الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات

101 5 40
                                    

{بسم الله الرحمن الرحيم}

' صلوا على خاتِم الانبياء مُحمد ﷺ '

ڤوت + كومنت قبل القِراءة لأستمِر♡.

فضلاً تجاهلوا الأخطاء الإملائية إن وجِدت♥

.
.
.
قراءة مُمتِعة.

....................

'يرحلون ويأتي غيرهُم ، فلا الحياة تقِف على فُراق شخصٍ ما ، ولا قلوبِنا تبقى مُتشبِثة بحِبال ذِكراهُم'.

•••••••••••••••

وصل أنور إلى العُنوان المُراد ، وقف قليلاً يتطلع إلى المصحى مِن الخارِج ، بوابة حديدية ضخمة ذات قضبان سميكة ، يكاد يُقسِم أنها تُشبِه بوابة السِجن ، كأن المرضى سيهربون في أي وقت وتِلك القُضبان ستمنعهُم ، جُدران عالية وشامِخة ، تجعلك لا تستطيع حتى رؤية مظهر المبنى في الداخِل ، أشجار خضراء كثيفة تُحيط المكان مِن جميع الجِهات ، كان الأمر مُهيب للوهلة الأولى ، وعلى مرمى البصر وجد حارِس يقبع قُرب البوابة ، يرتدي بِذلة العمل التي لا تتماشى أبداً مع جسده العريض ، مُمسِكً في يدِه عصا بيسبول سوداء ، ويُعلِق صاعِق كهرُبائي في بِنطالِه.

تشجع أنور وأبعد تردُده ، ذهب تِجاه ذاك الحارِس وهو يُخرِج لُفافة تبغ مِن عُلبتِه ، قام بتقديمها إلى الحارِس قائِلاً بمراوغة.

"صباح الفُل يا كبير .. هي دي مصحى نفسية مِش كِدا؟".

نظر له الحارِ شزراً مِن أعلى إلى أسفل وتسائل بشك.

"وإنت بتِسأل ليه؟".

أشعل أنور له السيجار وأكمل مُصطنِعً الحُزن ببراعة.

"أصل بعيد عنك وعن السامعين بِنت أُختي عقلها فوت ، ولما كشفنا عليها الدكتور نصحنا نوديها مصحى كويسة تراعيها ، وأنا دورت كتير وكُل الناس شكرت في المكان ده ، إنت مِش مُتخيل بِنت أُختي حالِتها صعبة إزاي ، تصدق صحينا الصُبح لقيناها واكلة دراع أبوها! ، ربِنا ما يوريك شر في عيالك يا عم الحج".

نجح وبسهولة جعل الحارِس يتأثر بهذه التخاريف ، نفث دُخان سيجارتِه ونطق بشفقة.

"لاحول ولاقوة إلا بالله ربنا يشفيهالكوا يارب ، عموماً أه دي مصحى سالِم المغنمي للأمراض النفسية والعقلية ، لو هتجيب بِنت أُختك هِنا عرفني وأنا هتوسطلك عند المُدير بنفسُه؟".

تحمس أنور وأكمل خُطته بجهل مُزيف.

"تُشكر يا كبير .. لو عايز تساعِدني فِعلاً دلِني على مكان دُكتور رحيم ، أصل بصراحة كُل الدكاترة اللي جابونا هِنا شكروا فيه أوي ، بيقولوا إنُه راجِل إيدُه فيها البركة ، وحالات كتير إتعالجِت بسببُه".

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن