هبطت الدرج في خطوات ثابتة متزنة عاقدة عزمها على التحدث معه أيًا كان رد فعله فرغمًا عن الإهانة تلو الإهانة التي شعرت بها وهو يصرخ ويئن بإسم سواها تتخبط مشاعره ما بين شوقًا وغضب غافلًا أنه يصب جام غضبه ويأسه على جسدها هي،حسنًا إنها تستفزه مرارًا ليفعل على أمل أن يشعر بها ويرفع ذلك الحجاب عن قلبه وعينيه فتلك التي يأويها في قلبه إمرأة ميتة لو كانت على قيد الحياة لتركته لها بطيب خاطر فهي أحق به ليصب عليها جام غضبه وجام عشقه بيد أنها غادرت الحياة ولم يعد لها وجود،لذا فهي فيرونكا أحق الآن به عن من سواها..تأملت المنزل الكبير من حولها وكأن كل قطعة به تصرخ بذكراها،أثاث مبالغ في غلاه ولكنه لا يتناسق مع بعضه البعض وألوان جدران تثير في النفس التوتر بلا تناسق مع أيًا من ألوان الأثاث على الرغم من أنها علمت من غالية قبلًا أن رشوان خصص لها مهندسة ديكور لتنفذ لها خيارتها ولكن يبدو أن تلك الأخيرة فرضت سطوتها وحققت مرادها وصار المنزل الكبير يصرخ بإسمها،وكأنه بحاجة إلى إعادة تنظيم وتحسين ليبرز غلاه وجماله.
طرقت الباب بتردد بعد العزيمة التي اعتقدت أنها لن تفتر ولكنها أصبحت تدرك قوة نوبات غضبه التي يترك أثرها على جسدها وربما في عالم آخر لو كان ترك تلك الآثار على جسدها وهو يعي أنها فيرونكا هامسًا لها بكلمات عشقه بتلك اللكنة المميزة لكانت آثارت غضبه مرارًا حتى تنعم بعقابه بيد أنها ناضجة وتعلم أن هذا العالم في مخيلتها فقط وقاطن تلك الغرفة غارق يائس يقاوم تيار عشق جارف لإمرأة فارقت الحياة على يديه،حالة غريبة من العشق لم تراها من قبل أو تسمع بها.
سمعت صوته الذكوري الخشن يهتف مانحًا الإذن بالدخول ففتحت الباب وتقدمت داخل الغرفة تمتص السجادة الوثيرة صدى طرقات حذائها ذو الكعب العالي وبلمحة سريعة على غرفة مكتبه التي لم تتاح لها فرصة رؤيتها من قبل،أيقنت أن تلك الغرفة الذكورية نجت من الإعصار المسمى بغالية.
بلكنة مميزة تنطق بها اللغة العربية همست:"رشوان،أردت التحدث معك قليلًا،أنت تعلم أن موعد رحيلي في الغد"
رفع رأسه من على شاشة اللابتوب وأجابها:"أعلم هذا،وسيتم فسخ عقد الزواج اليوم،موظف السجل المدني سيأتي بعد قليل"
أجابته بنبرة حاولت ألا تبدو متوسلة:"يمكنني البقاء رشوان،استمع لي من فضلك"
عقد يديه معًا ووضعهما على سطح المكتب أمامه منتظرًا يحثها بنظرته على استكمال ما ترغب في قوله حتى ينهي ذلك اللقاء.
"أنا إمرأة منذ أن أدركت الحياة وهي تعيش على حد الخطر،إبنة لأحد رجالهم السابقين تعمل معهم بما أنها تجيد سبعة لغات،كل يوم خطر جديد وكل دقيقة طامع جديد فيها،هنا فقط قي منزلك استطعت أن أتنفس الأمان رغم كل ما عانيته منك إلا أنه صدق أو لا تصدق لا شيء بجانب ما عانيته طوال حياتي من قلق وشعور بالخطر"
أنت تقرأ
توبة بلا خطيئة الجزء الثالث من سلسلة حواء بقلمي نورسين (دعاء أبو العلا)
Romanceمِن ضِلْعَك خُلِقت..لا شيء مني يخلو مِنْك..فلا تدّعي أنك بإغوائي من الجنة خرجت.. فكيف للكل أن يتبع الجزء؟! أولست أقوم؟! أولست أقوى؟! أولست أذكى؟! وأنا ناقصة عقلٍ ودين؟!فكيف للكل أن يتبع الجزء ويكن له تابع آمين!! صه واستمع للحقيقة لعل عقلك من غروره...