لعبَة بخيُوط

27.1K 2.5K 1.6K
                                    


𓆩𔓘𓆪


ربمَا أبدُو أحيانًا غيرُ مفهومَة، تصَرفاتٌ غريبَة، ردودُ أفعالٍ عشوائِية لَيس لَها ملامِح أو تفسِير.

أحيانًا أدرِك أنَّ هناكَ موقفٌ يَحصل لنَا فِي الماضِي، وَ حياتُنا كلُّها تتمحوَر علَيه، يبدَأ منهُ كلُّ شَيء وَ تنتهِي عندَه كلُّ الأشيَاء.

لكِن..

لَا أحَد يفهمنِي عندمَا أخبِرهم بمَا يجولُ بِخاطرِي.

عندمَا أخبرتُهم عَن طريقتِي لإراحةِ ضميرِي، لإخراسِ تلكَ الظِّلال التِي تحاوِل إنتشالِي لأقسَى ذكرَى عِشتهَا، نظرُوا إلَي عَلى أننِي مريضَة، أننِي مَوبوءة، لَم ينظرُوا إلَي عَلى أننِي خائفَة مِن فعلِها بمفردِي وَ أحتاجُ إليهِم..

أصبَحت ضحِية السذاجَة وَ مُفتَقرة للثقَة.

بمجردِ أَن يستغيثَ أحَدهم أجرِي نحوَه لأعطيَه يدِي، لكننِي أُفاجَأ بعدهَا بتكشِيره عَن أنيابِه غارسًا إياهَا فِي لحمِي، لَا أعلَم كَيف أتوقَّف..

كَيف أوقِف تلكَ الصرخَات مِن التعالِي داخِل جمجمةِ رأسِي مثلمَا يعلقُ اللحنُ فِي الأذهَان؟

فِي كلٍّ مَرة أنجحُ فِيها بمساعدةِ أحَد، أتلهفُ لرؤيةِ مَا إذَا اختَفت تلكَ الظِّلال عَن الزّحف لقلبِي، مَا إذَا توقَّفت تلكَ الصرخَات وَ اختفَى ذلكَ الوَجه مِن مخيلتِي..

لكِن دونَ فائدَة..

مهمَا حاوَلت أعودُ خاليةَ الوِفاض..

كلُّ مَا أفعلَه هُو الجرِي هنَا وَ هنَاك دونَ وجهَة مُحددَة، وَ النظراتُ المعاتِبة وَ أصابِع اللَّوم تتهافتُ نحوِي.

هَل مساعدتِي لَها سيُسدد صفعَة لوحشِ ضميرِي هذهِ المرّة؟
سأثبتُ لنفسِي أننِي لستُ بهذَا السُّوء؟

هَل جعلهَا تصنعُ ذكرياتٍ سعيدَة قبلَ رحِيلها سيجعلنِي أشعرُ بالتَّحسُّن وأنّ تجاويفِي غُسِلت مِن رواسبِ مشاعرِي التِي تعفّنت لكبتِي لهَا هنَاك؟

أغلقتُ دفترِي لأضَعه فِي حقيبتِي حالمَا سمعتُ صوتَ طرقٍ عَلى البَاب، حَيث استقمتُ مِن عَلى الكرسِي متوجهةً لفتحِه.

"ظَننت بأنَّ مفتَاح المنزلِ معِي، لكِن يبدُو لِي أننِي قَد نَسيته"

"لَا علَيك، كانَ الصَّباح مليئًا بالتشوِيق والتشوِيش"

يبدُو أنَّه يقلقُ كثيرًا عليهَا.. لَا أعرِف أينَ يضعُها عندمَا يكونُ فِي العمَل.

"أينَ هِي؟"

"بعدمَا أعددنَا طعامَ الغدَاء معًا طَلبت منِّي فجأَة أَن تَرى زوجَها، وَ ذكَرت أشخاصًا كُثر لَم أعلَم مِن أينَ أجلِبهم.. لذلِك لجَأت للمهدِّئات"

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن