الفصل 21

295 5 2
                                    


جلس على احد الكراسي قرب غرفة العمليات ينظر الى كفه الملوث بدماء....دماء ابنه لم يستوعب بعد ما يجري كيف ذلك هل تراجعت عن فكرة اجهاضه...لكن لما اخفت عنه رفع نظره ينظر الى عائلتها بعتاب دون نطق بادله حسام نفس النظرة يحمله مسؤولية وقوع اخته عن الدرج لكن التدخل اتى من اريج عندما رددت امام الجميع :
-عارفة اننا غلطنة لما خبينا عليكم ان ملاك منزلتش البيبي بس هي حلفتنا كانت عايزة تقولها لعاصم بنفسها...
وضعت جهينة كفها على كتف اريج مرددة بدعم:
-ملاك لما جات تنزل البيبي ترجعت في اللحظة الاخيرة لما سمعت صوت قلب البيبي...الكل عرضها فقرارها الان غلط بس هي وقفت للكل
رفع راسه سريعا كانه لم يستوعب مايجري لما يريد الجميع ان تجهض الطفل ليردد بمحاولا الفهم:
-يعني ايه
وقبل ان ترد جهينة بالحقيقة خرجت مهى تنزل كمامتها الطبية مرددة:
-الحمد لله قدرنا نلحقه... المرة ذي عدت على خير بس اتمنى من جوزها يعقلها ويقولها ان انسب حل انها تنزل البيي
-لا انا مش فاهم
رددها عاصم بجهل اصبح متل الأطرش في الزفة الجميع يعرف الا هو لكن تدخل حسام مردد بجدية:
-نروح مع الدكتورة للمكتب وهي هتشرحلك كل حاجة
هز راسه بالموافقة وتحرك بألية وداخل عقله يوجد الف سؤال وسؤال جلس على احد الكراسي المقابل لطبيبة المتتبعة لحالة ملاك ينظر لها بترقب لترحم فضوله عندما رددت:
-حسام عنده دراية بالموضوع وشكل ملاك لسا موصلتلكش فكرة عن وضعها
-انا مش عارف اي حاجة فياريت تقولي الي فيها عشان اعصابي باظت
رددها عاصم بحنق فكل ما جرى ويجري يضغط على اعصابه حمحمت مهى مرددة بمهنية:
-حمل ملاك من الاول كان غلط...ملاك قبل شهور قليلة  تعرضت لطلق ناري واحد في صدر قريب من القلب و الثاني اثر على كليتها وساعتها تم استئصال الكلية وتعوضت بكلية حد تبرع بيها...كل الى مرت بيه ملاك خلى جسمها ضعيف اووي حتى منعتها ضعيفة... مش هكذب عليك ملاك مش بس خسرت كليتها الاثنين لا تم تعوضعا بكلية وتعتبر لسا غريبة على جسمها...جسمها لسى بيتقبلها واحنا في ظروف الى زي ملاك بننصح الزوجة انها تأجل الحمل على الاقل فترة سنة او سنة ونص.... احنا نصحنا ملاك انها تنزل البيبي وفي البداية كانت موافقة بس شرطها ان حضرتك متعرفش بس فاجئة غيرت رايها قبل العملية بلحظات ومقدرناش نقنعها
صمت..... كل رد فعله كان الصمت يعيد كلمات الطبيبة داخل اذنيه كأنها تجلده داخليا اما حسام ضم ذراعيه الى صدره ونظره موجه الى عاصم بترقب نظرت له مهى بتعاطف لتكمل مرددة:
-بص حضرتك انا عارفة ان قرار صعب ....بس البيبي في الوقت ذا خطر على صحتها صدقني عشان هي لو فضلت معندة انها تحتفظ بيه ساعتها هنضطر نغير او نوقف ادويتها وممكن يحصلها ضعف عام...حضرتك اخير امل لينا انك تقنعها
التوى تغره بسخرية تزامنا مع نزول دمعة من عينيه وقف بنهزام وتجه الى الخارج....الى خارج المشفى يشعر ان جدران هذه المشفى تطبق على رئتيه وقف داخل الحديقة كتفيه متهدلة واعين دامعة يعيد كلام الطبيبة مرار وتكرار...لا يعرف حل لهذه المعضلة استدار برفق على يد وضعت على كتفه ولم يكون سوى حسام الذي ردد بدعم:
-اجمد عشان الى جاي
-الى بيحصل كله بسببي يا حسام ملاك لو موقفتش قدامي وخدت رصاصة بدالي مكنش ذا حالها...حتى ابني لو نزل هيكون بسببي
-عشان كذا ملاك خبت عنك يا عاصم
نظر له بشرود وستفاهم ليردد مكمل:
-ملاك بتفهمك اكثر من اي حد بتشوف في عينك نظرت اللوم الى دايما بتكون في عينك لو بس تعبت او حاجة ولما عرفت اول حاجة قلتها ليا ان لو انت عرفت الحقيقة هتلوم نفسك وهي مستحيل تحملك الحمل ذا....مع العلم يا عاصم ان ذا قضاء وقدر من ربنا وكان هيحصل بيك او بغيرك
مسح على وجهه بعنف ليردد بقلة حيلة:
-اعمل ايه...انصحني
-بص هو قبل ما ملاك تسمعك وانت بتقول عايز تطلقها كانت هي الغلطانة بس دلوقتي ابشرك هتشوف ايام سودة مخططة باسود وعليها نقاط سودة لحظك
التوى ثغر عاصم ببتسامة سخرية مردد:
-الله يبشرك بالخير....قولي يا حسام ايه الى خلى ملاك تغير قرار تنزيل البيبي بسببي ولا قرار شخصي منها
ردد جملته الاخيرة بجدية محاولا فهم الموضوع من جميع جوانبه قبل ان يقرر خطواته القادمة بينما شرد حسام فيما جرى قبل شهر وتحديدا بعد يوم من هجر عاصم لملاك
دخلت الى البيت بمعالم صخرية لتجد الجميع يجلس في انتظارها وعلى ملامحهم الوجوم وهذا دليل على معرفتهم بما جرى وكان اول من أعرب عن غضبه هو اياد الذي استقام بحدة مردد:
-انتِ ايه بتمشي بدماغك و بس ومش همك حد... انتِ مستوعبة خطورة قرارك
-والله عواقب القرار ذا انا وحدي الى هدفع تمنه يبقى مافيش حد ليه عندي حاجة
رمت جملتها ببرود تلجي ليعقد اياد حاحبيه بمتعاض لكن هذه المرة تدخلت جهينة مرددة:
-ملاك قرارك غلط والبيبي بحد ذاته غلط
-وانا مش هنزل ابني وذا قراري
وجهت نظرها على الجميع كانها تأكد لهم جدية كلامها لم تجد سوا نظرت القلق من والدتها اما حسام قرر اخير التحدث استقام يقف مقابل لها مردد بستفزاز :
-غريبة مع انه ذا مكنش قرارك قبل يومين ولا خايفة القرار ذا يبعدك عن عاصم معقول ملاك صفوت خايفة وااااو
كان غرضه استفزازها وكان له ذلك اطبقت على كفها بعنف واقتربت منه مرددة بحدة:
-مش ملاك الى تاخد قرار عشان خايفة .... وقراري مبني على ثقتي بربنا لو هو عايز وكاتب لابني يعيش هيعيش....انا هحارب عشان ابني زي ما حربت عشانك زمان انا متحملة نتيجة قراري بس مش هفرط في ابني
اخرستهم جميعا...حقا جعلتهم غير قادرين على الرد عليها حتى لايمكن فهي اخدت قرارها ونتهى الامر
تنهد بقوة بعدما حكى لعاصم كل ماجرى ...زم عاصم شفتيه بتفكير فالامور معقدة وهو لن يستطيع اقناعها بشيئ
=====================
-هو انتِ هتفضلي زعلانة مني لحد امتى...يا جهينة انا ماليش ذنب
-اياد انا مش مستحملة الست ذي ومش طايقة معملتها معاك عشان هي مستفزة
-يا جهينة بغض النظر عن اي حاجة شخصية البنت شاطرة وبعدين مش عشان انا شريك بنسبة في المستشفى فيحقلي اني ارفد اي حد عشان مراتي مش طيقة وجودها متنسيش اني هنا دكتور مساعد جراح وفي عليا رئيس قسم والدنيا مش سايبة
استقامة تنظر له بحدة اخدت سمعتها الطبية من على سطح مكتبها بعنف مرددة:
-عن اذنك اروح اطمن على ملاك
وخرجت دون ان تستمع الى رد منه زفر اياد بحدة لما الغيرة من علاقة كانت بالماضي..
توجهت جهينة تفتح باب غرفة ملاك بمعالم غاضبة لتقابل اعين ملاك الفضولية التي استدارت سريعا تتعرف على هوية الدخيل لكن ابتسمت مرددة بالواقع:
-من اكثر الحاجات الى بحبها فيكي هي انك مش بتعرفي تخبي مشاعرك...لسا متخانقين
زمت جهينة شفتيها بحزن الى الامام وتوجهت تجلس بالقرب من ملاك مرددة:
-يا ملاك انا مش مطمنة للبنت ذي حاسها عايزة تعمل حاجة انا قبل كذا كنت بضايق من علقتها مع اياد لمجرد اني كنت فاكرة انها كانت حبه الاول فتخيلي دلوقتي وانا عارفة انها كانت مراته
آنت ملاك بالم وهي تطبق على عينيها بقوة في محاولة منها للاعتدال لكن لم تستطع فتقدمت منها جهينة تساعدها في الاعتدال مرددة باحراج:
-سوري بجد يا ملاك بزعجك بمشاكلي وانتِ تعبانة
-عيب يابنتي احنا خوات بس استني عليا افوق من الى انا فيه وهشوف البت ذي بتخطط لايه لو حسيت ان في نية انها تدخل بينك وبين اياد هتصرف معها بمعرفتي
ابتسمت لها جهينة بمحبة لتردد:
-ربنا يخليكي ليا....يلا اكشف عليكي
-بالله عليكي اكتبيلي على خروج انا مش بطيق قعدت المستشفيات ذي
-لسا لما نخلص باقي الفحوصات وبعدين احمدي ربنا انها جت على قد كذا
هزت راسها بتاكيد دون نطق لكن سريعا ما رددت بفضول:
-هو عاصم عرف كل حاجة
هزت جهينة راسها بنعم لتكمل ملاك مرددة:
-اوووف...جهينة انا لخبطت الدنيا اوووي
-بصراحة اووي بس لو تشوفي حالة عاصم لما عرف ذا مش قادر يدخل ويوجهك
-اصلا لو جا هطرد بره...انا مش ناسية انه سبني شهر بحاله
-مفترية من طول عمرك...على العموم انتِ لازم ترتاحي وبكرا ان شاء الله تقدري تخرجي وانا بعت الكل عشان اصلا مافيش داعي انهم يبقوا بس عاصم برا
-قوليلوا نايمة
-ضحكت جهينة مردد وهي تحقن مصل ملاك بمادة ما مرددة:
-ما انتِ بجد هتنامي ذا مهدأ عشان ترتاحي يا قمر
رددتها مبتسمة وخرجت تاركة ملاك تفكر فيما هو قادم الى ان غلبها النوم سريعا
============================
في فيلا الشافعي
دخل يزفر بأرهاق جسدي ونفسي من هذا اليوم ومما هو قادم استدار بعينيه الغرفة ليجدها فارغة يبدوا ان زوجته لازالت رفقة والدته وهذا جيدا نزع عنه سترة بدلته سريعا وحل ازرار قميصه ورماه على سريره وتجهت اصبعه لنزعه بنطاله لكن تسمر مكانه عندا استماع الى صوت شهيق امامه ولم تكون سوى جود التي كانت تستحم تاركة ملابسها خارجا...
احمرت وجنتيها خجلا و إحراجا من حالتها فهي لا ترتدي سوا منشفة تستر جسدها ومن حالته وهو عاري الصدر..استدار حسام سريعا يرحم خجلها ليردد محمحم:
-اسف افتكرتك مش فالقوضة انا هخرج حالا
-لا....خليك ....انا هخد هدومي بس
رددت جملتها بندفاع وتلعتم وهي تتحرك الى اخد ثيابها وتوجهت مرة اخرى الى الحمام تختبئ به اما حسام ما ان استمع الى صوت اغلاق باب الحمام اخرج زفيرا كان يكتمه بسبب حالتها الفوضوية المغرية له كرجل هو ليس قديس لكي لا يتاثر بحالتها خصوصا انها زوجته...حلال له حرك كفه امام وجهه محاولا اخماد تلك الحرارة التى تسربت إلى جسده مردد :
-اثبت يا حس مش كذا انتوا اتفقتوا
استغفرا سرا وتوجه يرتدي ثيابه سريعا قبل عودتها
======================
ضمت الى جسدها جاكيتها الشتوي فالجو شديد البرودة اليوم والأدهى ان سيارتها ليست معها والوقت تعد الساعة 12 بعد منتصف الليل وقفت بالخارج وعلى ملامحها الحيرة...
وبالمصادفة خرج هو ايظا يحرك فقرات رقبته بتعب بعد اجهاد عملية اليوم ليقع نظره عليها تقف وحيدة شاردة مثل الفتاة الصغيرة الضائعة ابتسم بتعاطف لحالتها وتوجه اليها سريعا مردد:
-ايه الى اخرك لساعد زي ذي... وليه وقفة هنا
استدارت يارا على صوته لتردد مفسرة لوضعها:
-جيداء اتاخرت على ما وصلت وكنت بعوض مكانها ولما خرجت شوفت عينيك الدنيا فاضية ومش عارفة اروح
-ليه هي عربيتك فين
-في التوكيل بتتصلح
-انا ممكن اوصلك لو تحبي
-بصراحة مش هينفع اكيد وخصوصا الوقت متاخر
-وطب هتعملي ايه يا دكتورة هتفضلي هنا
انزوى بين حاجبيها بقلة حيلة ورفعة كتفيها دليل عدم معرفتها ليهز فؤاد راسه بقلة حيلة مردد بمحاولة لاقناعه:
-الله يهديكي يا يارا مش هتفضلي في شارع اكيد....متخفيش هنزلك اول الشارع مش قدام البيت... بس بكرا هاجي اخدك المطار ماشي
ابتسمت له بتاكيد وتوجهت معه الى سيارته
نظرت الى طريق بشرود يرافقها هذه الفترة كثيرا لكن استدارت اليه بفضول تستمع الى ما يقول:
-كنت متوقع جد انه يعتذر على المؤتمر ذا
عقدت حاجبيها بضيق مرددة:
-هو اعتذر انه يسافر...اوووف اياد كان حلمه انه يروح من وهو لسا طالب واكيد اعتذاره عن سفره سببه انا
-اكيد مش انتِ السبب...
قطعته بحدة مرددة:
-لا بسببي مراته مش هتقبل انه يسافر معايا....جهينة مش عايزة تقتنع اني بفصل اووي بين شغلي ومشاعري
ابتسم لها باعجاب لشخصيتها ليردد محاولا التفسير:
-اسمعي مني مش انتِ السبب اخته النهاردة حصل معها حادثه وهو قلقان عليها
تلقائيا تحولت نظرتها الى كره من مجرد ذكر سيرة ملاك امامها لتردد بحقد:
-ملاك بهيئة الشيطان السبب في كل حاجة حصلت ليا
-بصراحة مش عارف حاجات كثير بس الى اعرفه انها شخصية قوية وجدعة وكل ناس بتحترمها اوووي مهو برضوا مش قليل الى عملته وفي السن ذا
التوى تغر يارا بسخرية صورة الملاك ستهتز وقريبا لتصبر قليلا عند عودتها ستلقنها درسا لن تنساه
============================
صباحا
دق باب غرفتها وادار مقبض الباب ادخل راسه بمرح لتقع عينيه على نظراتها الفضولية....نعم تبدوا بحال افضل لكن ليزال وجهها شاحب قلبت عينيها بملل مرددة بستفزاز:
-اعود بالله اطلع برا يالا
-يالا...بزمتك في زوجة محترمة تقول لزوجها يالا
رددها بمشاكسة وهو يقرص وجنتيها برفق دفعت يديه عنها بحدة مرددة:
-مش عايزة اشوفك برا
-ماشي يا جميل ادلع عموما انا جايبلك فطار
-مش عايزة منك حاجة
كاذبة فهي تكاد تموت جوعا لكن اقسمت على معاقبته اتسعت ابتسامته  بخبث مردد:
-اممم ملكيش نصيب في دونتس يا جميل
لعقت شفتيها بشتهاء مرددة دون وعي:
-بصوص الشوكلاتة
-وعليها مكسرات الي يحبها قلبك
ياله من ماكر يستغل كل نقاط ضعفها هو يعرف انها حامل وتشتهي كثيرا ابتلعت رقيها مرددة باحراج:
-ماشي هفطر عشان جعانه مش عشانك ياعني
ضحك.. وبقوة مهمى كبرت ستظل صغيرته جهز لها سفرة اكل سريعا ووضع امامها كاس العصير وجلس بالقرب منها ينظر لها بعشق وهي تلتهم تلك الحلوة المقربة اليها حاليا.... ابتلع ريقه بصعوبة من حالتها التي تضعفه دائما فهي عبارة عن كتلة لطافة وطفولية نهيك عن تلك الاصوات التي تصدرها دليل استمتاعها بالاكل حقا ستصيبة بدبحة صدرية...
رفعت نظرها اليه لتجده ينظر اليها بغموض وهي اكثر الناس معرفة عن تلك النظرة اقترب منها ببطئ اهلك مشاعرها بل جمدها مكانها تبحت عن ارادتها التي طلما كانت تلازمها لكن تغيب في حضرته الان
اغمضت عينيها بستسلام ما ان اقترب منها ولم يعود يفصل بينهم سوة انشات قليلا ليردد بهمس مهلك:
-في شكولاته على شفايفك
وكان اكثر من مرحب بمسح بقايا الشوكولاته عن شفتيها بطريقته الخاصة و الخاصة جدا
انتفضت سريعا مبتعدة عنه ما ان استمعت الى صوت الباب يفتح لتقع اعينها على حسام...احمرت وجنتيها خجلا يعتبر اول مرة يمسك بهم احد من العائلة بفعل وقح لكن انقذها عاصم الذي ردد بتزان عكس المشاعر التي تضرب قلبه من مجرد لمس شفتيها:
-تعال يا حسام نخلص ورق خروجها
فعلا سحبه وتوجه ل الخارج يتيح لها فرصة استجماع نفسها
===============================
-يعني ايه يا شهاب استنى...لحد امتى
صرخت بيها ليان بقوة حتى وصل صدى صوتها عبر الهاتف الى الناس المحيطة بشهاب ليردد محاولا تفسير موقفه:
-يا انسة ليان لازم الصبر عشان تبان القصة الطبيعية ومش حد زاققهم عليها
-يعني ايه الكلام ذا
-اشرحلك في لجنة بتيجي تعاين المشروع وذي هتيجي تزور المشروع بعد شهر ونص كذا وهي الى هتقدم بلاغ في ملاك...بس لو احنا الى قدمنا بلاغ بصراحة هنتكتشف وانتِ كذا قدام الكل هتكوني السبب في سجن رئيسة الادارة قدام الموضفين و قدام عيلتك كمان
لا تنكر ان كلامه منطقي نوع ما لكن هي لم تعد تستطيع الصبر اكثر فكل مرة تقول انها تخلصت منها تعود الى حياتها وبقوة لتردد بهدوء:
-ماشي يا شهاب هصبر لنشوف اخرتها اييه
اغلقت الخط ورمت الهاتف على سريرها باهمال يجب ان تحسب خطواتها جيدا من الان فصاعدا فالامور اصبحت معقدة
توجهت الى الاسفل لتجد ماجدة تتناول فطورها وبجانبها شهد تهدهد صغارها برفق اقتربت مرددة بود مخادع:
-صباح الخير
تجاهلتها شهد بينما رفعت ماجدة مرددة بعتاب:
-صباح النور يا بنتي....ليه مجتيش تطمني على ملاك
زمت شفتيها بسخرية مرددة:
-وجودي مش هيفيد حد
-ذي اصول و واجب...بس ذي حاجة بعيدة عنك
رددتها شهد بتهكم صريح اليها بينما اجابتها ليان بحدة:
-احترمي نفسك يا شهد وعرفي انتِ بتتكلمي مع مين
تلك الفتاة المسالمة الهادئة استطاعت ليان ان تخرج منها شخصيتها الغاضبة وبستحسان لتستقيم مردة بحدة متعمدة الاهانة:
-انتِ الى تاخد بالك بتتكلمي مين فاهمة ولا لا يابت انتِ....لو معملتيش احترام لسن وانك بت مفعوصة مش محترمة اعملي احترام انك هنا ضيفة وبس وحطي تحت كلمة ضيفة مليون خط هنا بيت جوزي وبيت ملاك الي انتِ من وقت ما جيتي وانتِ امنيتك تخربي حياتها بس دا بعدك يا ليان فاهمة ولا لا
اسوء شيئ في ليان هي عندما تفقد تعقلها فهي لا ترى شيئ وشهد وجهت لها اهانة قوية دفعت ليان كرسيها بعنف ورفعت كفها بنية صريحة بصفع شهد لكن وقفت يدها في الهواء
========================
اغلقت سحاب سترتها الرياضية والقت نظرها عليه يجمع متعلقتها المتواجدة بالغرفة بعناية...تشعر بتوثر والفضول في ان واحد لمعرفة مايدور داخل عقله هل سيطلب منها ان تجهض الجنين وستبداء حرب ثانية بخصوص هذا الامر ام انه سيساندها في قرارها حت انها لاتستطيع النظر الى عينيه لمعرفة مايدور بداخله عملها علمها كيفية قراءة الشخص من نظراته وها هي تعجز اليوم رفعت راسها على حديثه الذي ردده:
-انا لميت كل حاجتك انتِ كملي لبس وانا هستناكي برا مع حسام
هزت راسها دون الحديث وهي تراقب خروجه رفعت كفيها تعقد خصلات شعرها الى فوق واستقامة تخرج لكن وقفت وراء الباب تستمع إلى حديثهم اصبحت هذه العادة معتادة عندها هذه الفترة لكن ركزت تسمع الى حديث حسام الذي ردد:
-ها اتكلمت معها
-ملاك مقررة انها تعاقبني وبطريقتها.... وانا بصراحة مش همانع المهم ترتاح
-مع انه قرار غبي اوووي عشان ملاك هتطلع عينك بس كلامي كان عن البيبي مقلتش اي حاجة
-حسام لو كان قبل كذا بمعن اصح في الوقت الى كانت هي عايزة تنزله كنت هقلها تنزله....بس دلوقتي مش هقدر شايف في عنيها تصميها انها تجيبوا ومش هقدر اعمل حاجة غير اني اقف جنبها واسندها وربنا يعينا
نظر له حسام بتأمل فتعابير عاصم كانت غريبة متخبطة كانه بين نارين ليردد بالاول شيئ خطر على باله:
-هتقدر؟؟؟
-مش عارف...والله مش عارف هكون اكبر كذاب لو قلت اني مش خايف انا هموت من الخوف عليها بس عندي امل فربنا انه هيعديها على خير
طبطب حسام على كتفيه بدعم له وعينيه تلمع بالفخر من حسن اختيار...اما هي اتسعت ابتسامتها دون شعور من حديثه تشعر ان قلبها يتضخم يوما بعد يوما بحبه هو... لكن كل هذا لم يمنعها من التسلية قليلا فهي اشتاقة لمنقارتهم اليومية رمت على ملامحها الوجوم وخرجت اليهم تتجاهل النظر اليه عمدا وقفت امام حسام مرددة بمكر نساء:
-انا جاهزة يا حسام نقدر نروح
-ارتاح انت بس يا حسام وروح شوف وراك ايه انا هوصل مراتي لبيتنا
لكن ردها كاد يفلت منه زمام الامور بحيث رددت :
-قوله يا حسام ميدخلش وانا هروح بيت اهلي.... وبس
-نعم يا ختي
رددها عاصم بحنق ليغمز له حسام بان يتمالك اعصابه هز راسه بموافقة وغصب علا وجهه ابتسامة ليردد:
-ماشي يا حبيبتي وفيها ايه... بيتنا او بيت اهلك ماهو الاثنين واحد المهم راحتك
جيد الخضوع امر جيد لكن هل تصمت الى هذا الحد لن تكن ملاك ان توقفت هنا لتردد مدعبة الاعياء:
-حسام انا تعبانة ممكن تشلني لحد العربية
ضحكة قوية كانت على وشك الخروج من حسام وهو يرى دخان الغضب يخرج من عاصم الذي ردد دون شعور:
-نعم يا ابلة... هو انا تشليت ولا ايه وبعدين هو انا جوزك ولا ربحتني في كيس شيبسي
-وكنت فين يا جوزي شهر بحاله لو كنت موت مكنتش هتعرف
كانت كالمتها عتاب وصلته سريعا التوى تغره ببتسامة ماكرة اقلقت ملاك ليردد:
-تحت امرك يا جميل هعوضك عن الشهر ثانية بثانية
انحنى يضع كف على تحت ركبتها وكف وراء ضهرها ورفعها الى احضانه يخرج بيها الى الخارج
===============================
امسك كف ابنة عمه المتهورة قبل ان تصل الى زوجته... نظر لها بغضب قليل الظهور لكن بفعلتها بتعدي على زوجته يقسم انه سينسى مبادئه كلها ليردد بصياح حتى برزت عروق رقبته:
-ازاي تتجراء ترفعي ايدك عى مراتي انتِ تجنتي ولا ايه
-انت مسمعتهاش بتقول ايه
-قالت الحقيقة البيت ذا بيت امي وبعدها بيت مراتي و مرات اخويا وانتِ هنا ضيفة...فتلتزمي ادبك زيك زي الضيوف
انكمشت نظرتها بغل مرددة:
-وانا هنا في بيت عمي الى لو كان لسا عايش مكنش سمح باهانتي ولو كنت فبيت عمك كان مسمحش بالاهانة ليك ولا لاي حد عكس لى بتعملوه معايا هنا بداء من البرنسيسة ملاك لحد اهانة مراتك
رفع حاجبيها مردد بتحدي:
-عند عمي و فبيته بنقعد بحترامنا وعمرنا هااا عمرنا ما قللنا احترام لحد وانا بقولك يا ليان من يوم رجعتك وانا عارف نيتك كويس وبقولك من ثاني انا مش ناسي انك قبل سنين ساعدتي ناس متعرفهمش عشان يدخلوا الفيلا ويخطفوا ملاك يوم خطبتها على عاصم هاااا ولا عمي يعرف
ابتلعت ريقها برتباك من هذه النقطة السوداء بتاريخها كانت انداك فتاة مراهقة وها هو يستغل خطئها لمصلحته ليكمل رياض مردد بتهديد:
-وعلى فكرة انا هكلم عمي وهشرحله انك مش مرتاحة هنا عشان يطلبك عنده او يجي ياخدك
رمى بكلمته وسحب زوجته التى تنظر لها بشماته ما ان رات اصفرار وجه ليان
===================
مرت عدت ايام وعاصم يحاول فيها الصلح من ملاك لكن لم ترضى عنه يقضي نصف يومه بعمله ونصف الباقي يتودد لها..
دخلت الى مكان جلوس العائلة لكن امتعضت ملامحها بنزعاج عندنا انفجر الجميع ضاحكا على ما ترتديه كان شكلها مثل الطفلة بذلك جيمسبوت الشبيه بدب الباندا ودلك اللكلوك على شكل دب ايظا نظرت لهم بحنق وهي تجلس مرددة:
-ذي الموضة يا جهلة
-اهو انتِ احسنتي الاختيار عشان شكلك بقى زي دب وووي
نظرت لها ملاك بحنق لتردد بتهكم :
-شوف مين بيتكلم الكورة الكفر بلاش تحدفي ناس بطوب وبيتك من ازاز...بقولك ايه يا ماما انا شوفت الدادة فاطمة بتعمل شورما صح
-ايوا بس ذي للعشا يا حبيبتي لسا بدري
-معلش انا واحدة حامل قوللها عايزة دلوقتي عشان مش قادرة
كادت اريج تقوم لتجلب لها ما طلبت لكن تدخلت جود مردد بعفوية :
-خليكي يا طنط اريج انا هروح اجبلها
ما ان تقدمت خطوت حتى تسمرت مكانها من جملة ملاك الذي رددتها:
اقفي عندك هو حد طلب منك حاجة انتِ
ابتلعت جود كلامها الجارح واستدارت تردد برتباك:
-انا بس ك...
قطعتها مردددة:
-افهمي انا مش قابلة وجودك هنا اصلا ومش معنى اني ساكته فانا فرحانة بيكي لا انسي انا مستنيالك غلطة عشان ارجعك مكان ما جيتي فاهمة
امتلائت اعين جود بدموع لم ولن تتقبلها هذا ما يبدوا اقترب منها حسام بعد رحيل ملاك عنهم:
-انا اسف يا جود اعذورها بس هي هتحتاج وقت تتقبلك ولما تعرفك هتحبك
هزت راسها بنفي مرددة :
-مش هتحبني ابدا
تدخلت اريج مرددة بستحاء من تصرفات ابتها الهوجاء قائلة:
-ايه الكلام الى بتقوليه ذا بس اعذري ملاك بس الحمل ملخبط عقلها بس فترة وهتعدي
هزت راسها بموافقة وتوجهت تجلس بينهم وعقلها منشغل بكيفية الفوز بمحبة تلك الغاضبة
=========================
رمت هاتفها باهمال مرددة بسخرية:
-لا مشاء الله بريئة اووي جايا تخدعيني انا ذا انا اخدع بلد.....عاااااااااا
صرخت بعدما لمحت احد يدخل من شرفة غرفتها ولم يكون سوا عاصم الذي تسلق البيت الى ان وصل الى غرفتها دخل واعينيه تلتمع بتسلية بينما وضعت هي يديها على قلبها مرددة بغضب:
-يخريب بيت غبائك انت مجنون هتموتني
-ما انا خلاص نفدت حلول الارض من يدي الامر متروك للي هعمله دلوقتي
اتسعت عينيها برتياب من نظراته الماكرة لتردد:
-اعقل انا واحدة حامل والفرهدة مش حلوة عشاني
-لا متخافيش انا عامل حسابي
سريعا نزل بجسدها ونتشلها على كتفيه لتصرخ ملاك بمفاجئة:
-صلي على رسول الله....الحقوني
هز رأسه ضاحك بينما وصل صوت صراخها الى  مجلس عائلتها لينتفضوا سريعا من مجلسهم وكان اول من تحدت هو حسام:
-ملاك بتصرخ
وقبل ان يتلقى رد لمح عاصم يتوجه الى الاسفل يحمل ملاك كشوال دقيق متجه بيها الى الخارح ليتحول قلقهم الى ضحكة قوية من حالته فهو قد فقد اعصابه
-يا جماعة حد يتصرف ذا خطفني
-قانونيا ليه الحق يخطفك
-ماشي يا بتاع القانون بعت اختك بكااااام
-هتوحشيني يا لوكة
-توحشك عقربة يا خويا... ماتيجي تنزلي وافضل معاك
كانت هذه اخير كلمات ملاك قبل ان تختفي من امام انتظارهم
وصل عاصم الى حيث مكان سيارته ووضعها برفق بالمقعد الامامي واحكم ربط حزم الامان طبع قبلة خفيفة على شفتيها وتوجه يجلس في مقعد السائق وتحرك بسيارته
-هتاخدني فين ذا مش طريق البيت
رددتها ملاك بستفهام بعدما رات طريقهم المغاير  ليردد بتسلية:
-لا مهو انا مش واخدك على البيت
-انت تجننت يا عاصم انت مش شايف لبس الحضانة الى لبساه ذا وحضرتك واخدني بيه
استدار يلقى نظره سريعة عليها ليردد بعبث:
-الا حقيقي ايه الي لبساه ذا في واحدة فسنك تلبس لبس البيبي ذا عيب على سنك يا لوكة
-يخريب بيت الفاضك يا اخي والله وبعدين مريحني
هز راسه بستحسان والتزم صمت وهي ايظا طيلة الوقت الى ان وصل اخييرا الى وجهته اعتلت ابتسامة راحة على تغر ملاك عندما وصلت الى انفها رائحة اليود الخاصة ببحر الاسكندرية مكانهم المفضل استدرات الى عاصم ليردد هو :
-عارف ان المكان ذا وحشك عشان كذا جبتك هنا...مش كفاية خناق ولا ايه
-عشان ثاني مرة تفكر كويس قبل ماتسيني
-مش بيدي يا ملاك كان لازم ابعد عشان اعرف افكر

-لو مهما حصل نقعد ونحل مشاكلنا مع بعض بس الى البعد يا عاصم مش هسمحلك
اخد كفها بين يديه يقبلها بحب مردد:
-انا اسفلك على كل ثانية من الشهر ذا الى قضتيه بعيد عنك
ابتسمت له بصفاء وارتمت داخل احضانه مكانها المفضل الذي اشتاقة له وبشدة ابتعدت عنه تنظر الى عينيه بشرود ليقطعه عاصم مردد:
-انا بصراحة كنت ناوي اخدك مطعم محترم ونتعشى عشى رومانسي بس غيرت رايي بسبب لبسك
-فقري اعملك  اهي وبعدين انت شوفت انا لبسة ايه قبل ما تخطفني
هز راسه بياس وهو يبتسم مهما كبرت وطال عمرها ستظل طفلة مدللة
-عاصم انا عايزة شورما ..انا تخنقت معاهم في البيت قبل ما اكلها
-احلى شورما لاجمل ام في دنيا

سلسلة شغف الانتقام: واشرقت شمس الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن