انهمكت في الإستذكار بتركيز جعلها لا تشعر بزوجها الذي استيقظ من نومه فلم يجدها بجواره في الفراش كعادتها سابقًا،فحتى غفوته بعد الظهيرة بأيام عطلته اعتادت فيما مضى أن تبقى إلى جانبه لكن الآن ما عاد كل شيئ اعتاده منها مباح، ما عاد كل شيئ شعر يومًا أنه أمر مسلم به وحق له متاح،رغم عودتها إليه لكنه لازال يشعر أنه كلما ركض نحوها فرت منه مبتعدة وكأنه يركض وحده على الطريق يائسًا للوصول إليها ولا يطالبها سوى أن تقف.. تقف فقط حتى يصل لها لكنها تركض وهو متعب ومرهق دونها،غادر غرفتهما متجهًا نحو البهو ووقف في مدخله يراقبها ثم اغمض عينيه و تنهد بقوة ربما تنصت له وتلتفت إلا أن استغراقها في الكتاب أمامها حال دون سماعها لتنهيدته،عاد ليفتح عينيه يتأملها بشعرها الأسود الطويل الذي استطال حتى منتصف ظهرها وجسدها الذي اتبعت حمية غذائية لا حاجة لها بها حتى نحف،ما عادت تشاركه حتى وجباتهم المختلسة ليلًا في غرفتهما،اشتاق لها بل اشتاق لصباه وكأنه أصبح كهلًا دون مشاركتها إياه أفعالهما الصبيانية و ثرثتهما الذي يفضي بها لها بنبرة خافتة وتآمر وكأنها أسرار حربية وما هي إلا أحاديث من هنا وهناك عن ماضي مضى جمعهما ومستقبل آت لا يتخيله دونها.
سار مقتربًا منها مراقبًا أصابعها التي تلاعبت بخصلات شعرها بينما اليد الأخرى مستغرقة في الكتابة على هوامش الكتاب، انحنى ولثم وجنتها بقبلة أودعها جَمْ إشتياقه هامسًا :"افتقدك"
إلتفتت نحوه متفاجئة من تواجده :"إفتقدتني خلال ساعة واحدة غفوت بها؟!"
"نعم يا حبيبة الصبا افتقدتك خلال تلك الساعة التي غفوت بها وأنتِ لست معي بفراشنا"
استندت كلتا راحتيه على كتفيها وتفوه بما فكر به كثيرًا فربما يستعيدها فلطالما طالبته أن ينجبا شقيق أو شقيقة لمهد وهو رأى أنهما يجب أن يستمتعا بحياتهما..
"سلمى أريد إنجاب شقيقة أو شقيق لمهد"
بكل ما آوتيت من هدوء اجابته :" لا، هذا التوقيت ليس مناسب لي،إنني في السنة الثانية من دراستي الجامعية والحمل والإنجاب وكل ما يتعلق بطفل جديد سيعيق دراستي لذا لا فلننتظر حتى انتهي من دراستي الجامعية"
تدرك أنه يتخبط بمفرده ولا يستطيع فهمها حتى هي لا تستطيع أن تفهم ماذا أصابها ، حينما كانت بعيدًا عنه لم تملك مشاعرها او عقلها رفاهية التفكير لكن بعد أن باتت بين ذراعيه وتكحلت عينيها برؤياه و طربت أذنيها لأنفاسه بدأت تفكر في الأمر برمته، ماذا لو خانته هي هل كان سيلتمس لها عذرًا؟ لا تحتاج إلى إجابة بالطبع لأن النساء تنحر مع أي بادرة خيانة وها هي غالية مثال حي أمامها ،فوفقًا لقوانين المجتمع خطيئة المرأة عار لا يغتفر وخطيئة الرجل نزوة منسية تَوَجب على النسيان طيها، الآن بات لدى قلبها رفاهية أن يستكين ويغفو مانحًا عقلها الحق في تعذيبها بالتفكير فشتان بين ما وقع على خالد من عقاب وبين ما تعرضت له شريكته رغم أن كلاهما مذنب.
أنت تقرأ
توبة بلا خطيئة الجزء الثالث من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Lãng mạnمِن ضِلْعَك خُلِقت..لا شيء مني يخلو مِنْك..فلا تدّعي أنك بإغوائي من الجنة خرجت.. فكيف للكل أن يتبع الجزء؟! أولست أقوم؟! أولست أقوى؟! أولست أذكى؟! وأنا ناقصة عقلٍ ودين؟!فكيف للكل أن يتبع الجزء ويكن له تابع آمين!! صه واستمع للحقيقة لعل عقلك من غروره...