ارتسمت إبتسامة حالمة على شفتي نسيم وهي تتصفح صفحته الشخصية على الفيس بوك والتي أجبرته على انشائها،حينما تحدث معها بشأن بيع منزل الحارة فاقترحت عليه البحث عن ورثة الشقق بأسمائهم في الفيس بوك بما أنهم مغتربين، تحولت الإبتسامة إلى ضحكة مبتهجة، وهي تمرر قائمة الأصدقاء التي تمثلت في العائلة وبعض الرجال الآخرين فقط، تأملت صورته التي أجبرته أيضًا على الوقوف والإبتسام ليلتقطها فوقف منتصبًا متصلب الجسد عاقدًا ذراعيه أمام صدره بتحدي وكأنه على وشك مشاجرة أحدهم والنصف إبتسامة مع تقوس أحد حاجبيه تحولت في الصورة إلى تعزيز لذلك التحدي والهيبة التي أحاطت بشخصه، مررت طرف اصبعها على ملامح وجهه المتجهمة، موقنة أن الناظر إلى صورته لن يتوقع سوى شخصية قاسية، حادة، لا تلين، عادت لتبتسم بحالمية وببعض الأنانية والزهو فهي فقط من تعرف الرجل خلف هذا القناع، هي من ترى تلك الإبتسامة التي تضيئ عينيه، وتلك النبرة التي تلين في غزلها، وحمرة وجنتيه حين يختطف نظرة نحوها.
قفزت رسالة عبر تطبيق الماسينجر من مُحتل أفكارها وقلبها، فنظرت تقرأها منعقدة الحاجبين فلم يكن بها سوى الإيميل وكلمة السر الخاصين بصفحته الشخصية على الفيس بوك، وكلمة سر هاتفه، وكلمة سر الإيميل الخاص به، فكتبت تسأله :
(ما هذا؟ هل تعتقد أنني من المفترض أن أفعل بالمثل؟)
مرت دقائق دون أن تصلها إجابة فإنتابها بعض القلق، وهي تفكر أنها بالطبع ترفض منحه وصاية على كل وسائل تواصلها، ولن تقبل بهذا لمجرد أنه منحها مفاتيح وسائل تواصله الإجتماعي، هي على أي حال لن تستخدمها، جاء رده أخيرًا:
(أما عن سؤالك الأول ما هذا؟ فهذه كلمات السر التي أعلم أنني سأحتاج إليها في وقت ما وربما أنساها فقررت الإحتفاظ بها لديك حتى تعيدينها لي إذا احتجت لها وأعلم أنكِ لن تستخدميها، وأما عن سؤالك الثاني، فبالطبع لا أنتظر أن تفعلي بالمثل، ليس لشيء سوى أن هاتفك قد يكون به صور صديقات لا يتوجب عليّ النظر إليها، وقد توجد رسائل بينكما لا ينبغي لرجل الإطلاع عليها،ربما فضفضة من نوع ما، أو مزاح،حينها سأكون كرجل يهدد مجالس النساء باستراق السمع أو النظر، وأنا ما اعتدت اختلاس النظر على جلسات النساء، أن أحصل على أي مفتاح فهو تهديد لأمن صديقاتك وتقييد حريتهن، وما كنت من قبل ولن أكون معتدي على أمن امرأة ولو بنظرة)
شعرت بالخزي وتخضبت وجنتيها بالحرج،تهورت في فهم مقصده وأفحمها بمنطقه، هي مثلها كمثل أغلب الفتيات تتبادل المزاح والصور مع صديقاتها والأهم يشعرن بالأمان ليخبرونها كثيرًا من الأسرار التي لا يصح أن يطلع عليها سواها، فكيف اعتقدت أن سعد سيطلب منها معرفة المفاتيح التي تمكنه من اقتحام خصوصية لا تتعلق بها وحدها؟
كتبت كلمات قليلة صادقة :
(آسفة، حقًا، لم أفكر قبل أن أرسل لك الرسالة)
أنت تقرأ
توبة بلا خطيئة الجزء الثالث من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceمِن ضِلْعَك خُلِقت..لا شيء مني يخلو مِنْك..فلا تدّعي أنك بإغوائي من الجنة خرجت.. فكيف للكل أن يتبع الجزء؟! أولست أقوم؟! أولست أقوى؟! أولست أذكى؟! وأنا ناقصة عقلٍ ودين؟!فكيف للكل أن يتبع الجزء ويكن له تابع آمين!! صه واستمع للحقيقة لعل عقلك من غروره...