𓆩𔓘𓆪
عقارِب السّاعة تُجبر نفسَها علَى التَّحرك وَ رغمَ هذَا هِي بطيئَة الحركَة.العالَم يدورُ فِي برودَة مِن حولِي، وَ كأنّ ألوانِي تكادُ تجِف.
وَ كأنّ ألوانَ لِيو التِي رسمَها علينَا قَد سمِعت سقطةَ صاحبَها فبَهتت وَ تكادُ تضمحِل..
إننّا مجرّد أجسادٍ بيضَاء وَ سودَاء وَ علبةُ ألوانِنا طريحَة الفِراش منذُ ساعَات..
بينمَا آيدِن لَا يزالُ متوقفًا عَن العمَل، لَا يُحرك ساكنًا وَ هُو يرخِي بثقلِ رأسِه علَى صدرِي. وَ لولَا شعورِي بأنفاسِه الخافتَة لجزَمت رحيلَه عنّا مُقتحمًا غرفتَه المعتمَة القابعَة فِي داخلِه.
لكننِي أريدُ أن أربِطه بالواقِع طوالَ الوَقت كَي لَا يتمّ سحبُه لداخِل زنزانتِه تِلك، لَم أتوقّف عَن تحريكِ جزءٍ مِنه بنفسِي عَن طرِيق خصلاتِ شعرِه.
متجاهلَة تعبِي مِن الوقُوف، وَ رغبتِي بطرقِ البَاب علَى آنسِل لأعلمَ مَا الذِي يجرِي فِي الدّاخل معهُم.
إننِي أكبحُ نفسِي مِن الدُّخول لأكونَ ممرِّضة أخرَى فأرَى مَا يجرِي هناكَ بنفسِي.
وَ لكِن رؤيتِي لدافينَا وَ هِي تسيرُ ذهابًا وَ إيابًا أمامَ الغرفَة وَ الدُّموع لَم تجِف عَن وجنتيهَا، أنّها جَزِعَة وَ هلعَة لدرجةِ أنّها لَا تتوقّف عَن وضعِ يدِها جهةَ ظهرهَا.
جهةَ البقعَة التِي أصيبَ فيهَا لِيو.
تقبضُ عليهَا بأظافرِها وَ شفتيهَا ترتجفَان، كأنّها تريدُ أن تعلَم مَا مدَى الألَم الذِي شعَر بِه لِيو عندمَا أصيبَ هنَا.
تريدُ أن تشعُر بِه وَ مَعه.
أهكذَا تكونُ الأم؟
لَا ترَى عدلًا فِي كونِها بخَير وَ ابنهَا لَا؟ إذَا مَا مَرض عليهَا أن تمرضَ هِي مَعه؟
لَا تستحِل لنفسِها كلمةَ بخَير وَ أحدُ أولادِها يئِنُّ مِن الألَم..
متَى سينتهُون؟
أعلَم مدَى الخَوف الذِي يَتفشّى داخِل أوردَة آنسِل وَ روحُ ليُو بينَ يدَيه، يحاوِل طردَ عواطِفه خارجَ الغرفَة ليحافظَ علَى هدوءِه.
وَ لكِن صورةُ لِيو وَ جسدُه يرتجِف لألمِ اختراقِ الرّصاصة لأحشاءِه، يدَيه وَ همَا تقبضَان علَى عضَدَي آيدَن حتّى ابيضّتَا، ابتسامتُه المهزوزَة نحوَ آيدِن قَد أجَّجت رغبتِي بالبكَاء كَي أرتَاح.
أخبَره بأشياءَ كثيرَة عَن طريقِ ابتسامتِه الهادِئة تِلك لأنّه لَم يقوَ علَى الحدِيث وَ الطّلقة تنهشُ لحمَه.
أخبرَه ألّا يَجرُؤ علَى لومِ نفسِه إذَا مَا حصلَ لَه شَيء.
أخبرَه أنّه ابنُ عمِّه الوحِيد، وَ لَن يسمَح لأيِّ شَيء أن يصبَّ دماءَه علَى الأرض طالمَا هُو حَي.
أنت تقرأ
أتاراكسيا
Romance⚠️ الرواية مُصنفة للبالغين لاحتواءها على بعض مشاهد القتل والمعلومات النفسية الحساسة، وربما بعض أفكار الشخصيات المشوهة فكريًا قد تؤثر على عقول من هم صغار في السن، الرواية تخلو من أي إيحاءات أو مشاهد تمس أخلاقي كمسلمة. ________________________________...