و ناسي و متأمل إنك تعيش لبكرة ، و بين إنك تكون مريض و بين كل نفس و نفس تتذكر إنو متوقعين ليك يوم تموت فيه ، مهما حاولت أكون قوية و اتجاهل م قدرت ، أنا خايفة م أطلع من الولادة دي حية ، خايفة م أشيل طفلي في يدي ، أنا خايفة بعد التعب ده كله أموت قبل م اشوفه! ..رجعت من سرحتي بصوت حسام بقنع في تاليا إنو هو اللي ح يدرسها ..قالت ليو لا لا لا ، أنا ميرا بس البدرسني وم بفهم إلا منها ..أنا اتدّخلت و قلت ليها حسام شاطر برضو و ح تفهمي منو أحسن مني كمان ..قالت لي لأ ، أنا عايزاك أنتي بس تشرحي لي ..حسام قال ليها أنا بشرح ليك ي حلوتي وح أحل معاك أي شي غلبك ..هزت راسا و قالت ليو لأ ، ماما بس!! ..عاين لي و عاينت ليو و قلت ليها طيب ، أنا تعبانة شوية بشرح ليك بعدين تمام ..قالت لي طيب ..و أخدت شنطتها و دخلت جوة ..حسام قال لي ميرا كلميها ، البت دي متعلقة فيك شدييد ، أنا لو حكيت ليها ما ح تصدقني أنتي كلميها ..طقطقت أصابعي و قلت ليو بحاول ..سكت مني ، و قفلنا على كده ، بعد يومين بالظبط كنت قاعدة و تاليا في حضني و بنحضر في فيلم كرتون ، و حسام في المطبخ بعمل لينا في الفشار ، فجأة سمعنا جرس الباب بسرعة و ورا بعض ..تاليا قامت وقفت حسام جا طالع من المطبخ ..و قال ليها اقعدي ، م تفتحي الباب بالليل ، أنا بفتحوا ..هزت راسا و قعدت ، مشى فتح الباب و جو أمي و عمتي و مايا داخلين ، شكلها شمت خبر إنو مُهاب جا عشان كده قامت جات ..اصلا استغربت إنها للان م شرفتني ، عاينت ل تاليا ، طوالي قامت عايزة تدخل جوة ..عمتي قالت ليها بنهرة اقيفي! ..اتخلعت و وقفت ..أنا زاتي اتخلعت وقلت ليها مالك بسم الله! ..جات مسكت تاليا من يدها و عايزة تجرها وراها ،  عايزة أقوم بطني وجعتني ، مسكتها و قعدت ..حسام فك ليها يدها و وقفها وراه و قال ليها بسم الله ي حجة مالك جاية هاجمة في البت كده! ..مايا قالت ليو عشان نحنا جاين نسوقا ..عاينت ليها وقلت ليها عيونك كم لمن جاية تسوقيها!! ..عمتي قالت لي خلي البت تربى مع أمها ، أنتي اصلا رجل برة و رجل في القبر! ..كده و بكل عدم الإحساس الفي الدنيا ..حسام قال ليها بنهرة ي حجة!! ، احترمي نفسك! ..تاليا خافت من أصواتهم العالية و جات قعدت جنبي و ضمتني ..ختيت يدي الواحدة في ضهري الواجعني و التانية ضميت بيها تاليا ..حسام و عمتي و مايا كانوا هايجين و بجوطوا وأنا م فاهمة أي شي و لا عارفة ديل مالهم أصلا ..أمي قالت ليهم ي جماعة ده كلام شنو ، اقعدوا خلونا نتفاهم براحة ..حسام قال ليها بانفعال نتفاهم في شنو!! ، في شنو نتفاهم فيو!! ..مايا قالت ليو بتي!! ، أنا م بخلي بتي معاك ، قلتو ميرا ح تربي البت أحسن مني و سكت لكن هدي ميرا عايزة تموت عشان كده أنا جاية اخد بتي ..حسام قال ليها و أنتي عرفتي كيف إنها ح تموت!! ، بتعلمي بالغيب!! ، لأ و كمان زي الفالحة جاية تشيلي البت مننا أنتي قايلاني ح اخليك!! ..قالت ليو أنت منو لمن بتدّخل في مشاكلنا!! ..قال ليها أنا أبو البت دي ، و أي حاجة بتخصها بتخصني ، لو كنتي جيتي اتكلمتي براحة م كان اتدخلت لكن أنتي جاية داخلة زي التقول داخلة غابة ، بتقابضي و بتهجمي ساي ، عايني ي بت الحلال ي إما تقعدي تتكلمي بأدبك ي إما تتخارجي!! ..عايزة تتكلم أمي سكتتها و هدت الأجواء شوية ، و قعدوا قصادي و أنا و مايا م فضل إلا نبلع بعض ..أمي قالت لي اسمعيني ي بتي ، أنا عارفة إنو أسلوب مايا شين لكن كلامها صاح ..و هنا اتصدمت من أمي للمرة الألف ، م عارفة ليه دائماً بتوقع إنها ح تقيف في صفي و بعدين بتفاجأ إنها بتخذلني تاني ..أمي قالت لي ي ميرا ، مايا أم البت دي ، وأنا عارفة إنو أنتي معتبرا راجلك أبوها ، لكن لو جينا للحق م بنقدر نضمنها معاه ، ده راجل غريب و نحنا م عارفين لو حصلت ليك حاجة لا قدر الله ح يعمل فيها شنو! ..هنا حسام عاين لي و هز راسه بفقدان أمل ، بمعنى "أختك لحست راس أمك تاني" ..حقيقي زعلت ، و زعلت لدرجة إني م قدرت أتكلم و ارد ليها ، أمي بدل تطمني أنا واقفة مع مايا عشان يجو يشيلوا تاليا مني! ، للدرجة دي حياتي م عندها قيمة عندها!! ، بدل م تواسيني في مصيبتي و تطمني ، بتفكر في مصلحة بتها التانية بعد موتي؟!! ، يعني أموت عادي م مشكلة ، لكن حلم مايا في إنو تاليا تكون معاها يتحقق! ..بقيت أبكي بحرقة بعد م عرفت قيمتي الصفرية عند أمي ، بكيت بطريقة خلتهم كلهم يتخلعوا ، أنا م بكيت بالطريقة دي قدامهم إلا مرة واحدة بس ، لمن ظلموني! ..تاليا قامت وقفت قدامي و بقت تمسح دموعي و بتقول لي ماما م تبكي ، ماما م تزعلي أنا م ماشة معاهم! ..م رديت ليها و غطيت وشي و بقيت أبكي بزيادة ..سمعتها قالت ل مايا أنتي مالك يااخ ، مالك مع ماما!! ..مايا قالت ليها تاليا حبيبتي أنا عايزة اخدك البيت معاي بس ..قالت ليها لشنو؟ ..قالت ليها عشان أنا أمك ..قالت ليها أنا م بكون مبسوطة لمن أقعد معاك! ..قالت ليها ده لأنك م قعدتي معاي ..ردت ليها وهي بتبكي وقالت ليها أنا قعدت معاك وم كنت مبسوطة ، أنا بعد عرفت إنك أمي كنت بدعي ربنا إنو تحبيني زي م ماما بتحبني ، وكررت الدعاء ده أكتر من مرة حتى إني دعيتو في صلاة الليل عشان يتحقق زي م ماما قالت ، وم حبيت أقول ليها عشان م تزعل ، ف لمن ماما قالت لي إنو ح تخليني معاك كم يوم أنا فرحت و كنت قايلة دعوتي استجابت ، لكن لمن قعدت معاك اشتقت ل ماما أكتر و كرهتك أكتر ، أنا نمت في حضنك مرة واحدة بس وم كان مريح ولا حتى قدرت أنوم للصباح و بعد ده سمعتك اليوم التاني بتشتكي و قلتي إنو بسببي جسمك كله وجعك ، وأنا من اتولدت وأنا بنوم في حضن ماما وم حصل اشتكت ولا قالت إني تقيلة عليها ، أنا عضيتك مرة واحدة بس و أنتي كنتي ح تضربيني مع إني بعضي ماما كل يوم بقصد ومن غير قصد لكن عمرها م نهرتني كانت بس بتضحك في وشي ولا كأنها اتأذت بسببي ، و أنتي بتنبزي ميرا قدامي عادي مع إنو ميرا م حصل حكت لي كلام كعب عنك ، أنتي بتكرهي أمي و أنا بكرهك ، أنا لو قعدت معاك ح أموت من الزعل ، و أنا م عايزة أموت ، أنا عايزة أفضل مبسوطة و أكون مع ميرا ، لأنو أنتي م بتعرفي تخلي الزول مبسوط بس بتعرفي بتزعلي! ..أنا وقفت بكى من أول و رفعت راسي عاينت ليهم ، كنت متابعة كل كلمة بتقولها ، اتصدمت إنو ده كله حصل معاها وهي م حكتوا لي ، معقولة بتي تاليا الأمس كانت صغيرة زي الوردة ، كبرت و فتحت و بقت واعية كده ، بصراحة فاجأتني ..مايا ملامح وشها لدرجة م بتتفسر ، زعل ، حسرة ، ندم ، يمكن واحد من التلاتة ديل ..بعد كلام تاليا ده م قالت ولا كلمة لأنو اصلا م عندها شي تبرر بيه موقفها ، عشان كده قامت بكل إحترام و طلعت من البيت و أمي لحقتها ..عمتي قالت لي تلقي أنتي الحفظتيها الكلام ده ، كان تخلي البت لأمها اصلا أنتي كلها باقي ليك كم يوم و تموتي ، يعني ضامنة الغريب أكتر من القريب!! ..في اللحظة دي تاليا ياداب ركزت للكلام ، و عاينت لي بنظرة اتحفرت في نص قلبي ، كانت صدمة مختلطة بالدموع ، كانت منتظراني أكذب ليها الكلام و أقول ليها إنو ماف حاجة زي دي ح تحصل ، لكن أنا م كذبت و نزلت عيوني بسكات ، قامت بكت و دخلت غرفتها ..حسام قال ل عمتي عايني ي حجة ، أنا احترمتك كتير و ختيت إعتبار ل عمرك ، لكن تاني لو اتجاوزتي حدودك ح اوريك وشي اللي لا أنا لا أنتي أحسن م نشوفو!! ..عمتي خافت من بروده و حدة صوته و ملامحه الجادة ، و انسحبت براحة و لحقت ناس أمي ، حسام مشى وراها قفل الباب ، و جا قعد جنبي و مسح وشو ب يدينو و عاين لي ..رقدت في كتفو وقلت ليو حسام الأولاد أمانة في رقبتك ..قال لي ميرا م تقولي كده ، انتي ح تكوني كوويسة و ح تقومي بالسلامة ، م تصدقي كلام عمتك المخرفة دي ..قمت من كتفو و قلت ليو لكن الواقع بقول حاجة غير كده ي حسام ، نحنا شوفنا التقارير وأنا ميتة لا محال لكن أنت عايش وأنا متاكدة ح تلبي آخر طلب لي و تربي اولادنا الاتنين بكل الحب الفي الدنيا ..بقى يتلفت و يتنهد و قال لي ميرا! ، أنا م بقدر من غيرك ، ميرا أنا م بقدر اربيهم براي ، و بعدين أنا لقيتك بعد تعب سنين ، معقولة في النهاية تخليني كده ، اتشجعي و خليك متأملة في إنو ربنا يشفيك عشان تشفي ..قلت ليو بياتو طريقة! ، أنا حاسة إنو الناس ديل كلهم بس منتظريني أموت عشان يتفتح الباب في وشهم ، و يصلوا للعايزين يصلوا ..قال لي م عندك شغلة بيهم ، أنتي خليك قوية عشاني أنا و تاليا و البيبي ، أنا عايز اعيش دور الابوة و انتي معاي ، فخليك قوية و اتحملي عشاني تمام ..رقدت في كتفه و مسحت دموعي ، و ختيت يدي الواحدة في بطني لأنو كانت لسه بتوجعني ، بعد مسافة كده اتذكرت تاليا ..وقلت ليو حسام أنا عايزة أمشي ل تاليا ..قال لي تمام ..وقام سندني وقفت ..قال لي أحسن تتكلمي معاها براك ..قلت ليو طيب ..و مشيت دخلت غرفتها ، كانت قاعدة في طرف السرير كأنها منتظراني ، و من شافتني بقت تبكي و خلتني ابكي معاها قبل م أتكلم ..قعدت جنبها وقلت ليها بتي الحلوة بتبكي مالا؟ ..قالت لي وهي بتتنهد انتي بالجد ح تموتي؟..م رديت ومسحت دموعي ..حضنتني وقالت لي ماما علييك الله م تموتي! ، أنتي عايزة تخليني براي في الدنيا دي ، ماما علييك الله م تموتي ، انتي لو موتي انا ح اعيش كيف من بعدك ..اتنهدت و قلت ليها ح تعيشي ، لازم تعيشي عشان تربي أخوك زي م ربيتك أنا ، تحبيهم زي م حبيتك وتعلميهم زي م علمتك و تاخدي مكاني و تبقي امهم ..زادت في البكا و قالت لي لا ي ماما م عايزة أكون أم زول أنا لسه صغيرة و محتاجك جنبي ، ماما م تموتي ، أنتي لو موتي أنا الح يحضني منو ، الح يخاف علي زعلي منو ، الح يحبني زيك منو ، ماما أنتي درعي أنتي لو مشيتي كلهم ح يكرهوني و يعذبوني ..مسحت دموعي و مسحت ليها دموعها و قلت ليها ماف زول ح يكرهك كلهم بحبوك ..قامت وقفت قدامي و قالت لي ماما، ماما أنا بموت بدلك لكن أنتي م تموتي! ..قلت ليها بسرعة بعيد الشر عنك ، ربنا يطول في عمرك و تعيشي للمية و اكتر ، ده كلام شنو البتقولي ده!! ..قالت لي ماما م تمشي علييك الله لأ! ، انتو لو بتقولو كده عشان تخوفوني و اتأدب ف أنا والله اتأدبت وما ح أتكلم مع الأكبر مني بأسلوب شين ولا ح أزعل زول مني لكن أنتي م تخوفيني كده!! ..قعدتها جنبي ، و أخدت نفس طويل وقلت ليها تاليا! ..غطت اضنينا وقالت لي لأ لأ لأ ، م عايزة اسمع م تتكلمي معاي!!! ..قلت ليها تاليا علييك الله م تعملي كده وتقطعي قلبي اسمعي كلامي براحة! ..عاينت لي وهي بتتنهد ، نزلت ليها يدينها ..وقلت ليها أنا عندي مشكلة في القلب ي تاليا ، و م بقدر أأكد ليك إذا كنت ح أعيش أو ح أموت ، لكن الإحتمال الأكبر إني م اعيش ..هزت لي راسا ب لأ و هي بتبكي ..واصلت كلامي وقلت ليها و لو حصلت لي أي حاجة لا سمح الله ، ف عايزاك تكوني بت قوية زي م ربيتك و تخلي بالك من أخوك و أبوك تمام ..هزت لي راسا ب لأ ..وقالت لي م تمام! ، م تمام! ، ميرا م تخليني براي!! ..حسيت إني بضغط عليها ، وم ح تفهم كلامي هسي ف حاولت اطمنها ..وقلت ليها طيب ، أنتي م عايزاني أمشي صاح؟ ..هزت راسا ب إيجاب وهي بتتنهد ..قلت ليها طيب كتري لي من الدعوات ، ادعي لي كتيير و إن شاء الله ربنا ح يستجيب ..هدت شوية و قالت لي و لو م استجاب ..ضميتا وقلت ليها معناها ح يعوضك بالاحسن مني ، و ح تلقي قدام إن شاء الله ..ضمتني شديد وقالت لي أنا م عايزة تعويض عايزاك أنتي! ..فكيتا وقلت ليها عوض ربنا حلو على فكرة ، زي م أنا خسرت أهلي و لقيتك ، ف أنتي كمان لو خسرتيني ح تلقي الأحسن مني تمام ..هزت لي راسا ب لأ ، رجعت ضميتا و طلعت سلسلي اديتا ليو ..قلت ليها ده مفتاح الدفتر القلتي عايزة تقري ، بعد كده بتقدري تقري ..اخدتو مني و جدعتو بعييد وم اتكلمت ..شوية حسام جا دق الباب و دخل ..عاينت ليو و قامت من حضني وقالت ليو وهي بتتنهد بقدر أنوم معاكم الفترة دي ، عايزة أكون قريبة من ماما ..ابتسم و قال ليها تنوري ♡..عاينت لي ، رجعت ضميتا و بوست راسها ، كنت خايفة عليها بعد موتي أكتر من موتي نفسو ، أنا حية هم بعمله فيها العمايل دي كلها و بعذبوها ، طيب بعد م أموت ح يعملوا فيها شنو! ....

بكيتُ فجرَ البارحة ، واليوم أيضًا ، بكاء الخائف و بكاء الذي خاب ظنه كثيرًا ، الذي خذلته الحياة ومن فيها ، الذي فعل مافي وسعه وما ليس في وسعه أيضًا

يتبع ..

لأجلها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن