الفصل الثالث والعشرون

28 1 0
                                    

  الفصل الثالث والعشرون

بعد مرور  شهرين
فى بناية احفاد عبد القادر التى سوف يسكنون بها بعد اتمام الزواج
كان كريم يقف فى شقته مع مهندس الديكور ليكى يضعوا الامسات الأخيرة
وأثناء حديثهم خرجت سلمى من غرفة النوم وقالت
ـ كريم عوزاك ثانية
ثم استأذن كريم من المهندس و دلف إليها اللى الغرفة وقال
ـ اى ياحبيبى
ـ اى اللون ده ياكريم
ـ مالو ياحبيبتى اللون حلو صح عجبنى بردو
ـ بس مش ده اللون اللى اخترته ياكريم
ـ ازى ياعنى انتى اللى مختارة وبعتيلى صورته وعملت زى منتى عوزة اى الجنان ده بقا
ـ ياكريم مش نفس الدرجة اللى فى خيالى
كريم بنفاذ صبر ـ يارب الصبر
ـ امال اى ياحبيبتى اللى عوزه
ـ اللون اللى ما بيض الابيض و اول درجة فى البيچ اللى هى بعد الافويت علطول
لم تتلاقى منه اللى الصمت
سلمى ـ معايا ياكريم
ـ ايوا عوزة اى بردو
ـ مش فهمتنى ياكريم بردو
ـ افهم اى يا منيلة على عينك انتى هه وانا هدخل خيالك أنا اعرف منين
بقولك اى هو اللون ده تحفة وعجبنى اسكتى بقا. بطل تطلعى افتكاسة كل شوية
ـ اخص عليك يا كريم كدا تزعلنى
بعدين دى حاجة مهمة اوى دنا كل يوم هصحى وشى فى وشى الحيطان ولازم تكون حلوة عشان تفتح نفسى على اليوم كدا
ثم اقترب منها وامديت زراعيه وحاوطها من خصرها قربها إليه
ـ مانتى يا فراولة انتى هتصحى كل يوم على وشى وانتى فى حضنى بذمتك عوزة حلاوة اكتر من كدا
سلمى بخجل ـ كريم ابعد كدا عيب الناس بره
ـ امشيهم
ـ كريم ابعد كدا عيب مش ينفع
ـ عيب اى يا موكوسة أنا جوزك
ـ طب ابعد بقا اله
ثم مال كريم و اخطتف قبلة من ثغرها سريعة وابتعد
سلمى بوجه شديد الاحمرار ـ سافل يا قليل الادب
ـ اى يا سوسو دى تصبيرة بس ولا اى ثم اختتم كلامه بغمزة أثارت ربكتها وتركته وخرجت لكى تواصل فى تدقيق الشقة والتهرب من نظراته التى اخجلتها
......................................
يحيى ـ اى يا حبيبتى خلصتى
ـ خلاص بخلص اخر رسمة اهو
قالتها ليلى وهى ترسم على حائط غرفة المعيشة بعد أن قررت بأن ترسم ديكورات شقتها بنفسها
ـ ياحبييتى مكنش لى لأزمة تعبك ده كنت جبت حد كويس
ـ ازى ياعنى اخلى حد يرسم حاجة فى شقتى وانا موجودة
بعدين تعال قولى اى راقيك
جاء يحيى من خلفها احتضنها من خصرها كان ضهرها يستند على صرده وكانت رأسه تتكى على كتفها وقال بصوت حنون
ـ جميلة زى اللى رسمتها
ثم اختتم جملته بقبلة على وجنتها
ليلى بخجل
ـ يحيى
يحيى وهو يدفن وجه فى جوف رقبتها
ـ عيونه
ـ هتعمل اى مع ماما
أحست ليلى بتشنج جسده ثم التفت إليه وقالت
ـ كفاية مشاكل يا يحيى أنا تعبت بجد من ساعت ما اتكتب كتابنا وهى مش بتتعامل معايا خالص وانت كل يومين والتانى بسمعك وانت بتتخانق معها واقول معه حق ماهى سبب بعدنا عن بعض ولسا مش عارفين اى السبب الرئيسي بس انا تعبت ياحبيبى نفسى نعيش مع بعض حياة هادئة من غير مشاكل
يحيى ـ وانا رافض ياعينى ياليلى هى اللى مش عوزانا نكون مع بعض ابدا ولسا معرفش اى السبب بس هعرف اكيد قريب ماهو مش معقول عشان السبب ده بس اكيد فى دافع وراه وسبب عدوتها مع امى فى حاجة مش مظبوطة
ليلى بحزن ـ بابا وماما معاملتهم بقت غريبة اوى الفترة دى بقا فى مشاكل كتير وبابا بقا بيتجاهلها عكس المعتاد كان بيصلحها لما بتزعل دلوقتى بحسه معتش همو كذلك ماما معاملتها معانا اينعم هو مافيش معاملة من الاول بس دلوقتى زاد اكتر ومشاكلك معها ومع ممتك والفرح أنا مضغوطة اوى يا يحيى ومخنوقة نفسى بالى يرتاح شوية
ـ حزن يحيى على حالتها ثم جذبها اللى أحضانه وظل يمسد على ظهرها وديه الاخر تمسد على شعرها أسفل حجابها
وقال ـ ارتاحى ياحبييتى حضنى موجود عشانك انتى بس تعالى اشكى همومك ليا وانا هسمعك واخدك فى حضنى واخبيكى فيه طول منا معاكى مش تشيلى هم ابدا ياريت اقدر اسحب كل الحزن اللى جواكى واخده جوايا واسيبلك الفرح وراحت البال بس
أخرجت رأسها ومازال جسدها محاوط فى أحضانه
ـ أنا بحبك اوى يايحيى
ـ ويحيى بيموت فيكى
ثم قبل جبهتها وادخلها فى حضنه مرة اخرة ظل يمسد عليها وكانه يزيل عنها همومها
.....................................
دخلت رحاب اللى غرفتها وجدت عبد القادر يجلس ومعه اوراق ينظر فيه
ـ بتعمل اى يا حج
رفع نظره وقال بابتسامة
ـ تعالى ياحبيبتى اعدى جمبى
ـ مش هتقولى اى الورق ده
ـ ده ورق توزيع الورث
شهقت رحاب وقالت
ـ بعد الشر عليك يا حج اى الكلام ده و ورث اى اللى وزعته من دلوقتى
ـ دى سئنة الحياة يارب رحاب هيجيلى يوم اكيد
رحاب بدموع ـ ربنا مايحرمنى منك ابدا اوعى تقول كدا تانى ازعل منك ولله
عوز تسبنى يا عبده وابقا لوحدى حياتى من غيرك مش ليها معنى
اخذها عبد القادر فى أحضانه
برغم كبر سنه و شخصيته التى تهابه الجميع اللى أنه مع عائلتى وخاصة رحابه يتبدل
فإنه دائما لم يخجل من إظهار حبه إليها وكيف وأنها رفيقة ضربه و حبيب فواده
ـ انتى عارف انى مش بحب اشوف دموعك صح لى بقا كدا
ـ مش متخيلة اليوم اللى هتسبنى فيه وانبى بلاش السيرة ولا تفكر فى كدا تانى
ـ خلاص يا ست حقك عليا مش هقولها تانى
نظرت إليه وقالت
ـ بعد كل السنين دى كلها عمرى حبى ليك ما قل يا عبده لسا بحبك واكتر من الاول
عبد القادر بنبرة صادقة
ـ أنا بشكر الظروف اللى خلتنى اشتغل فى محل ابوكى وخلتنى اشوفك
قطع حديثهم فتح باب الغرفة على مصرعه ثم دخل ريان وقال بصوت عالى
ـ أنا جعاااان
عبد القادر وهو يلقى عليه الوسادة وقال
ـ انت يا حيوان يالى داخل زريبة ماتخبط على الباب
ـ منا خبطت يا جدى بس محدش فتح شكلك مش سمعت
ثم أكمل بنبرة خبيثةـ وهتسمعنى ازى وانت مش سامع حد غير ستى ولا اى يا رحاب
ثم اختم كلامه بغمزة اخجلت رحاب وقالت
ـ بس ياولا عيب
عبد القادر ـ عيب هو ده لاقى حد يربيه أبوه وأمه مش فاضين ناقصين احنا قلة ابدا
ريان ـ ماهو تربيتك ياجدى اله
المهم سمعت ياستى انك عاملة بشامل هاتيلى حطة اصل واقع من الجوع
رحاب بنبرة حنونة ـ ياحبيبى يابنى تعال احطلك ياحبيبى
ثم خرجت وذهب معه اللى المطبخ
عبد القادر بضجر ـ ابو تربيتك ابوك فوق شايف مصلحته وبعتك ليا أنا تقرفنى
ـ اله هتحسد ابنك ياحج ولا اى
هذا ما تفوه بيه ريان من جانبه
انتفض عبد القادر من مكانه وقال
بسم الله الرحمان الرحيم أنا طلعت منين يلا
ريان ـ منا رجعت قولت اعد اسليك مش اسيبك لوحدك ابدا
ـ هات حضن يا جدى
ـ ابعد يلا من هنا
..............................
فى العيادة النسائية
كان اليوم موعد فحص سارة وكان معها أسامة
فى غرفة الطبيبة أثناء الفحص
ـ لا عال اوى يا مدام سارة ضغطك كويس وكله تمام
أسامة ـ طب الحمد لله
سارة ـ طمنينى يا دكتور وضع البيبى كويس
نظرت الدكتور اللى الشاشة العارضة صورة البيبى بتفحص ظلت تنظر إليها فترة
لاحظ اسامة وقال بنبرة قلقة
ـ اى يا دكتورة فى حاجة ولا اى
سارة ـ ابنى وكويس فى حاجة
الدكتورة ـ الحمد لله هما كويسين مش فيهم حاجة
سارة واسامة فى نبرة واحدة
ـ هما مين
الدكتورة ـ مبروك حضرتك حامل فى توائم
سارة واسامة بصدمة
ـ اى
يتبع .........
بقلم / رانيا مختار

البيت بتكوا 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن