أبيَض أم أسوَد

61.5K 4K 7.8K
                                    

𓆩𔓘𓆪

تنفَّستُ بِعمق وكأننِي أستجمِع طَاقَة خفِية لمواجهَة شيءٍ أنَا فِي غِنًا عنهُ.

قبضتُ عَلى حمالةِ حقيبتِي، أخطُو ثلاثَ خطواتٍ مُتردِّدة لأصبِح فِي جوفِ الحجرَة ليُغلقَ البَاب مِن خلفِي.

لَا أعلَم لِماذَا لَم أستدِر. لَ ليسَ لِي القُدرَة لرؤيةِ الكائِن الواقِف خلفِي! لكننِي أستطِيع إلتقاطَ صوتِ أنفاسِه، وَ أستطِيع الإدرَاك أنَّ صاحِب هذهِ الحجرَة هُو لَذكَر. مِن الألوَان الباهِتة وَ القاتمَة إِلى رائِحة التَّبغ المُختلطَة بِرائحةِ خشبِ الصَّندَل..

إذًا فمَن يقفُ خلفِي هُو رَجل؟

رطّبتُ حلقِي أحاوِل تنظيمَ طرقاتِ قلبِي علَى قفصِي الصدرِي، أستطِيع الإحساسَ بعينَان مُثبَّتتان علَي.

لكننِي أجهَل سببَ تقلباتِ معدتِي بتلكَ الطّريقة وكأننِي أواجِه شيئًا أسوَأ مِن كابوسِي..

"مَاذَا قصدتِي بقولكِ أنَّ ثلاثَة عَشر رنَّة وَ لَم يحدُث شَيء؟ مَاذا لَو أنَّ أشيَاء قَد حَصلتْ لأنَّ الأسطُورة قَد انعكَست؟"

إنَّه رجُل!

قبضتُ عَلى حمالةِ الحَقيبَة لدرجةِ إبيضاضِ كفِّ يدِي.

أحبالُه الصَّوتِية الغَليظَة أشعرتنِي بمدَى كونِي مُجرد ذرّة أمامَه يستطِيع محوهَا مِن الوجُود بنفخَة مِنه..

م مَا الذِي أوصلنِي لهنَا؟ لماذَا مارِي لَم تذكُره لِي؟

مَن هُو؟
حسنًا، لقَد أغمضتُ عينَاي أدخِل هواءًا كثيفًا لجوفِ صدرِي المُضطرِب، وَثمّ استدَرت..

فأنَا لَا أريدُ أَن أراهُ لدفعَةٍ واحِدة، أنَا لَازلتُ لَا أستطِيع التَّصدِيق أنَّ فردًا ثالثًا فِي المنزِل معنَا!

حالمَا انفَرجتْ جفونِي لَا أدرِي أيُّ ملامِحَ صنَعت. لِدقائِق تبادلنَا أنَا وَ هُو التَّحدِيق..

وقَد صمتَ العالَم مِن حولِي فَجأة وحدقتَاي تسبحَان نحوَ خاصتَيه وشفاهِي فقدَت القُدرة علَى التَّحرك.

"هَل أنتِ خَرسَاء؟"

"كَ كَلا.."

قضمتُ شفتَاي بقوّة لأنزِل أنظارِي أرضًا.

إ إنَّه رجُل، رجلٌ غيرَ رِين وَ السَّيد إدوَارد وَ الطَّبيب لورِينز. رجلٌ لَا أعرِفه ولَم يسبِق لِي رؤيتُه!

لَا بأسَ يَا أورورَا..

عَلي الخُروج مِن هُنا.. عَلي الإبتِعَاد!

لكِنَّه يتكِئ عَلى البَاب، يكتِّف ساعدَيه يطالعنِي بنظراتٍ متجمِّدة تتحدَث لُغة الفَراغ.

"أجيبِي إذًا"

"مَ مَاذا تقصِد بِأن الأسطُورَة قَد انعكَست؟"

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن