في إحدى ليالي الشوق القارصة ، يجلس سان كعادته امام النافذة بعد أن باءت محاولات النوم بالفشل ، قبل ساعات جعل ريو تنام وحاول النوم بجانبها لكن انتهى به الأمر يبكي بجوارها فاختلى بنفسه في غرفته خوفاً أن يوقظها
شرد محدقاً بكف يده الملفوف بالقطن والشاش ، ثم تنهد بأنفاسٍ ثقيلة ومرتجفة وخافت ذاته قائلاً:"تستحق هذا" تنفس ببطء ثم ضم ساقيه إلى صدره
عندما تذكر سان أن تلك اليدين ارتفعت على وويونق انهار غضباً وضرب زجاج المرآة بيده بعنف حتى نزفت الدماء منها..كان يعاقبها على كل مرة لمست وويونق بأذى
حتى هذا لا يكفي بالنسبة له ، كرههُ لنفسه يزيد مع مرور الثانية والندم حتى الآن ينهش به والحزن يرقد في قلبه ، تعب من العيش مع تأنيب الضمير هذا هو يحتاج إلى وويونق بعد كل شيء..
لا يمكنه أن يتظاهر بالصلابة بعد الآن ، سان اصبح ضعيفاً جداً بدونه ، الجميع يلاحظ شحوب وجهه الذي يُغطيه الحزن ويتهامسون فيما بينهم عن ما الذي اوصل تشوي سان إلى هذا الحال سوى غياب وويونق الذي كان بهجة هذا المنزل بالذي فيه
حتى ابنته فشل بأن يتظاهر امامها فلابد أن تتساءل ريو عن وويونق كل يوم بتعابيرها الحزينة ونبرتها المنكسرة وتسأل والدها ألم يعد وويونق يحبهما بعد الآن فتدور جملتها برأسه ويهرب متألماً لفكرة أن وويونق قد يكون نسيهم فعلاً
سان لا يريد أن ينساهم وويونق ويغيب عنهم اكثر من ذلك ، كل ما يتمناه أن يعود وويونق إلى احضانه ، عليه العودة حتى يعرف عن مشاعر سان له وتأسفه وندمه عما ارتكبه بحقه..
ربما افترقت دروبهم ، ربما قد خسروا بعضهم البعض لكن حبه لوويونق أصبح حقيقياً ولا يقدر أن يتخلى عن هذا الحب ابداً حتى لو كان وويونق يمقته
بدأ أن يبكي سان بحرقة ويكرر كلام عشوائي مترجياً إلى صورته هامساً:"انا آسف وويونق..انا احبك..ليتني اعثر عليك فقط انا ضعيف ومرهق بدونك.."
يشعر بداخله بأنين صامت ، يتمنى لقاه ولو صدفة فقط يطمئن قلبه أن وويونق اصبح على الأقل قريباً منه..
وككل ليلة مريرة ينتهي فيها الصراع بشكلٍ مؤقت بذهاب سان إلى النوم بوقت شروق الشمس بعد نوبة من بكاء ، مجدداً حياة متكررة لم يطرأ التغيير عليها بعد ، لازالت حياتهم بائسة ومتهاوية بدون وجود وويونق
...
صباح اليوم المنشود مع لحظات الوداع ، كان هونقجونق يواسي امه و وويونق يُعانقها قبل أن يتحركوا مغادرين لأنها حساسة جداً ما إن تعلق الأمر بهم