هُدوء مَا قبلَ العاصفَة

33K 2.5K 4.9K
                                    


𓆩𔓘𓆪

تشدَّقت أنفاسِي أطالِع الأرجَاء فِي ضَياع. 

هذَا الهدُوء الصامِت الذِي حلَّ بعدَ العاصفَة هُو أبشَع مِن العاصفَة بحدِّ ذاتِها.. 

نطقتُ باسمِه مرارًا وَ تكرارًا وَ لكِنه لَم يفتَح بعينَيه لِي. 

لَا أعلَم ماذَا أفعَل.. 

لَم يسبِق لِي رؤيةُ آيدِن يجثُو علَى قدمَيه فِي إنهَاك منذُ لقائِي بِه، رؤيتِي لَه وَ هُو يضعفُ شيئًا فشيئًا جعلنِي أشعُر بالخطَر.. 

وَ كأننِي أفقدُ جدارًا كانَ يقفُ أمامِي طوالَ الوَقت. 

وضعتُ يدِي الباردَة علَى جبينِي ليسقطَ بصرِي علَى ذراعِه التِي تلطَّخت بخطوطٍ حمرَاء، لأسارِع بتمزِيق طرفِ ثوبِي بالخنجَر أشرعُ بعقدِ القطعَة حولَ ذراعِه. 

"آيدِن، هَل يمكنكَ سماعِي؟ فقَط حرِّك يدكَ علَى الأقَل. انظُر إِن كَانت هذهِ مزحَة سخيفَة مِنك فأنَا سأكمِل مَّا فعلُوه بِك!" 

نبستُ باهتزازِ صوتِي لأزفرَ لكونِه لَا يجِيب..

هَل قامُوا بإيذائِه إِلى هذَا الحَد؟ 

ه هَل كانَ علَي منعُه مِن القُدوم مِن البدايَة؟ 

لَو أننِي تجاهلتُ هايدِن فَحسب.. 

لَم يخطُر فِي بالِي أَن يُهيئ رجالًا وَ يضعَ آيدِن بينَهم ليكونَ كِيس ملاكمَة لَهم.. 

كلامُ آروهِي وَ لِيو لَم يَكن مُبالغَة.. بَل كَان تحذيرًا لِي وَ أنَا كالبلهَاء لَم أنصِت لهمَا كمَا يجِب! 

كمَا أنَّ جسدِي قَد تخدّر لكونِه يرخِي برأسِه علَى صدرِي منذُ أن غادرُوا.

مِن أينَ لِي أخذهُ للمشفَى وَ فِي هذَا الوَقت المتأخِّر.. 

إلتقطتُ معطفَه لأحاوِل دثرَ جسدِه المرتخِي أحاوطهُ بذراعَاي كَي لَا يفقدَ جسدهُ الحرارَة، لَم أتصوَّر أنَّ ليالِيَ لندَن لَباردَة وَ وحِيدة..

ع علَي أن أجدَ طريقَة لآخذهُ إلَى المشفَى ولكِن كَيف؟!

"هنَاك يَا جُون، تفقَّد الأسلَاك داخِل المخزَن، لربمَا جُرذ مِن المجارِير قامَ بقضمِها، لَا أصدِّق أنّهُ تمَّ ايقاظِي لأجلِ سببٍ مريبٍ كهذَا!" 

"لستَ وحدَك، أنَا أيضًا أقاسِي القدَر التَّعيس مَعك، ناولنِي المِفك لننتهِي بسرعَة، أكادُ أغفُو وَ أنَا جالِس" 

حدقتَاي اتَّسعتا حالمَا التقَطت أذنَاي صدَى صوتِ رجلَين بالقربِ منِّي، لأتَلفَّت يمينًا وَ يسارًا علِّي ألمَح أثرهمَا. 

إننِي أسمَع صوتهمَا دونَ رؤيتهمَا، لربمَا همَا داخِل المبنَى. سحقًا بالتأكِيد لَن ينتبهَا علَي.. 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن