الفصل الثالث: ملاذ الروح!.

2.4K 158 96
                                    

وحشاني عيونه السود يا أبويا
و أيام حلوة و حكايات
حكايات، حكايات، حكايات
على حسب وداد قلبي يا أبويا❤️🦋

العندليب🥺❤️🦋
⁦♡____________________________________♡

بأيدي مرتجفة كانت تبحث عن الصورة و كأنها شخص مدمن يبحث و يفتش في الأرجاء عن جرعته العزيزة الغائبة، كانت ترتجف و هى تبحث بين محتوياتها عنها، تحدث نفسها بإنهيار قائلة:

' هتكون راحت فين يعني؟، دا أنا حطاها بإيدي في الشنطة ‘.

ظلت تبعثر محتوياتها حولها بهياج و قلق عظيمين، كيف تخطأ مثل هذا الخطأ الفادح؟!، الذكرى الواحدة و الوحيدة منه أضاعتها هى، منذ متى كانت بذلك الإهمال و هذا التسيب معه هو؟!، فمعه كانت حريصة أشد الحرص على أن تحفظ أدق تفاصيله التي يمكن ألا يعلم هو عن وجودها؟!، تذكار نادر صغير كهذا عجزت على أن تحافظ عليه؟!، حسنًا هذا يوضح لها كيف هو ليس معها بكليته الآن!.

تحدي صغير وضعته لنفسها لتضحى مؤهلة لأن تكون جواره، و ها هى تخسر معركتها الصغيرة مع نفسها، و كم من المخجل خسارة معاركنا الوحيدة أمام انفسنا!، حيث أننا نكون في مواجهة مباشرة مع أنفسنا مجردين إيانا من أي شئ نتجمل به، في مواجهة مع نقاط الضعف و نقاط القوة تقف جمهورًا محايد فقط يشاهد.

كان يراقب توترها و هلعها الزائد و هى تبعثر مكنونات حقيبتها من حولها، ليرفع يده بالصورة التي وجدها ملقاة على الأرض بإهمال، تلك الصورة التي جذبت أنظاره لها حينما كان يراقبها تطالعها بتيهٍ و هيام.

نظر للصورة و محتواها بإستنكار، كيف لصورة أن تفعل هذا بها؟، أم إنها مدمنة شيئًا آخر؟، تقدم نحوها و هو يمد يده بها قائلًا بصوت هادئ:

" بتدوري على دي؟ ".

إلتفت تناظره بلهفة و عيون متسعة لتأكل أكبر قدر من المحيط حولها، لتنظر يده الممدودة لبرهة صغيرة، لتتنفس الصعداء ممسكة الصورة بلهفة تطالعها برجفة سارت في سائر جسدها مخلفة إحساس بالارتياح و الطمأنينة، لترفع رأسها وجدت حالتها القلقة تتحول تلقائيًا لغضب هستيري إرتجف له بدنها بقوة أكبر:

" الصورة دي كانت بتعمل معاك إيه؟ ".

أجابها هو ببرود مستنكرًا حجودها هذا و قال:

" أعتقد في الحالات اللي زي كدا الناس بتقول شكرًا أو أي كلمة إمتنان لطيفة! ".

نظرت له بتنفسها الذي تباطئ بحدة كبيرة و بدأ العرق يتصبب منها بغزارة مع إنخفاض معدل ضربات قلبها و جفاف حلقها و تلبك جلدها، علمت أن تلك النوبة اللعينة أتت، تلفتت حولها لعلها تظفر بلعبة دوائها و تختفي عن الأنظار، و لكن وعيها أبى أن ينولها تلك الفرصة.

سقطت على الأرض فاقدة الوعي تحت نظراته الهلعة، ليتوجه نحوها بسرعة يفحصها بلهفة ليرى أين العيب العضوى بها بالضبط، وضع السبابة و الوسطى يجس نبضها بأنامل مرتجفة، ليجد تلك الأسورة التي تحيط يدها المخفية عن الأعين بسبب كم بلوزتها الطويلة، ليمسك بها يبعدها لتظهر جلية أمام عينيه، ليجد عينيه تقرأ بلا إرادة منه ما كتب ليتمتم على إثر فعلته و هو يناظرها بنظرات مبهمة ممزوجة بالشفقة:

لمن قلبي «أخطو إليك» |قيد الكتابة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن