بينَ الستَار والكوالِيس

120K 5.6K 2.1K
                                    


𓆩𔓘𓆪

أنت تسيرُ علَى الرَّصيف بخطواتٍ مُتباطِئة إثرَ حدقَتيك المُعلّقة علَى ذلكَ المنشُور.

هناكَ مسرحِية قَد وَجدت مكانًا لهَا علَى بعدِ مترٍ مِنك.

لقَد تجاهَلت حبكةَ الحَياة وَ تلكَ السينَاريُوهات المُكرّرة كلّ يَوم كأشرطَة تالفَة تدُور حولَ نفسِها.

وَ قرَّرت المجِيء إِلى هنَا بقدمَيك لتكونَ جمهُور مسرحيةٍ أخرَى.

طوَيت المنشُور لتحشُره فِي جوفِ حقيبَتك، لتدخِل هواءً كثيفًا لداخِل صدرِك حالمَا وقفتَ أمامَ ذلكَ المبنَى.

لَا نوافِذ أَو أبوَاب، وَ كأنَّ دخُولك لَا يعنِي الخُروج.

لكنَّك اخترَقت الجدَار فَحسب لتُحيطك تلكَ الهالَات الحالكَة دونَ أَن تفرِّق أمامَك مِن يسارِك.

إحدَى المصابِيح قَد اشتَعلت لتَتولَّد بقعَة مُضيئَة علَى تلكَ الخشبَة المسطّحة أمامَك، لتستديرَ أمامَ مئاتِ المقاعدِ الفارغَة مِن خلفِك، وَ قَد فضّلت الجلوسَ فِي المُنتصف.

هناكَ الكَثير مِن الأصوَات التِي تنبعِث مِن حولِك.

وَ كأنّ الجُدران تتحدَّث.

بينمَا انتباهُك باتَ رهينَة نحوَ السِّتار الذِي انكشَف أمامَ مَرأى عينَيك.

دقيقَة

دقيقتَان

ثلَاث

لَا شَيء

أينَ بقيةُ الجمهُور؟

ماذَا عَن تلكَ الشَّخصيات التِي ستؤدِي المسرحِية؟

هناكَ أصواتٌ صاخِبة صادِرة مِن خلفِ ستارٍ آخَر أمامَ الخشبَة.

أيعقلُ أنّ المسرحِية تحدُث هنَاك؟

لكنّك رفَعت رأسَك حالمَا تحرَّك الضَّوء ليكونَ فوقَك أنت.

كلُّ المقاعِد قَد تحرَّكت هنَا وَ هنَاك لتحاوِطك فتصبِح مركزَ الدّائرة.

وَ حالمَا وضعتَ يدَك علَى وجهِك، أحسَست بوجودِ شيءٍ مَا يحجبُ ملامِحك وَ هويتِك.

لتخرجَ مِرآتك الصغِيرة فترَى أنّه قنَاع يتلبَّسك.

حينهَا تُدرك أنّك بطلُ هذهِ المسرحِية

منذُ البدايَة.


أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن