الفصل السادس والعشرون

32 2 0
                                    

                       الفصل السادس والعشرون

بعد انتهاء ليلة الحنه صعد الجميع إللى منازلهم
دلفت هناء إلى شقتها تزامن مع خروج اكرم من غرفته
هناء ـ اكرم تحب احضرلك عشاء
ـ لا شكرا مش عوز اتعبك
ـ تعب اى يا اكرم مافيش تعب خالص استنا هحضرلك حاجة خفيفة بسرعة
وأثناء سيرها استوقفها جملته حين قال
ـ مش معنى ياهناء
هناء بعدم فهم
ـ مش فاهمة قصدك اى
ـ الاهتمام اللى ظاهر ده مش معنى
هناء ـ اى اللى بتقوله ده يا اكرم انت جوز وطبيعى اهتم بيك
ـ بس ده مكنش تابعك معايا يا هناء اى اللى جد
ـ فؤقت يا اكرم
اكرم بسخرية
ـ فؤقتى واى اللى فوئقى وغيرك كدا
ـ قصدك اى يا اكرم مش فاهمة تقصد اى
ـ اقصد انى كنت غبى طول السنين اللى فاتت دى واخيرا صحيت بس متأخر للاسف
هناء ـ اكرم انت...
ـ مالك مصدومة كدا لى بس احب اقولك صدمتى فيكى كانت أكبر يا هناء
ـ اكرم اسمعنى
ـ خلاص ماعتش فى حاجة تتسمع كله بان
انا سمعتك انتى ومرات اخويا واكتشفت انك وخدانى كبرى بس عشان توصلى للعوزه وخلاص
هناء وسط شهقاتها
ـ يا اكرم اسمعنى بس
ـ بس اخرسى خالص مش عوز اسمعك أنا اللى مصبرنى لحد دلوقتى هو عشان بناتى بس يكون فى علمك بعد فرح بنتك واطمن عليها مش عوز اشوف وشك ابدا ده هنا انتى فاهمة
هناء ببكاء وهسترياء لعدم تقبلها
ـ لالا يا اكرم عشان خطرى اسمعنى أنا ولله العظيم فؤقت وكل اللى كنت حاسه ده كدب ولله صدقنى أنا ولله اكتشفت انى مش بحبه ده كله بسبب عندى عمى قلبى وخلانى اعمل كدا صدقنى ولله أنا اكتشفت ده متأخر بس ولله عمرى ما تعديت حدودى ولا عملت حاجة غلط صدقنى عشان خطرى أنا مليش غيرك يا اكرم وليك حق تزعل منى وكمان تكسر راسى معاك كل الحق بس اوعى يا اكرم تسبنى أنا اكتشفت أن حياتى من غيرك مش حياة مش هقدر ولله اخسرك انت وبناتى عشان خطرى يا اكرم ادينى فرصه واحدة بس ابوس ايدك ادينى فرصة اصلح الغلط ده
اكرم بنبرة جامدة
ـ خلصتى
هناء ـ اكرم
ـ بعد الفرح بكل هدوء هطلقك وحقك هتاخدى كله هعمل حساب العشره اللى انتى مش عملتى حسابها وخلص الكلام لحد هنا
هناء وهى تتمسك بيده
ـ لا عشان خطرى مش تسبنى
ولكن لم تتلقى من رد ورحل وظلت هى مكانها تبكى بندم
ندمت على تدمير حياتها ندمت على غفلتها ولم تكتثر لحب زوجها إليها و ظلت تركد وراء انتقامها وفى الاخير اكتشفت بأنها لم تحب سالم فى يوم بل هذا كله نتج نتيجة عندها و على عدم استعاب عقلها بأن. شىء أخذ من يدها وهذه كانت دؤما المشكلة بأنها تعانى من مرض نفسى عقلها لا يستوعب بأن يأخذ من يدها شىء كانت توهم نفسها بأنه خاص بها
ولكن قد استيقظت متأخرا فقد خسرت كل شىء بل اخير
.......................................
فى صباح يوم جديد ولكن لم يكن مثل اى يوم فليوم هو يوم انتظره الجميع يوم التقاء العاشق لمعشوقته يوم جمع القلوب ببعضها كان الجميع يستعد بكل حماس ونشاط فا يوم زواج احفاد عبد القادر النويرى فهو يوم سعده كانت حارة النويرى تملاها البهجة وقد أمر عيد القادر بتزين الحارة بأكملها بفروع النور وأمر بذبح العجول وتوزيع على اهلى الحارة بأكملها وكان صوت الاغانى مرتفع للغاية وكان هذا بالطبع دور ريان الذى حرص على عمل أجواء صاخبة مع اول طلوع النهار
وشاركه زملائه
خرج عز من البناية وهو يصيح
ـ يابنى انهد بقا ريحة ودخان الشماريخ دى موتت جيوبى الأنفية حرام عليك
ريان بعدم اكتثرـ اعد بس على جمب كدا يا مستر عز خلينا ننبسط ياعم بلاش فصلان
عز بلو فمه ـ واى لازمتها مستر عز دى ياحبيبى تعال خدلك قلامين بلمرة ابو تربيتك
لم يكتثر إليه ريان وظل على وضع مندمج بلرقص مع اصدقائه
.............................
فى صالون التجميل
كانت ليلى و شمس وسارة وسلمى يجلسون امان الفتايات المختصون بعمل ماسكات العناية بالبشرة
سارة ـ اوف أنا زهقت من كتر الاعدة
سلمى  ـ انهدى بقا عشان اسامة منبه عليا لو اتحركتى كتير ارن عليه اعرفه وانتى حرا بقا
سارة ـ لا وعلى اى اعد احسن
ضحكت شمس ثم قالت
ـ صحيح يا سلمى بقتى فى الكام كدا
سارة ـ  فى أواخر الرابع
ليلى ـ ربنا يقومك بالسلامة يارب ياحبييتى
سارة وهى تمسد على بطنها المنتفخة
ـ يارب يا حبيبتى
سلمى ـ طب اى الاعدة السوكيتى دى ياجدعان  ماترقعى زغروطة يابت ياشمس
لم تتمهل شمس ثم أطلقت زغروطة عاااالية وقامت سلمى بتشغيل الأغنى
للتسلية لحين انتهائهم
............................
فى غرفة يحيى كان الشباب يجتمعون بقا
يحيى بضجر ـ ما كل واحد على أوضته اى الخانقة دى ياربى
أسامة ـ بقالك ساعة عمال تتأفف ماخلاص يا جدع اى الذل ده
ثم دلف ريان بعد أن ارتدى بدلته وذهب ناحية دولاب يحيى دون أن ينطق بشىء
وقام بإخراج عطره ذو الماركة الغالية
يحيى وهو يمسك من تلابيب ثيابه
ـ ايدك يلا لقطعها
ريان ـ جرا اى يا أبيه يحيى دى رشه
ـ أبيه ومن امتى الاحترام يا عنيا
كريم ـ ده بيثبتك بس عمل معايا كدا من شوية عشان ياخد من الچيل بتاعى
عز ـ بطل شحاته بقا يامعفن
ريان وهو يصطنع البراء والحزن
ـ اخص عليكوا بتعملوا كدا فى اخوكم الصغير ولا عشان أنا غلبان ياعنى
أسامة بسخرية
ـ غلبان مين يلا اش حال مشبط على ابوك اول باول وانا من ساعت ما رجعت وانت الله واكبر مخلص كل برفناتى وهدومى وساكت
ريان ـ ده واجبك تاجه اخوك الصغير
أسامة ـ يحيى بقولك اى لو ناوى تضربه يالة عشان أنا مغلول منه
ريان ـ اخص الإخوة فى ذمه الله
كريم ـ خلاص يا يحيى سيبك منه اديله وخلاص ياعم  اعتبره ذكاة عن صحتك ثم انفجر بلضحك على تعبير ريان
يحيى اتفضل حط الرشة اللى قولت عليها
لم يتمهل ريان ثم قام بإفراغ نصف الزجاجة على أنحاء جسده
يحيى ـ اى يلا انت بتشربه
ريان ـ مش فرح ياعم لا وكمان اختى و ولاد عمى ده يانهار زقططة
....................................
فى شقة اكرم بعد انتهائه من ارتدا ملابس
دلفت هناء اللى الغرفة بوجه شاحب
ـ اكرم
ـنعم
ـ ممكن اتكلم معاك
ـ لا سمعت بما فيه الكفاية وجهزى نفسك بكره بلكتير عوز كل حاجة تخلص
هناء ـ طب اسمعنى
لم يترك لها المجال لستكمال حديثها وتركها ورحل
وفى هذا الاثناء كانت تدلف نادية اللى شقتها لكل تتناقش معها بشىء ولكن وجدتها تجلس على الأريكة وتبكى
نادية ـ مالك فى اى
ـ اكرم سمعنا واحنا بنتكلم
نادية ـ طب وقال اى
ـ عوز يطلقنى يانادية أنا ولله ندمانه وعرفت معنى غلطى وعرفت أن ده كله وهم انا رسمته وكل اللى عملته كان غلط
اكتشفت انى بحب اكرم وان سالم ده كان مجرد وهم ولله وصحيت بس متأخر اوى اعمل اى بيتى خلاص خرب
نادية ـ مش عوزة تفهى كلامى غلط بس ده عقابك من ربنا على اللى عملتى فينا وعملتى فى نفسك قبلنا بس ربنا رحيم بعباده وباذن الله هنلاقى حل
....................................
جاء المساء وذهب الجميع اللى قاعة الحفلات التى يقيم بقا الزفاف وكان زفاف يملأه البهجة والمرح والسرور كان الجميع يرقص بسعادة وفرحة العرسان لا توصف فبعد سنين كثيرة واخيرا جاء يوم انتظارهم وها هو اليوم عرسهم
بعد انتهاء العرس قامت السيارات بتوصيل العرسان اللى البناية الخاصة بهم فى وسط يملوه المرح والبهجة والذى إقامة ريان وشباب العائلة وأصدقائهم
...........................
فى شقة يحيى
بعد دلوفه وقام بإغلاق الباب
يحيى بصوت رخيم
ـ نورتى قلبى ودنيتى يا حبيبتى
ليلى بخجل
ـ مش مصدقة يايحيى
ـ صدقى ياعيون يحيى خلاص معتش فى اى حاجة تقدر تبعدنا عن بعض
ليلى وهى تتذكر
ـ خت بالك يا يحيى ماما كانت فرحانه ازى وكانت واقفة جمب ممتك النهاردة حستهم اتصلحوا أنا فرحت اوى يا يحيى
ـ وانا كمان ياحبيبتى بس مش معقول نفصل نتكلم عليهم طول الليل ولا اى
ليلى بخجل ـ طب طب
قال يحيى ليكى يزيل عنها الخجل قليلا
ـ ادخلى ياحبيبتى الاوضة غيرى هدومك واتوضى وهتلاقى إسدال جوه البسى عشان نصلى رقعتين نبدا بيهم حياتنا وانا هستعمل الحمام اللى فى الاوضة التانية
اؤمت إليه ثم تركته ورحلت تنفذ ما قاله لهاا
بعد رحيلها تنهد يحيى وعلى وجه ترتسم البهجة  فاصغيرته
وحبيبته الان صارت زوجته وأمانه
تنهد وقال
ـ الحمد لله
....................................
أما فى شقة كريم
خرجت سلمى من غرفتها بعدما بدلت ثيابها بأخرى مريحة وظلت تبحث. عنه فى أرجاء المنزل ولكن استوقف بحثها صوت جالبة قادمة من المطبخ ثم ذهب اللى المطبخ وصاحت بعد مشاهدة منظره
ـ بتعمل اى يا كريم
كان كريم يجلس على الطاولة الموضوعة فى المطبخ وبضع أمامه اطباق بها مختلف أصناف الاكل
كريم بعد أن ابتلع ما فى فمه
ـ تعالى ياسلومة قبل ما الاكل يبرد
ـ سلمى بضجر وهى تتحدث فى نفسها
ـ وانا اللى عمالة احضر فى جو رومانسى والاقى فى الاخر اعدة بياكلى فى محشى وبط
كريم وهو يخرجها من شردوها
ـ مالك ياحبيبتى تعالى
ـ لا ابدا ياحبيبى بلهناء والشفى
ثم أكملت وهى تنجزه فى كتفه
ـ كل ياحبيبى كل
لم يستطيع تمالك نفسه أكثر من ذلك وانفجر فى الضحك وقال
بعد أن ترك مكانه
ـ اى اللى مزعلك بس ياسلومة
ـ ابدا مش زعلانه
كريم بخبث ـ مكنتش اعرف انك قليلة الادب ياعيونى
شهقت سلمى وقامت بضربه على كتفه
ـ قليلة الادب فى عينك اوعى بقا اصلا مش بكلمك
ثم قام بلف يده حول خصرها
ـ لى بس مالك ياحبيبتى أنا أقدر ازعلك
ـ اها زعلانه طول الفرح عمال تقولى بطلى رقص وكل شوية تقولى اقعدى
كريم ـ وانتى عملتى اى
ـ قومت رقصت طبعا
ـ شاطرة ياموكوسة
ـ اخص عليك ياكريم
ـ خلاص ياعيون كريم روحى يالة اتوضى على مانا اغسل واتوضى واحصلك
اؤمت إليه ثم تركته ورحلت
ظل كريم ينظر فى أثرها بسعادة فقد تحقق حلمه وماملكت أحلامه من الصغر صارت الان زوجته
فأما يريد الإنسان غير ذلك بأن يكون معشوق قلبه بجانبه يسكنه ويكون منزله ومالازه
.........................
يتبع .........
بقلم / رانيا مختار

البيت بتكوا 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن