𓆩𔓘𓆪تبًا..
هِي باشرَت بفتحِ القالبِ لغرزِ شوكتهَا داخِل طبقاتِ الكعكَة، ولَا تتوقّف بناتُ مُقلتيهَا عَن الإنهمَار فوقَ وجنتيهَا المحمرّتان إثرَ تأجُّج غضبهَا كلّ ثانيَة، لأرطِّب حلقِي أهمِس علَى مسمعِ رِين الذِي يجلِس بجانبِي يُطالعها هُو الآخَر بنظراتٍ مُضطربة
"ماذَا علينَا أن نفعَل؟ إنّه القالبُ الثّاني الذِي تلتهمُه أورورَا وتكادُ تُنهيه! افعَل شيئًا ودعنَا نحاوِل إخراجهَا مِن طقوسِ حزنهَا تِلك""وماذَا عسَاي أن أفعَل؟ أعِد لهَا كعكَة أخرَى كَي نضمنَ سلامتنَا مِن عاصفتهَا تِلك؟ أخشَى أن تغرزَ شوكتهَا فِي عينِي المُتبقيّة لأغدُو ضريرًا يتسوَّل المساعدَات حتّى يلفظَ نفَسه الأخِير"
هُو تمتمَ فِي شيءٍ مِن التّوجُّس لَكونِ القالبِ يكادُ ينتهِي، وحالمَا فرّقت بينَ شفتَاي رغبةً بالرّد علَيه انتفضَ كلانَا لغرزهَا للشّوكة فِي همجِية داخِل لُبِّ إحدَى حبّات التُّوت الأزرَق وسطَ حدِيثها بنبرَة ساخطَة ومُتألمَة فِي الوقتِ آنِه"آيدِن وَغد هارِيس الذِي يظُن نفسَه سببَ عيشِ الأمَّة لماذَا علَي تذكُّره حتّى فِي الحلوَى! منذُ متَى وستائِر منزلنَا زرقَاء؟"
"ا أورورَا مَا رأيكِ أن تتوقّفي عَن تناولِ هذَا الكمِّ مِن السكَّر أولًا والبُكاء ثانيًا؟ وبعدهَا.."
"طالمَا أنّه لَم يعُد يريدُ بقائِي بجوارِه فلتخرُج كلماتُه مِن رأسِي.. تارةً يسحبنِي نحوَه وتارةً يركلنِي نحوَ المنحدَر! هَل كانَت والدتُه تضعهُ فِي حضانةِ الطّواوِيس ليتبجّح أمامِي بعينَيه اللتانِ سأفقسهمَا يومًا!"
هِي هتَفت فِي إنفعالٍ يخالطُه الإحبَاط وسطَ كفكفتهَا لدموعهَا التِي لَا تكفُّ عَن التدفُّق مِن مدمعيهَا، لتنزلَ حدقتيهَا المحمرّة حالَ إدراكهَا أنّ لَا شَيء قَد تبقّى مِن الكعكَة فتزمُّ شفتيهَا نحوَ رِين الذِي سارعَ بالنّفي لهَا مُردفًا بنبرَة قاطعَة"لَن أجازِف بكِ وأدعكِ تبتلعينَ قالبًا ثالثًا يَا أورورَا، لقَد إلتهمتِ ثلاثةَ ألوَاح مِن الكاكَاو قبلَ ذلِك! هَل تريدينَ أن يتمَّ نقلكِ للمشفَى وتتقيَّأي كلّ مَا حشوتِه فِي معدتِك بسببِ ذلكَ المُدلّل؟"
"هذَا مَا أحاوِل فعلَه، أريدُ تقيُّؤ جرثومَة آيدِن مِن داخلِي"
أردَفت بصوتِها المهزُوز إثرَ استمرارِ نزيفِ عينيهَا منذُ عودتنَا مِن منزلِ هارِيس، وقَد تركَت الشّوكة علَى الطّبق ويدُها تتمسّك بقلادتهَا، إلّا أنّها سُرعان مَا أظهَرت ملامِح الإنزعَاج وهِي تنتزعُها مِن حولِ عُنقها لتضعهُ فوقَ الطّاولة مكملَة فِي تذمُّر"ذلكَ الرّجل المُتغطرس سيُفقدنِي صوابِي حتّى وهُو بعيدٌ عنِّي!"
"أورورَا فقَط توقّفي عَن التّفكير بِه ولَا تكترثِي لأمرِه، آيدِن يُكمل يومَه بشكلٍ طبيعِي بينمَا أنتِ تحاولينَ القضاءَ علَى نفسِك وتنغيصِ يومِك!"
نبستُ فِي شيءٍ مِن العِتاب وأنَا أحاوِل مسحَ ملامِح الضِّيق والوُجوم مِن علَى وجهِها، غيرَ أنّها تتصرّف وكأنّها لَا تُبصرني أنَا ورِين، إذ نهضَت وهِي تأخذُ بالطّبق تجاهَ المطبَخ تُكمل سلسلةَ تذمُّراتها مِنه وألقابهَا تِلك.
أنت تقرأ
أتاراكسيا
Romance⚠️ الرواية مُصنفة للبالغين لاحتواءها على بعض مشاهد القتل والمعلومات النفسية الحساسة، وربما بعض أفكار الشخصيات المشوهة فكريًا قد تؤثر على عقول من هم صغار في السن، الرواية تخلو من أي إيحاءات أو مشاهد تمس أخلاقي كمسلمة. ________________________________...