أتاراكسيا

ذروَة الحُب

𓆩𔓘𓆪

كانَت لحظَاتٍ خاطفَة وَحسب..
تلكَ اللّحظات التِي استمرّ فيهَا كلاهمَا بالنّظر لبعضهمَا لوقتٍ طوِيل، مَا بينَ نظراتِ الخَوف والنّفي منهَا وَنظراتٍ مُبهمة مِنه.
وكأنّه لَم يَأبه لإتهاماتِ الشُّرطة لَه، ولَم يلقِ إهتمامًا لطبيعةِ نظراتِ عائلتِه لَه ليرَى إذَا مَا صدّقوا أم استنكرُوا.

كانَ كلُّ مَا يُهمه هُو ألّا تُوجه أورورَا نحوَه نظراتٍ تُطبق علَى حُريةِ أنفاسِه رغمَ الأصفادِ حولَ يدِه، كمَا لَو أنّه أرادَ التأكُّد أنّها لَن تُظهر تعابيرَ الخيبَة مِنه.

أو أنّه يخشَى أنّه لَن يرَى وجهَها لوقتٍ طوِيل..

لكنّه أطبقَ شفتَيه مستديرًا نحوَهم ليتقدّم مغادرًا المكَان وسطَ تصنُّمنا ممّا حدَث للتّو، لأديرَ وجهِي نحوَ ليُو الذِي اندفعَ ينوِي الخُروج واللّحاق بِه فيشرَع والدُه بإمساكِه
"انتظرَا مكانكمَا! يستحِيل أن يكونَ آيدِن هُو مُقترف الجريمَة! لَا يمكنُكم تصدِيق تسجيلٍ غبِي يمكنُ لأيِّ أحدٍ صنعُه للإيقاعِ بِه!"

"ليُو اهدَأ قليلًا، الصُّراخ لَا يُجدي فِي تلكَ الحالَة!"

"لماذَا سمحتَ لهمَا بأخذِه؟! ذلكَ الرّجل مقتُول، أي أنّ الحُكم الذِي سيُصدرونه بشأنِه سيكونُ الإعدَام بِلا رَيب!"

ا الإعدَام؟
مُحال..

بالتّأكيد هناكَ خطبٌ مَا!
قضمتُ شفتَاي أوجِّه بصرِي نحوَ أمِّي التِي تحدِّق لحيثُ أورورَا الصّامتة فِي مكانهَا فألحظُ قبضهَا علَى أطرافِ ملابسهَا.

سحقًا..
ستكونُ أورورَا مُضطرة لتنفيذِ الإتّفاق بينهمَا ولَن نستطِيع إقناعَ أمنَا هذهِ المرّة.

طالعتُ السّيد شارُون الذِي أظهرَ معالمَ الضّيق علَى وجهِه وهُو ينظُر إلَى ليُو الهلعِ أمامَه، ليُشيح ببصرِه وكأنّه يخجلُ مِن النّظر إلَيه فِي تلكَ اللحظَة
"لَا يمكننِي، طالمَا أنّ الرّقيب هُو الذِي أعادَ فتحَ ملفِ القضيّة فلَا يحِق لِي التدخُّل أو إصدَار أيِّ قرَار"

"م ماذَا تعنِي؟ هَل ستترُك لَهم قرارَ قتلِه وتبقَى مُتفرجًا؟!"

"ليُو!"
هُو أطبقَ شفتَيه لنهرِ والدتِه لَه فيُنكس رأسَه حرجًا مِن رفعِ صوتِه أمامَ أبِيه، لكنّها تقدّمت نحوهمَا لتقفَ أمامَ السّيد شارُون تمسكُ بذراعِه المشدودَة
"شارُون، ربمَا لَا يمكنكَ التدخُّل كونكَ أقلُّ رُتبة، لكنّه يبقَى ابنُ شقيقِك ولَا يمكنكَ البقَاء هنَا. بالتّأكيد ستستطِيع مُمطالتَهم حتّى نجدَ منفذًا لَه، لَا يمكنكَ السّماح لَهم بإصدارِ حكمٍ كهذَا علَيه"