𓆩𔓘𓆪
كنتُ قَد أطبقتُ فاهَ الدّفتر بعدمَا شَعرت أننِي اكتَفيت ممّا أسمعتنِي أيّاه تلكَ الصفحَات، أطالِع أرجَاء الغرفَة وصدَى صراخِ نيفيَا لَا يزالُ يرنُّ داخِل أذنَاي..
ربمَا غصتُ كثيرًا هذهِ المرّة.. وأكثرَ مِن اللّازم، إذ لَا أشعُر أننِي بخيرٍ مَع مَا قَرأت..
وكأنّ الجرعَة كانَت زائدَة هذهِ المرّة..بَل الأمرُ وكأننِي نجوتُ بجسدِي مِن فوضَى شنّها الحَرب، ولكِن روحِي لَا تزالُ عالقَة تحتَ الأنقَاض فِي الدّاخل..
مَع تقدُّم الصفحَات كنتُ أشهَد علَى تفاقمِ جنونِ داميَان، إنكسِار وتهشُّم نيفيَا أكثَر حتّى استولَت عليهَا أفكَار تفوقُ طاقتهَا كالقَتل أو الانتحَار..
ولكِن..
مَا كانَ يحدُث مَع آيدِن وهايدِن شيءٌ لَم يخطُر فِي عقلِ البشرِي، وكأنّه يفوقُ حدّ تفكيرِ الدِّماغ وأنّ عقلَ داميَان لَا يعودُ لإنسانٍ بالفِعل.
عندمَا أقومُ بربطِ الخُيوط ببعضهَا أجدنِي بدَأت أفهَم وأفسِّر صورًا كانَت ضبابيَة بالنسبةِ لِي.
عندمَا استيقظتُ فِي تلكَ الليلَة ووجدتُ آيدِن يتنفّس بصعوبَة والظّلام مِن حولنَا، كانَ هذَا بسببِ صوتِ عقاربِ السّاعة..
سببُ إمتلاكِه أفكارًا انتحارِية وليُو يلاحقهُ كلّما انفردَ بنفسِه، اعتقادُه أنّ إيذاءَ نفسِه هِي الوسيلَة الوحيدَة للتنفِيس عَن مشاعرِه المكبوتَة، كلّها..
كانَ بسببِ ذلكَ المكَان الذِي أخذهُ داميَان إلَيه؟
ولكِن.. كيفَ لَم أرَ ذلكَ الوَسم علَى رسغِه مِن قَبل؟
أيُمكن أنّه يقومُ بإخفاءِه بالمساحِيق؟أريدُ أن أعرِف ماذَا حلّ بهايدِن بعدَ ذلِك..
كيفَ تخطرُ فِي بالِ داميَان فكرَة شديدَة القسوَة كتِلك؟
كلّما عُدتُ بمشاعرِي نحوَ ذلكَ المشهَد كلّما أحسَست بقلبِي ينقبِض قابضَة علَى الدّفتر فِي إستيَاء.أتساءَل كيفَ قامَ بنزعِ الشّمع الذِي إلتصقَ بجلدِه..
مَا مدَى الألمِ الفظِيع الذِي أحسَّ بِه ولَم يسمَح لنفسِه أن يصرُخ وجلدُه يذُوب؟مَا كانَ شعورُ آيدِن وهديةُ المِيلاد التِي قُدِّمت إلَيه هِي شقيقُه وهُو يحترِق أمامَه؟
تلكَ اللحظَة عندمَا جلسَا بجانبِ بعضهمَا ليشرحَ لَه، وعندمَا تظاهَر بعجلتِه فِي تحضيرِ شطيرتهِ ليفتحَ الغطَاء لَه ولَم يكُن يحِب هذَا المربّى فِي النهايَة.
أنت تقرأ
أتاراكسيا
Romantik⚠️ الرواية مُصنفة للبالغين لاحتواءها على بعض مشاهد القتل والمعلومات النفسية الحساسة، وربما بعض أفكار الشخصيات المشوهة فكريًا قد تؤثر على عقول من هم صغار في السن، الرواية تخلو من أي إيحاءات أو مشاهد تمس أخلاقي كمسلمة. ________________________________...