مساء ذات اليوم ظل وويونق حبيس غرفته ، لم ينل من عزلته هذه إلا التحطم والونى ، كان يبكي بحرقة شديدة ، لم يعد هناك فيه شيءٌ ملتئم منذ أن عاد
"لماذا تستمر بأذيتي سان ، لماذا.." شكى بقلبٌ رهيف كأنه يعير سان سراً فرصة للتبرير..باتت تلك الوسادة التي بكى عليها رطبة فلقد امتصت كل دموعه..
تجاهل طرقات الباب ونداء هونقجونق وسونقهوا يطالبون بفتح الباب حتى تطمئن قلوبهم على ذلك الذي حبس نفسه بالداخل بدون سابق إنذار
في حين كان وويونق يظن أن العزلة هي الحل الأمثل كان مخطئاً نسبياً ، مسح دموعه بخشونة ثم قام ليفتح الباب سامحاً لسونقهوا بضمه وهو مرعوباً عليه..
"لا يُمكنك أن تفعل هذا بنا وبنفسك ، خفتُ عليك.." اردف سونقهوا مخاطباً إياه بوطيٍ ، كان بحضنه يبكي فاتراً قلوبهم عليه من قلقهم وإستيائهم لحزنه
"انا اشعر بالضعف هذا الشعور مؤلم جداً سونقهوا..لا اريد أن اضعف وألين لـ سان كلما فكرت بهذا لوهلة اتذكر كيف عذبني ودمر حياتي.."
"انا اتألم لأني اقسو عليه ، لكن لا يُمكنني أن اتغاضى عن كل ما فعله بي بهذه السهولة واسامحه..انا لا احتمل رؤية سان بهذا المنظر لكن ما لي أن افعل؟ اخبرني سونقهوا"
في كل حرفٍ يشكو خلاله لابد أن تمر لمحة من الماضي والحاضر في آنٍ واحد ، حينما يرى شر سان في الماضي لكن الحاضر كل ما يراه هي الطيبة والحب..
إبتسامة الخبيثة ونظراته الكارهة ، والآن إبتسامةٌ باهتة ونظرة تتيم ، لكن بعد كل شيء باتت ثقته به ممحية ، إنعدامها قد تمنع تبادل الفرص و وويونق يملك رهاب من الثقة والعلاقات بعد الصدمات التي تعرض لها ، فلا مجال
ساعده سونقهوا بالجلوس أعلى السرير واخذ مكاناً بجانبه أما هونقجونق فتمسك بيديه وقرفص وصاده..
جمع سونقهوا الهواء برئتيه قبل أن يُردف بـ:"انا أعلم بما تشعر به تماماً ، يتحتم على قلبك أن يرق في تلك الحالة أتعلم لما؟"
نفى وويونق اثر سؤاله ، ابتسم سونقهوا ليمسح على شعر وويونق بلطف..كان تماماً مثل ابٍ حنون يستمع إلى طفله الحزين
نظر صوب عينا وويونق المتلألئة وخافته بصدق:"لأنه يُحب..قلبك مازال حتى الآن ينبض لأجل سان لكنك تُقنع نفسك أن الحب رقد ميتاً..وويونق الحب لا يموت إلا إن تنازل عنه الطرفين وحبكما مازال حياً وينمو ، انت تُحب سان ، وسان يُحبك انا واثقٌ من هذا"
هم وويونق بتشتيت نظره على كل ما يكمن في الغرفة ، علم سونقهوا أنه بهذا سيحاول الإنكار وبالفعل هتف بعد ثوانٍ:"هذا ليس صحيحاً ، سان قتل الحب الذي جمع بيننا ولن يعود للحياة ابداً"