فترَة مؤقتَة

25.4K 2.4K 2K
                                    


𓆩𔓘𓆪


أكادُ أصابُ بتلفٍ فِي الخلايَا الحسيَّة لكثرةِ تفكِيري..

مَا الذِي قصدَته السيدَة ريهانَا بكلامِها؟

خطِيئة وَ دفعِي لثمنِها؟ مَ مَا شأنِي أنَا بكلِّ هذَا؟

وَ لكِن.. لماذَا شعرتُ لوهلَة بأنَّ مارِي متمسكَة بِي بشدَّة؟ أليسَ عليهَا احترامُ رغبةِ زوجةِ شقيقهَا وَ إخبارِي بِأن أرحَل وَحسب؟

هذهِ العائلَة مليئَة بالألغَاز والغمُوض، تمامًا كآيدِن..

"عزيزتِي، لماذَا لَا تأكلِين؟ هَل هناكَ خطبٌ مَّا فِي الطَّعام؟"

قاطعَ شرودِي فِي الطَّبق صوتُ مارِي مخاطبًا إيَّاي، كَانت مقلتَيها تلمعانِ فِي قلقٍ واضِح، بينمَا وضعَتْ دافينَا ملعقتهَا جانبًا لتضِيف

"هذَا صحِيح، أنتِ لَم تتناولِي حبَّة بازلَاء واحدَة مِن طبقِك، أَم أنَّ كِيس اللحمِ الذِي بجانبكِ قَد وجَّه لكِ تهديدًا مِن تحتِ الطاولَة بألَّا تمسِّي طبقكِ كَي يحتكرهُ هُو؟"

"أنَا لَا أقبلُ بتوجِيه تهمةٍ تمسُّ مبادِئي الأخلاقِية! قُل شيئًا يَا أبِي، إننِي أتناولُ طعامِي فِي كلِّ سَلام!"

السيدُ شارُون ابتلعَ اللقمَة ليشهرَ بشوكتِه نحوَ ليُو

"لَا تدعنِي أُجبرُ عَلى فتحِ دفاتركَ القديمَة وَ أنتَ تحتلُّ أطباقَ الآخرِين وَ تتعدَى عَلى حِصصهِم كمَّن قدمَ مِن مجاعَة، مِن الجَيد أنِّ اختكَ آريَا لَم تَكن توأَمًا لَك، وَ إلَّا لخرجَت مِن بطنِ أمِّك وَ إحدَى أعضائهَا مقضُومَة"

كتمتُ ضحكتِي إثرَ طريقتهمَا فِي حشرهمَا لَه، حَيث تجاهلهمَا ليعودَ لإكمالِ نهبِه لطبقِه وكأنّه معتادٌ علَى اتفاقهمَا ضدّه.

لكِنني شعرتُ بيدٍ دافِئة تُوضع عَلى فخدِي، وَ التِي لَم تكُن سوَى يدِ مارِي.

"هَل كلُّ شَيء بِخير يَا أورورَا؟"

"أجَل.. أنَا فقَط أكثرتُ مِن تناولِ المقرمشَات قبلَ وجبةِ العشَاء وَ يبدُو أنَّ معدتِي متكاسلَة فِي إكمالِ عمليةِ الهَضم لذلكَ لَا تقلقِي"

ابتسمتُ لَها علَّها تصدقنِي، لكنِني دحرجتُ مقلتَاي رغمًا عنِّي نحوَه، حتَّى آيدِن بالكادِ لمَس شيءٍ مِن طبقِه.

كَان شاردًا مقطبَ الحاجِبين، لكنَّه رفعَ مقلتَيه نحوِي لأتجمَّد حالمَا أمسكَ بِي متلبِّسة. لكِن..

مَ مَا النَّوع هذهِ النظرَة التِي وجَهها لِي؟

لَيست ساخِرة، باردَة أَو ميِّتة، كَانت نظراتُه أكثَر عمقًا مِن ذلِك. مَا الذِي تحكِيه لِي عينَاه؟

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن