رغبَة دفينَة

54.9K 3.1K 10.4K
                                    

𓆩𔓘𓆪

يُ يطاردنِي؟

أسَلكَ طَريقًا أعوجَ ليُخبرنِي بأنّه لَن يُفكِّر بإقصائِي مجددًا؟

هذَا يعنِي.. بأنّ تلكَ الكلمَات التِي غرزتهَا داخِل تُربته المُتشبِّعة بالسُّموم قَد بدَأت جُذورهَا بالتَّمدد والتّغلغل حتّى حفَرت نفسهَا وصولًا إلَى لُبِّه.

أنّ آيدِن ولأوّل مرّة يُشعرني بأنّ محاولتِي هذهِ المرّة لَن يصدُّها كسابقاتِها، لأوّل مرّة هُو يعقدُ الحَبل حولَ رُسغه بإحكَام بدلًا مِن إمساكِه لَه وَحسب.

هُو قَد فتحَ بابَ غرفتِه لِي وابتعدَ سامحًا لِي بالدُّخول بعدمَا أمضيتُ وقتًا طويلًا بقرعِه حتّى تجرَّحت مفاصلِي، ولكِن هذَا لَا يُهم..

طالمَا أنّ آيدِن قَد وثقَ بِي بجعلِي أدخُل إلَيه فهذَا يعنِي أننِي أحرِزُ تقدمًا ولستُ أنفِق الأيّام علَى شيءٍ لَا يستحِق، لَا يزالُ بجيوبِي الكثِير مِن المحاولَات.
وسأنتقِل لمرحلةِ كنسِ غرفتِه مِن الرّذاذ الأسوَد ونفضِ الغُبار مِن عَليه، أن أمحُو البُقع التِي تُلطِّخ جُدرانه وأفتَح ستائِر الضّباب السّوداء التِي تصدُّ أشعَة الشّمس فلَا تصِل إلَيه.

ولكِن الصُّعوبة تكمُن فِي محاولةِ طردِ تلكَ الأطيَاف التِي تختبِئ أسفلَ السّرير والخزانَة، وقَد يتمُّ دفعِي مِن قبلهَا مُحاوِلَة إخراجِي مِن الغرفَة لتعودَ للسّيطرة علَى آيدِن كمَا السّابق.

أحتاجُ للعثُور علَى تَعويذة تكسِر السِّحر الأسوَد الذِي تَمتمتَه داميَان علَيه، ولكننِي لَا أعرِف مَا هِي..

لَا مَصل مُضاد بحوزتِي ولَا تِريَاق، واقتحامِي للغرفَة بيدانِ فارغتَان لمخاطرَة كبيرَة. ولكِن مَا يجعلنِي أقفُ فِي المُنتصف دونَ أن أتراجَع للخَلف هُو رؤيتِي لآيدِن قَد فتحَ عينَيه ليستيقظَ مِن غيبوبةِ يأسِه أخيرًا.

وإخراجُه لسيفِه مِن غمدِه كَي يصدَّ تلكَ الأطيافَ عنِّي حتّى أفكَّ اللعنَة هُو مَا يُبدِّد الخَوف مِن داخلِي.

أنّه معِي هذهِ المرّة وسنخرجُ مِن تلكَ الحُجرة المُتعفِّنة سويًا قبلَ أن يتمَّ سحبِي أنَا أيضًا وتقييدِي لأصبِح حبيسَة الظّلام والإسوِداد مَعه.

خَرجت مِن بركةِ أفكارِي علَى إحسَاسي بلفحَةِ هواءٍ دافئَة ترتطمُ بِجيدِي، لتعودَ معدتِي للإنكمَاش حالَ تذكُّري بأنّ آيدِن لَم يرفَع بجسدِه عنِّي منذُ دقائِق طويلَة.
ولَم أتجرّأ علَى إدارَة وجهِي لَه إثرَ قُربه الشّديد، إنّما لَجأت لتفريغِ إرتباكِي بالقبضِ علَى مُلائةِ سريرِي نابسَة فِي خُفوت
"آيدِن.. لَا أذكُر بأننِي أخبرتكَ مِن قَبل أننِي سأكونُ سريركَ وأنتَ غطائِي"

ل لَا يُعقل، ولكِن هَل غفَى ونحنُ علَى هذَا الحَال؟
بهذهِ السُّرعة؟

رطَّبت حلقِي وأنَا أحاوِل تَجاهل الإحسَاس بِه ويدَيه لَا تزالَان تٌحاصران رأسِي، أهُو مُنهك مِن محاولتِه فِي تحريرِي مِن قبضةِ لورِينس لينَام بتلكَ الوضعِية غيرِ المريحَة لجسدِه؟

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن