الغُمَّيضة فِي بريطانيَا

147K 5.3K 35.8K
                                    

𓆩𔓘𓆪

وكانَ لابدَّ

مِن

قتلِ

والدكِ

"و والدِي؟"
همستُ لنفسِي وساقَاي أصابهمَا الرَّجَفان وكأنّ قلبِي ينبِض فِي كعبِ قدمَاي، ولَم أصدِر أيّ حركَة وكأنّني توقّفت مَع دورانِ مُحيطي..

أنفاسِي باتَت تُسحَب ولستُ أزفِرها، وقَد نفيتُ برأسِي ببطءٍ شدِيد لشدّة إحساسِي بثقلِه وعنقِي يكادُ يتشقَّق لحملِ وزنِه. ومِن هدُوء نظراتِه نحوِي عدتُّ للنفِي بشكلٍ أسرَع أغرِس أظافرِي فِي لحمِ ذراعَي وأنَا أعانِق نفسِي نابسَة بصوتٍ سيجثُو علَى الأرضِ مِن هشاشتِه قبلَ أن يصلَ لمسمعِه

"لَا تتحدَّث عَن أبِي، أنتَ تكذِب.."
شهقَة سالَت مِن بينِ شفتَاي وكأننِي عدتُّ لسماعِ جملتِه إثرَ جديةِ ملامِحه لألتصقَ بزاويةِ الجدَار أكثَر أعتصرُ نفسِي هاتفَة فِي وجهِه حتّى تخدَّش حلقِي

"أنتَ تكذِب! أنَا لَن أصدِّق شخصًا مثلَك ليتلاعَب بعقلِي!"

لَن أصدِّق كلامًا كهذَا..

ل لماذَا لَا يضحَك ساخرًا لأفهمَ أنّها إحدَى طُرفه؟

شفتَاي ارتجَفتا لبقاءِه ثابتًا واقفًا أمامِي لأتُمتمَ أنكِس رأسِي ودمائِي بدَأت تبرُد حتّى أصابنِي الخَدر
"أنتَ دومًا تكذِب.."

"لَم أرِد أن أقدِّم عزائِي لَك بتلكَ الطّريقة يَا ابنتِي، ولكنّه حَارٌ للغايَة أليسَ كذلِك؟"

"لَن أستمِع إلَى مخادعٍ مثلِك!"
صَرخت ضاغطَة علَى صدرِي برفعِ صوتِي وقَد وضعتُ يدَاي علَى أذنَاي أسيرُ  إلَى زاويَة أخرَى بعيدَة عَنه أحاوِل تهدِئة وَتيرة تنفُّسي بتحسُّس القلادَة وكأنّها يدُه.

لَا بَأس يَا أورورَا..

أفيقِي.

أنتِ تعرفِين داميَان جيدًا، هُو دومًا يتلاعَب بالعقُول وكأنّها قوالِب مِن الصّلصال يُشكلها كمَا يُريد، وأنتِ لَن يَنطلِي أيُّ شيءٍ مِن كلامِه علَيك، أنتِ لَن تصدقِي أيّ شَيء ممّا يقُول لأنّه يُريد إخضاعكِ وحَسب.

داميَان دومًا يكذِب.

لَن تكونَ هذهِ هِي الحقيقَة الوحيدَة مِن بينِ كومةِ أكاذيبِه..

لَن تكُون..

انكمشتُ علَى نفسِي لسماعِي لخطواتِه تقترِب لأناجِي الزّاوية بشيءٍ مِن الأمَان عبرَ جانبيهَا فيردِف بنبرَة حقنتنِي بمزيدٍ مِن البرودَة

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن