احتيَاج

25.3K 2.3K 2.9K
                                    

𓆩𔓘𓆪

أبعدتُ عينَاي عَن البَاب حالمَا غادَرَنا، لأعاودَ النظَر نحوَ السيدَة ريهانَا. 

"وَ الآن لنَعد لموضوعنَا يَا حلوتِي، أينَ كنتِ خلالَ تلكَ الساعَة؟" 

"ريهانَا، ألَا تَرين بأنكِ تحشرِين أنفكِ المعقُوف بخصوصِياتِها؟ أنتِ لستِ محققًا لتفتِّشِيها!" 

"هَل طَلبتْ منكِ أَن تكونِي محامِي الدِّفاع خاصتَها يَا دافينَا؟" 

أطلقتُ تنهِيدة لتنخفضَ أصواتُهم حولِي أحدِّق نحوَ أمارِي. مِن ملامِحها المضطربَة وَ اصفِرارِها أدرِك أنَّه علَي ألَّا أذكُر أمرَ رؤيتِي لَها فِي المكتبَة إطلاقًا. 

رغمَ أننِي أتساءَل لماذَا هذَا الخَوف مِن معرفةِ أحدٍ أنّها كانَت هُنَاك؟

لكِن ماذَا أقُول إذًا؟ 

"بالمناسبَة يَا أورورَا هناكَ شيءٌ آخَر أيضًا، وَ هُو مَا جعلنِي أشكُّ بكِ أنتِ عَن سائرِ الأفرادِ هنَا" 

بللتُ حلقِي لإبتسامتِها الواسِعة لِي، حَيث قلَّصت المسافَة بينَنا نابِسة بنبرَة مُلؤها الخُبث 

"عِطرك، ماذَا يفعلُ عطركِ فِي غرفتِي؟" 

"ع عطرِي؟" 

"ماذَا تقصدِين بعطرهَا؟" 

لِيو مِن الواضِح أنَّه بدَأ يشعُر بالضَّجر مِن جلسةِ التَّحقيقِ هذِه، بينمَا هِي ضحِكت فِي سخرِية 

"رائحَة عطرهَا اجتاحَت غرفتِي، ماذَا يعنِي هذَا؟ يعنِي بأنَّ أورورَا قَد دخلتهَا بالفِعل! هذَا العِطر لَا أحدَ يستخدمُه منَّا فِي هذَا المنزِل، وَ أينمَا تذهَب هِي تتركُ أثرَه خلفَها" 

اتَّسعتْ حدَقتاي أطالِعهم فِي إرتِباك واستنكَار. مُ مستحِيل!

أنَا حقًا لَم أدخُل لحجرتِها فكَيف تقولُ بأنَّ رائحَة عطرِي فِي غرفتِها؟ 

جمِيع الشكوكُ تعودُ لِي.. وَ أنَا لَا أستطِيع حتَّى أَن أنفِيها! 

ماذَا أفعَل والتُّهمة قَد إلتصقَت بِي؟  

لَا أرِيد أَن أبدُو سارِقة فِي نظرِهم..

"أُوه! لهذَا السَّبب كنتِ مصرَّة عَلى فرضيتكِ الواهِية بأنهَا الفاعلَة؟ لماذَا لَم تقولِي هذَا منذُ البدايَة يَا ريهانَا؟" 

نظرنَا نحوَ دافينَا وَ هِي تتقدمُ نحوَها

"أنَا مَن بخختُ مِن عطرِها فِي غرفتِكِ" 

"أمِّي!"

"اصمُت وَ لَا تستبِق الأحدَاث أيهَا الأحمَق" 

أومَأ لَها ليقفَ بجانبِي، بينمَا بقيتُ مندهشَة مِن كلامِ دافينَا. 

بخَّت مِن عطرِي وَ فِي غرفةِ السيدَة ريهانَا؟ لماذَا؟ 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن