خطُّه الأحمَر

40.1K 2.5K 4.9K
                                    


𓆩𔓘𓆪

إنّه لَا يُقيد حَراكي إنّما عينَاي مِن التّهرب مِن حِصار حدقتَيه لِي.
وقَد حَاولت التملُّص مِن قبضتِه لأتراجَع للخَلف، غيرَ أنّه باغتنِي بدفعِي نحوَه أكثَر وسطَ تأجُّج اضطرابِي..
لأقضمَ شفتَاي حالمَا مالَ برأسِه بالقُرب مِن كتفِي مُتمتمًا بالقربِ مِن أذنِي.

"دعينِي أخبركِ بشيءٍ مَا، مِن الواضِح أنّكِ ظننتِ أننِي كنتُ أتفوّه بالهُراء بعدمَا أخبرتكِ أننِي أعلَم كيفَ تدورُ عجلاتُ عقلِك، ونحوَ أيِّ إتجَاه و متَى. أنَا أعلَم بماذَا تفكِّرين ومَا الذِي يشغلُ رأسكِ الأحمَر هذهِ الفتَرة، أعلَم مَا المشاعِر التِي تخوضينهَا وكيفَ تُحركك هِي. أنَا فِي داخِلك يَا أورورَا، أنَا مَن يُمسك بجهازِ التّحكم خاصَتك وأُسيِّرك كيفمَا أريدُ أنَا، ألَا تلاحظِين؟"

ي يُسيرني كيفمَا يُريد هُو؟
ماذَا يقصِد؟
أفكارِي هِي أفكارِي ومشاعرِي هِي مشاعرِي، فكيفَ يقولُ لِي أنّه سيدهمَا؟

مِن الواضِح أننِي لَم استخرِج خفايَا كلامِه، إذ لَجأت للصّمت أقلِّب مَا قالَه بنبرتِه الهادِئة داخِل رأسِي المُشتّت، ليعودَ لمقابلةِ وجهِي دونَ إبعادِ نصلِ السكِّين مِن أسفلِ شفتَاي المُطبقتَان اللتَان لَا تجرُؤان علَى الحرَاك.

أهذَا هُو أسلوبُ التّرهيب خاصتَه فِي جعلِ الذِي يشكُّ بِه يفيضُ بمَا لدَيه مِن أسرَار؟

كمَا أننِي لَا أقدرِ حتّى علَى بناءَ جسرِ التّواصل بينَ أعينِنا.. إنّما أستمرُّ بإشاحتهمَا عَنه ولَا أستطِيع فَهم مَا يحدُث داخِل صدرِي.

ومعدتِي..

ليتنِي لَم أصعَد مِن الأسَاس!

"والآنَ تحدّثي لأرَى أينَ تسرَح صغيرتِي روبِي وتمرَح بعدمَا خرَجت مِن الدّائرة المُغلقة التِي رسمتُها حولهَا"

صغيرتِي وَ روبِي؟

إنّه يحاوِل إستفزازِي لأخرجَ عَن صمتِي وَ ليُجبرني علَى الحدِيث..
ولكِن ماذَا سأقُول لَه؟

شقيقُك المَعطوب عندمَا اختطفنِي أقصِد أكرمَ ضيافتِي قامَ بإعطائِي صندوقًا يحوِي مُذكّرات شخصٍ مَا؟
مهلًا..
ماذَا لَو أنّ آيدِن يعلمُ بشأنِ تلكَ المُذكّرات ولمَن تعُود؟ بالتّأكيد هُو يفعَل طالمَا أنّها كَانت بحوزةِ هايدِن.

ماذَا عَن اللُّغز الذِي جعلَ مِن خلايَا عقلِي تتشابَك فِي عُقدة لَا يُمكن فكُّها؟ هَل آيدِن يعرِف إلَا ترمزُ تلكَ الأزهَار؟
بالتّأكيد.. ولكِن

إن عرفَ آيدِن أننِي أحاوِل إنزالَ السِّتار فمَا الذِي سيفعلُه؟ هُو يحاوِل إبقائِي داخِل دائرتِه تِلك لأبقَى فِي بقعةٍ واحدَة وعالقَة بينَ شباكِ صيدِه. يريدنِي أن استمرّ بكونِي غافلَة عَن أماكنِ الألغَام المزروعَة مِن حولِي.

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن