𓆩𔓘𓆪
"إلَى أينَ تنوِين الذّهاب؟"
طالعتُه بطرفِ عينِي أعودُ لتجاهلِه أهذِّب خصلاتِ شعرِي بينمَا رأيتُ انعكاسَ وجهِه أمَام المِرآة وهُو يُطالعني بفمٍ مُطبق يلتقطُ قميصَه مِن علَى الشمّاعة، وقبلَ دخولِه إلَى الحمّام هُو تجمّد فِي مكانِه يُمسك بكُمَّي القمِيص المُمزّق حتّى عادَ للنّظر إلَي شِبه متفاجِئ"أنتِ مَزقتهمَا؟"
تظاهرتُ بكونِي لَم أسمَعه أرفعُ خُصلاتِي للأعلَى فأبصِر شفتَيه وهمَا تنسجانِ ابتسامَة تُبطِن الوعِيد وهُو يُعيد القمِيص إلَى مكانِه، وقَد تهرَّبت مِن نظراتِه تِلك حالمَا تفاجَأ باختفاءِ محفظتِه مِن داخِل الدُّرج لينبِس دافعًا وجنتَه بلسانِه
"نحنُ لسنَا فِي عطلَة لألعبَ مَعك كونِي متورِّط مَع فتَاة محرومَة مِن طفولتهَا، أينَ المحفظَة يَا أورورَا؟"
سأريكَ كَيف نلعَب يَا آيدِن.
رفعتُ كتفَاي بِلا أدرِي أعقدُ خصلاتِي بالشّريطة لألحظَ إيمَاءته وابتسامتُه يتلبسُّها السُّخرية وهُو يجدُ نفسهُ مُضطرًا للبَحث، غيرَ أننِي حاوَلت كبحَ انزعاجِي واندهاشِي كونَه وجدهَا بسهولَة وكأنّه رآنِي وأنَا أحشرهَا بينَ كتبِه..
ظننتُه سينفجِر بِي حالمَا استيقظَ علَى فتحِي وإغلاقِي للخزانَة بقوّة، بعثرتِي لترتيبِه للأشيَاء بشكلٍ دقِيق وإفسادِ نظامِه لخزانةِ كتبِه.
ولكنّه قابلنِي بالصّمت وإطالةِ النّظر إلَي فقَط مِن بينِ بقايَا نعاسِه..
استرقتُ النّظر إلَيه بعدمَا خرجَ مِن الحمّام وحدقتَاه مُثبَّتتان علَي وسطَ إغلاقِه لآخرِ زرٍ فِي قميصِه، وقَد تقدّم ليقفَ بجانبِي أمامَ المِرآة يلتقطُ مِشطه فيُطالعني فِي غيرِ تصدِيق إثرَ أسنانِه المكسورَة، ليعيدَه إلَى مكانِه وأنَا أترقّب تلبُّد الغيومِ فوقَ رأسِه أو انفجارَه بِي، غيرَ أنّه قابلنِي بتهذيبِ خصلاتِه عبرَ أصابعِه فأزمُّ شفتَاي أضعُ فرشاتِي جانبًا ليأتِيني صوتُه السّاخر وأنَا أبتعدُ عَنه متوجهَة نحوَ حقيبتِي المُعلّقة
"أهذَا هُو انتقامُك الشَّرِس؟ حتّى الحَرب الباردَة مخاسرهَا أكبَر مِن الذِي تُلحقينَه بِي. أنتِ لَا تستطيعِين الفَصل بينَ رغبتكِ بالاقتصَاص وبالحصولِ علَى عناقٍ قبلَ خروجِك"
استفزازُه لِي فِي كلامِه الأخِير كادَ يجعلنِي أخسَر بردِّي علَيه، لكننِي تحاملتُ علَى نفسِي أشيحُ بوجهِي عَنه أضعُ حقيبتِي فوقَ كتفِي ليستوقفنِي قبلَ فتحِي للبَاب
"أخبرينِي أينَ تنوِين الذّهاب، لأنّكِ عندمَا تخرجِين يجدرُ بِي أن أفكِّر عنكِ أنَا كونَ رأسكِ الأحمَر فِي إجازَة لَا أدرِي متَي ستنقضِي"
أنت تقرأ
أتاراكسيا
Romance⚠️ الرواية مُصنفة للبالغين لاحتواءها على بعض مشاهد القتل والمعلومات النفسية الحساسة، وربما بعض أفكار الشخصيات المشوهة فكريًا قد تؤثر على عقول من هم صغار في السن، الرواية تخلو من أي إيحاءات أو مشاهد تمس أخلاقي كمسلمة. ________________________________...