قَطرةُ الثَّلج

57K 3.6K 26.9K
                                    

هيّا استيقِظ..

هناكَ الكثِير مَن ينتظروُنك وقَد طالَ الأمر..

أخرجتُ زفيرًا أنفِّس عَن اكتِظاظ صدرِي وساقَاي لَا تتوقّفان عَن تَسييري بينَ زوايَا الغرفَة، فضَّلتُ التحرُّك علَى البقاءِ جالسًا وكأننِي أبحثُ عَن بقعةٍ ألقِي عليهَا مَا كَدَّ كاهلِي وأعيانِي.

ورؤيتِي لَه لَا يزالُ غائبًا يُثقِل عليَّ الوَزن والهَم..

يومٌ كامِل لَم يعِشه هُو وكأنّه مُزِّقَ مِن كتابِه، ولَا يُعقل أن تتمزّق صفحَة اليَوم أيضًا.

"رِين، هَل يمكنكَ سماعِي؟ أرجوكَ هيّا استفِق، يكفينِي مَا يشغلُ بالِي لذَا حرِّك اصبعَك علَى الأقَل"
أردَفت بصوتٍ مبحُوح إثرَ جفافِ حلقِي ولَا أريدُ أن أجزمَ مرضِي وجسدِي لَا يكسُوه مَا يُدفِّئه منذُ أن أعطيتُ إليانَا معطفِي.

لَا أستطِيع تحريكَ قدمِي خارجَ الغرفَة قبلَ أن يفتحَ عينَه ويشتمنِي أنَا وابنُ عمِّي للحالِ الذِي وصلَ إلَيه مُلقيًا اللومَ علينَا.

كمَا أننِي أحاوِل عدمَ التّفكير بآيدِن وأنَا لَا أعرِف عنهُ شيئًا حتّى الآن..
أريدُ الذهَاب إلَى مركزِ الشُّرطة علَّ لديهِم خبرٌ مَا عَنه وعَن أورورَا.

ولكِن فليستيقِظ هُو أولًا.

طالعتُ جسدَه المُلقَى فوقَ السّرير ولغلافِ الأكسجِين الشّفافي الذِي يُحيطه، وقَد تأزَّمَ عطشِي لأسكبَ القلِيل مِن الإبرِيق رغمَ عدمَ رغبتِي بإدخالِ أيِّ شيءٍ إلَى فمِي. لكِن إعادتِي لَه فوقَ المنضدَة بجانبِه قَد أحدثَ صوتًا لأنتبِه علَى تكوُّنِ عُقدة بينَ حاجبَيه فيتوقّف المَاء فِي حلقِي.

ولَم أكَد أستوعِب أنّ رأسَه مالَ لليمِين لأسرِع بتركِ الكَأس مُندفعًا نحوَ البَاب هاتفًا لإحدَى الممرضَات فِي الروَاق
"يَا حضرةَ الممرضَة، لقَد تحرَّك!"

هِي أسرعَت بدورِها للدّاخل تقتربُ مِنه وقَد بانَ علَى ملامِحه المُنكمشَة أثرُ عودتِه للشُّعور بمحيطِه. بينمَا هِي باشرَت بإغلاقِ الإسطوانَة ترفَع الغِلاف لتفحصَ مَوضِع نبضِه
"يبدُو أنّه بدَأ يستفِيق"

أرخيتُ كتفَاي أترقَّب انفراجَ أهدابِ عينِه وصدرُه بدَأ يسحبُ الهوَاء بشكلٍ أعمَق مُستعيدًا حركةَ جسدِه وهُو يُليِّن أصابعَه. وقَد انفرَجت أساريرِي لفتحِه لعينِه بقلِيل حتّى يعتادَ علَى الضّوء المُنتشر فِي الأرجَاء.

أعادَ إغلاقهَا ليتسنَّى لَه أن يفتحهَا علَى آخِرها مُبصرًا وَجه الممرِّضة التِي تبسَّمَت لَه تُبعد السمّاعة مِن علَى صدرِه
"مِن الجيدِ أنكَ أفَقت. كَيف تشعُر؟ هَل هناكَ ألَم؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 7 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن