أتاراكسيا

المُخمليّة الحمرَاء

𓆩𔓘𓆪

أنتِ تضعِين خطّة للإبتعادِ عنِّي

وأنَا سأضعُ مِئات الخُطط لأعيدكِ إلَي

إلَي

يضعُ مِئات الخُطط ليُعيدنِي فقَط إلَيه؟
لماذَا؟ مَا الذِي يبتغِيه آيدِن منِّي ليلفّ حبلًا حولِي كَي لَا أبتعدَ عَن ساحتِه؟
مَا هُو مكنونُ مَا قالَه والذِي ينبغِي علَي معرفتُه؟

هُو غادَر الغرفَة كأنّه لَم يدخُلها لكَون عَبقِ خشبِ الصّندل لَا يُهيمن علَى الأرجَاء كعادتِه، أجاءَ فقَط لإعادةِ القلادَة لتُعانق جِيدِي وَإخبارِي بنوايَا هايدِن الحقيقيّة مِن حقنِ جسدِي بِسمُّه؟ 

رغمَ أنّه.. بدَا لِي مختلفًا هذهِ المرّة.
كانَ يرتدِي حُلّة لَا أظنُّها كَانت مُعلّقة داخِل خزانةِ شخصيتِه، وكأنّه ابتاعَها مؤخرًا مِن متجرِ التَّغيرات التِي تطرَا علَى سِمات المَرء.

لَم يكُن يضَع اكسِسواراتِ السُّخرية والكلامِ اللّاذع، وقَد تجرّد مِن النّظارات التِي تعكِس الأقطَاب المُتجمِّدة.

كانَت تحومُ حولَه هالَة مِن الهدُوء وكأنّها قَميصه التِي يعانِق جسدَه رغمَ كونِه فحمِي، الوهَج الخافِت الذِي ينبِعث مِن قطعتَي السّماء لدَيه كبصيصِ ضوءٍ ضئِيل يتسلّل مِن فتحاتِ بابِ سجنِه.

كانَت شفتَيه تتدحرجَان شرقًا وغربًا بكثرَة ولسانُه باتَ خفيفًا ليغدُو قادرًا علَى صياغةِ سلسلَة مِن الجُمل الطّويلة..

مَتى فرَّ هذَا الجانِب مِنه وتحرّر؟ أم أنّ آيدِن الذِي يتصرّف كجثّة مُتحركة قَد أمسكَ بَه وعادَ لإخفاءِه مجددًا فِي جوفِه؟

ألهذَا غادرَ الغرفَة بهذهِ السُّرعة؟

كَي لَا يُسيطر ذلكَ الجانِب المُتوهج مِنه علَيه ويتحكّم بالمِقود؟

طرقاتٌ خافتَة ترتطمُ بالبَاب قَد بعثرَت بناءَ أفكارِي، لأتقدّم نحوَه أشرعُ بفتحِه فأطرفُ بعينَاي للشّخصان اللذانِ يقفانِ أمامِي.
"جدِّي وجدتِي؟ ك كَيف عرفتمَا بأننِي هنَا؟"

"أورورَا! مِن الجَيد أنّكِ بخَير وتقفِين علَى قدمَيك، قلقتُ عليكِ للغايّة يَا صغيرتِي"
هِي باشَرت بالحدِيث بنبرتِها الرّكيكة بعدمَا اندفعَت لعناقِي بذراعيهَا الهزيلتَان، لأحاوطهَا حتّى ارتخَت كتفَاي فِي ارتيَاح.

وقَد نسجَ السّيد هارُولد ابتسامَة دَفّأت كيانِي وهُو يغلقُ البابَ خلفَه
"خشينَا أنّ مكروهًا مَا قَد حصلَ لكِ وأنتِ فِي طريقكِ لمنزلِك بسببِ تأخركِ فِي العودَة، ولكِن آيدِن هاتفنَا ليُطلعنا عمّا حدَث وكونكِ فِي المشفَى، وإلّا كنتُ سأتعرّض لنوبَة قلبيّة بالفِعل لَو أنّكِ تعرّضتِ للإختطَاف أو مَا شابَه"