الفصل الثلاثين: من حرٍ غرٍ لآسيرٍ بِمرٍ!.

603 45 109
                                    

يا رايح لاللي فاديتله عيوني...
سهرانة على داره...
أمانة أوصفله دمع عيوني...
طول ليلي ونهاري...
كل دا وقلبي اللي حبك لسه بيسميك حبيب...
لسه بيسميك حبيب...

للمطربة الراحلة: نجاة الصغيرة✨.

صلوا من أجل أخواتنا الفلسطينيين وإن ربنا يرحمهم ويرفع غضبه عنهم ويفتقدهم برحمته ويعزيهم ويطبطب على قلوبهم ويدي سلام للعالم.🌿

متنسوش لو عايزين تفرحوني وتاخدوا ثواب إدخال سعادة لقلب بني آدم بائس، تملوا فراغ النجمة بإنكم تضعطوا عليها، وتشاركوني رأيكم لأنه بيفرق❤️🦋.
⁦♡________________________________♡

كان واقفًا أمام اللوحة الرخامية البيضاء الكبيرة بوجه مكفر بالحزن وينبض بالألم، وعينيه متأججة بنيران الدموع الحمراء وكأنها جمرات نار شديدة الحرارة، إنحنى على ركبتيه أمام قبر ولده كما كان ينحني حينما كان يتعلم كيف يسير وكيف يحبو أول خطواته تجاهه.

وضع بعض الزهور على قبر ولده وكلماته ترن بأذنيه وهو يقول بضحكات مجلجلة يركض منه بعيدًا:

_ " يا حاج والله مقصدش خلاص! ".

_ " خد هنا يا شحط مش هجري وراك، إياك تقول كدا مرة تانية! ".

_ " يا حاج الموت علينا حق يا حاج، خلاص يا بابا بالله عليك نفسي انقطع! ".

توقف وهو يطالع وجه أبيه الغاضب وهو يلتقط أنفاسه وبعدما هدأ قليلًا توجه نحوه وهو يحتضنه قائلًا:

_ " خلاص بقى يا بابا قلبك أبيض، بعدين محدش عارف مين قبل مين، وأنا مش هعرف أعيش من غيرك على فكرة ولا ماما كمان، وبعدين بدردش معاك عادي يعني الله! ".

طالعه الآخر بغضب وهو يضربه على رأسه من الخلف قائلًا بحنق:

_ " وهو المواضيع خلصت يا حبيبي علشان تجيب في سيرة الموت؟!، وبعدين مين قالك إن أمك مش هتعرف تعيش من غيري!، بالعكس هتعرف أومال لازمتك إيه إنت والشحطين التانيين! ".

أجاب أبيه وهو يقبل رأسه ويده مبتسمًا:

_ " خلاص يا حاج حقك عليا!، بس برضو لو حصل حاجة متجبوش ورد على قبري ولا تعيطوا وأمانة عليك توزعوا حاجة ساقعة في العزاء بدل القهوة المرة دي! ".

_ " مش عايز «دي چي» كمان يا حبيبي!، قول متتكسفش الواحد بيموت مرة واحدة! ".

_ " ياريت يا حاج بس مش عايز أكلفكم والله بس لو هيبقى فيه رقاصة يبقى كتر خيرك والله ".

_ " لا يا حبيب أبوك وماله وماله، بس أولًا تعالى أنا وإنت نرقص مع بعض الأول! ".

_ " إيه يا حاج إنت ليك في الشرقي! ".

_ " لا هنرقص دانس يا روح أمك! ".

بدأ كلًا منهما بالركض كما كانا يفعلان تحت ضحكات «آسر» المجلجلة وصرخات «رحيم» التي تعلو كلما علت صرخاته أو خفقت ضرباته الطائرة عن تحقيق الهدف.

لمن قلبي «أخطو إليك» |قيد الكتابة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن