𓆩𔓘𓆪
تَجاذَب القَدح نَحو الأَرضِية الخَشبِية، فَتنتشِر أَجزَائُه كَما تَزاحمِ المَطر.
لَم يَستمِع إِنسٌ لِتهشُّم تِلك العَضلَة التِي بَاتت تضخُ الدَّم بإندِفاعِية، هِي اتكَأت بِجسدِها الهُلامِي عَلى طرفِ الطَّاولة تُحدِّق بتلكَ الوَرقة بِمحجرَيها الدَّامِيان.
"أُورُورا!"
هِي استَجمَعت جُلَّ طَاقِتها لِتصرخَ بإبنتِها فتَسمع خُطواتِها المُتسارِعة نَحوهَا، وَ بمجردِ أَن فَرقت ابنتُها بَينَ شَفتيها لِلحديث استَدار وَجهُها لِلجهة اليُمنى، إِذ انفَلقت جُفونَها فِي عَجب مِما افتعَلته والدُتها بوجنتِها.
"اخرجِي مِن المَنزِل، لَا أُرِيد أَن ألمَح خَيالكِ أَو أَشُمَّ رائِحة عِطركِ، غادرِي!"
جَزرتهَا تَشدُ عَلى عَضدِها النَّحيل تَجرها جَرًا كأنَّها شَاتُها، تَتجاهُل تَخبُّطاتِها وَ تَساؤلاتِها حولَ مَا يجرِي لِتفتحَ البَاب تَدفعُها نَحو العَتبة.
" أمِّي مَاذا يَحدُث؟! ه هَل أَخطَأتُ فِي شَيء؟
أكَان طَبخِي لاذِعًا اليَوم ؟ أم .."شَهِقَت لِيُلجَمَ لسانُها حَالما أطبَقت والدِتها البَاب فِي وَجهِها، لتشدَّ بيدِها الشَّاحبة عَلى المِقبض تَكتمُ غَصتَّها الشَّائِكة بِضَمِّ شَفتيهَا بقوّة.
"ا أمِّي لِماذَا أَخرَجتنِي؟ أرجوكِ افتحِي البَاب وَ أخبِرينِي لِماذَا أنتِ غَاضِبة؟"
هِي نبسَت بشتاتِ صوتِها والخَوف يطرقُ علَى قلبهَا تزامنًا مَع طرقهَا المستمِر"مِن فضلكِ يَا أمِّي.."
اتكأَت بجبينِها عَلى صدرِ البَاب تُبلل حلقهَا ويدهَا تتلمّس مكانَ أصابعِ أمِّها وكأنّها خائفَة مِن عدمِ قدرتهَا علَى لمسِ تلكَ الأصابعَ مجددًا، لِتنظُر بطرفِ عَينَيها فَتلحظُ أنَّها قَد جَذبت الإِنتبَاه، بينمَا نَظرَت إِلى الأَعلَى تُرفرِف بِأهدابِ عينيهَا الزُّجاجيتَان فتُؤسَر العَبَرات وتُحبَس الشَّهقات.
أنت تقرأ
أتاراكسيا
Romance⚠️ الرواية مُصنفة للبالغين لاحتواءها على بعض مشاهد القتل والمعلومات النفسية الحساسة، وربما بعض أفكار الشخصيات المشوهة فكريًا قد تؤثر على عقول من هم صغار في السن، الرواية تخلو من أي إيحاءات أو مشاهد تمس أخلاقي كمسلمة. ________________________________...