القشّة الرّابعة

32K 2.4K 4.1K
                                    


𓆩𔓘𓆪

حدقتَاي كانتَا عالِقتان علَى خاصتَي آيدِن متَناسيةً الجمِيع حولِي. ليظهرَ شبَح البارحَة أمامِي. 

بينمَا هُو لَم يقطَع الجِسر المَوصُول بعينَاي، غيرَ أننِي جَفلت ليدٍ تسحبنِي نحوَ الصَّالة، إِذ قامَت دافينَا بإجلاسِي علَى الأريكَة تطالعنِي بلمعتَي مقلتَيها وسطَ إرتباكِي

"إذًا هيَا أخبرِيني بكلِّ مَّا حصلَ معكمَا هنَاك! بالتَّفصيل الممِل، وَ لَا تتركِي أيَّة لحظَة حدَثت بينكمَا"

"أمِّي لمَا لَم تذهبِي معهمَا وَ أرحتِي نفسَك بدلًا مِن إمضَاء الأيّام وَ أنتِ تقفزِين بخيالاتكِ عمَّا يفعلانِه؟"

"أنتَ اصمُت وَ لَا تتدخَّل بينَ أحادِيث الكِبار! عُد لمهجعِك وَ مارِس طقوسَك غريبةِ الأطوَار بعيدًا عنِّي"

تبسَّمت لملامِح لِيو المندهشَة فِي تصنُّم مِن كلامِها نحوَه. لَم أتوقَّع حدُوث هذَا وَ لكِن..

افتقدتُ شجاراتهمَا الدَّائمَة طوالَ اليَوم، لكِنني عدتُ لإرتباكِي حالمَا استدَارت نحوِي تغمزنِي وَ هِي تُراقص حاجِبيها

"هَل قامَت النَّحلة بنقلِ الرَّحيق لزهرةٍ أخرَى ثمَّ حصَل التزَاوُج لأجلِ الحُصول علَى ثمرَة؟" 

م مَاذا؟ 

رحِيق ماذَا وَ نحلَة ماذَا؟ 

طرفتُ بعينَاي نحوَها وَ قَد تأجَّج إرتباكِي، غيرَ أنَّ مارِي سارعَت بإبعادِها عنِّي توجِّه لهَا نظرَات التَّحذير

"دافِي هذَا ليسَ وقتُك، أورورَا مُتعبة مِن الرِّحلة وَ بحاجَة للرَّاحة، احتفظِي بدروسِ دورةِ حياةِ الزَّهرة لنفسِك!"

"مهلًا! أنَا لَم أنسَ مَّا طلبتُه مِنك، أينَ هِي صوَر حُبكمَا؟" 

دافينَا مدَّت يدَها نحوِي لأقضمَ شفتَاي أتحاشَى النَّظر لهَا. 

أكانَت جادَّة بطلبِها ذَاك؟ ي يستحِيل أَن أفكِّر بفعلِ شيءٍ كهذَا مَع آيدِن! 

لكِن مِن الواضِح أنَّ دافينَا لَن تتركنِي بحالِ سبيلِي، لأوجِّه نظراتِ الإستغاثَة نحوَ مارِي، هِي الوحيدَة القادِرة علَى إسكاتِ دافينَا عندمَا ترتفعُ حرارةُ لسانِها.. 

إِذ شَرَعَت بإمساكِها كضابطٍ احترفَ عملَه، لتُطبق يدَها علَى فمِها تشيرُ لِي برأسِها للأعلَى 

"هيَا يَا عزيزتِي انفذِي بجلدِك لأننِي لَا أستطِيع السيطرَة علَى إنفعالاتِها لوقتٍ أطوَل!" 

"قُندس! لديكِ طبقٌ مِن الحلوَى فِي البرَّاد خبَأته آروهِي لَك منذُ يومَان، أعطنِي الصلاحِية لألقِي بِه فِي حاويةِ معدتِي لأنهَا تقومُ بصفعِ يدِي كلَّما أمسكُ بالطَّبق!" 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن