𝟑𝟖

260 22 1
                                    

مرت أيام الأسبوع الأول وكان يحاول سان مع وويونق مراراً وتكراراً لكنه يرفض سماعه ويستمر بتجاهله ، تركه وويونق خائباً مرة واثنين وثلاثة حتى السابعة ، وسان لم يفقد الأمل حتى حين يجرحه وويونق بالكلمات..

بل واصل انتظاره أمام الجامعة يومياً ، وهذه هي المرة الثامنة من الأسبوع الثاني حيث يقف سان منتظراً خروج وويونق بكل تلهف وعيناه تائقة للمحهِ

كان يستند على سيارته وما إن لمح وويونق استقام ليقف ثابتاً وتمكنت منه الإبتسامة عند اللحظة التي تقابلت فيها أعينهم..

كان سعيداً برؤيته رغم أن كل ما يقابله هي نظرات باردة من وويونق ، تقدم ليصبح امامه وكان على وشك الحديث لكن وويونق صاح به بصوتٍ خافت..

"ما مشكلتك ألا تتعب من ملاحقتي؟ ، قلتُ لك اكثر من مرة ابتعد عن حياتي انا اكره وجودك حولي"

"لا اتعب ولن استسلم حتى تسامحني وترضى عن سماع ما اريد إخبارك به" كان رد سان هذا يجعل من وويونق يستشيط غضباً..فبأي حق يريد منه مسامحته!..

"وانا لن افعل فتوقف عن الحوم حولي وملاحقتي..إنسى ان اسامحك على اخطائك بحقي لأنها لا تغتفر سان!..فقط إبقى بعيداً عني"

بصق كلماته و استدار إلا أن سان تمسك بمعصمه وترجاه اكثر من مرة أن يستمع إليه لكن ككل مرة دفع يده فظل سان وسط الطريق وحده وكلمات وويونق تتردد في عقله

...

عاد وويونق إلى المنزل مشتت ومزاجه لم يكن صالحاً للرد على نداء هونقجونق، دخل إلى الغرفة مباشرةً وهبط على السرير ، غطّى وجهه بيده وبات يبكي بصمتٍ تام

مشاعره كانت معقدة ، يتفاداها احياناً لكنها تعود لتغزوا قلبه وتقيم به حرباً لا تنتهي ، مسح وجهه مزيلاً دموعه وقام ليرى ما الذي يريده هونقجونق فلقد ناداه اكثر من مرة

"خذ ، قال العامل أنها لك ، مِن مَن يا تُرى؟!" هتف هونق ومدّ باقة الزهور التي استلمها تواً من العامل ، استغرب وويونق واخذ يبحث لربما يجد بداخلها اي بطاقة

وجدها وكانت عبارة عن رسالة والمكتوب بداخلها كان 'انا آسف..احبك جداً' ادرك وويونق من ارسلها ليتنهد بإختناق

ذهب إلى المطبخ ووقف امام صندوق النفايات علق بصره على باقة الورود التي بيده غاوياً رميها في القمامة..

وهذا ما كان موشكاً على فعله لكن فجأة شعر بوخز في قلبه منعه من الإلقاء بها ، لم يطاوعه قلبه على فعل هذا

"لا يُمكنني.." همس بها وضمّ الزهور إلى حضنه ليستنشق أريجها الطيب ، كم يعشق وويونق عبق الزنبق ، استنشق اعمق نفس من الزهور لتنمو على ثغره إبتسامة واسعة

بحث عن شيء غويط ليضع فيه زهوره مع الماء ، خائف عليها أن تذبل ، وجد مزهرية زجاجية ليبتسم براحة ، قام بوضع زهوره فيها وسكب القليل من الماء بها..

خرج من المطبخ بينما يستنشق رائحتها ليظهر هونقجونق أمامه فجأة وهو يرفع البطاقة امام وجه وويونق ويصرخ بحدة

"علمتُ أنها من سان!"

انتشلها منه بسرعة وتمتم بصوت غير مسموع:"همم اجل هي كذلك" ثم خطى الى غرفته والآخر لحق به ليراقبه يضع الزهور بجانب النافذة بحذر ووقف يتأملها مع ضوء الشمس بإبتسامته الرقيقة..

"ا-انت تبتسم هكذا لأنها من سان أم لأنها تُعجبك؟" سأل هونقجونق بصدمة وكان الآخر جدياً للغاية في إجابته..

"لا اهتم مِن مَن تكون..هي تُعجبني فقط انا..احب الزهور"

"والآن هيا قم وجهز نفسك ، سنخرج" أضاف وإتجه إلى الخزانة لينتقي ثياب مناسبة ، سأله هونغ بتعجب:"أين سنذهب؟"

أجابه:"وعدتُ ريو بالخروج لنقضي اليوم معاً..تعلم سنعود إلى بوسان بعد أن ينتهي هذا الأسبوع ولا اريد أن اتركها قبل أن اعوضها عن الأيام الماضية"

"لكن هل يعلم سان بشأن هذا اعني..سمح لك بأخذ ابنته!"

"طبعاً..البارحة اتفقت مع يونهو وقلت له أن يأخذ موافقة والدها قبل أن نفعل.."

"حسناً فهمت الأمر الآن ، لكن ما دخلي بالموضوع وويو هي حتى لا تعرفني" تذمر ليتمدد على السرير بإحباط..

تخصر الاصغر امامه وصرخ:"سونقهوا ليس موجود هل تريد الجلوس لوحدك هنا؟"

"لا ، لكنني لم اقابلها قط..هي تعرفك وتحبك لذا مستحيل أن تتأقلم معي وانا لن اسمح لك أن تأخذني كمزهرية ايها الاحمق"

"مزهرية؟ اتقصد كهذه؟" هتف مشيراً إلى المزهرية التي وضعها على المكتب قبل قليل ليحصل على ايماءة متمللة من الآخر

ضحك وويونق بقوة بينما يقول:"انت لا تعلم ما أروع أن تكون مزهرية في هذا العالم البائس ، لا تفكر في الأمر كأنه مُهين ، أن تكون مزهرية افضل من أن تكون إنسان"

ربما شعر هونقجونق أن وويونق جاداً اكثر من اللازم لهذا صرخ:"لماذا علي أن افكر في كوني مزهرية وانا يمكنني أن أصبح شيئاً أكثر فائدة!"

رفع وويونق كتفه بلامبالاة وردّ اثناء وضع الثياب على السرير:"احترم رأيك ربما أن تكون شيئاً آخر أفيد ، لكنني أُفضل المزهرية"

"لا أعلم كيف جاريتك بموضوعٍ كهذا ، انا سأذهب لأبدل ثيابي"

وبعد مدة ليست طويلة اصبح الإثنان جاهزين و وويونق تلقى رسالة من يونهو تُعلن عن وصولهم أمام المنزل..















































































𝐑𝐈𝐏, 𝐥𝐨𝐯𝐞 | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن