تيبس جسد وويونق وهو يحدق بالأرض بعينان متوسعة ، هناك من دفعه من امام السيارة وهو متأكد لأنه شعر بتلك الدفعة القوية التي اوقعته ارضاً ولم تصدمه السيارة كما ظن لوهلة
هز وويونق رأسه بخفة وهو خائفاً من رفع رأسه ، خائف من أن يكون ما بباله صحيحاً ، احس بأن انفاسه تثاقلت فجأة حينما سمع اصوات الناس من حوله
رفع رأسه واستدار بخوف لتقع عيناه على ابشع ما رأت ، جسد سان ممد أرضاً دون حراك ، مُلقى على وجهه والدم يسيل بغزارة من أسفل رأسه..
باقة الورود باتت منثورة من حوله فإختلط لونها الأحمر بدمائه ، تجمد وويونق بمكانه عاجزاً عن الحركة من هول صدمته بما يراه
اصبحت دموعه تتدافع على خديه وطنين عالي بأذنه شتت كل ما كان بعقله وقلبه راكزاً ، إحتشاد المشاة حول ذلك الجسد الهامد منعه من مواصلة رؤيته..
فنهض وويونق بثقل وتقدم عند تجمع الناس دافعاً كل ما يعيقه عن الوصول إلى سان ، فلما صار أمامه تمنى أنه لا يبصر كيلا يراه بهذا المنظر الموجع
جثى وويونق غير مبالياً لألم ركبتيه وامسك بجسد سان بأيادٍ مرتجفة ليديره، وضع رأسه الذي ينزف بحضنه ليرى وجهه كم هو متأذٍ وملامحه تغطيها الدماء
"سـ-سان.." همس بصدمة وبصعوبةٍ قد نطق بإسمه كما لو أن هناك اشواك عالقة بحلقه ، مرر يده بخوف على وجنته بينما كان يردد إسمه بخوف..
"ارجوكم اتصلوا بالإسعاف بسرعة هو ينزف كثيراً" صرخ مترجياً من يحاوطونهم ، اوجست نفسه على سان فأصبح يبكي بعلوٍ ويرجف من شدة صدمته وخوفه عليه
مذعوراً هو من الدم الذي يسيل من رأس سان دون توقف
فهمّ بإحتواء جسد سان بالكامل داخل حضنه وبين اذرعه يعانقه بقوة عله يجعله يدرك أنه معه ولن يتركه..
"افتح عيناك سان ، ا-انا هنا..انا هنا لن اتركك" همس بين شهقاته واخذ يمرر إبهامه برقة على جفونه الناعمة ظناً أن سان سيتجيب معه ويفتح عيناه حينما يسمع صوته..
لكنه لا يستجيب ، بل حتى نبضاته اصبحت أرهف لدرجة لم يعد وويونق قادراً على سماعها مما دبّ الرعب بقلبه..
"سـ-سان ارجوك لا تفعل هذا بي توقف عن إيذاء مشاعري هكذا ، انا خائفٌ عليك لا تفعل هذا هيا إفتح عيناك"
كان يصرخ ويصرخ ويأخذه في حضنه راجياً تيقظه ، كان بذلك الـ آن متأذٍ اكثر من اي مرة أذاه بها سان ، فهو بهذه الحالة بسببه كما يظن..لأنه انقذه وتلقى عنه الإصطدام
