٢

5.6K 301 83
                                    


ثوانٍ..

دقائق..

ساعاتٌ..

وأيامٌ مضت.

لقد بدأ العد التنازلي لحظة نزول تلك البرقيةِ كالصاعقةِ على الإدارة الكَنَسيّة.

وها هم على مشارف المجهول، دانُونَ بخطواتٍ يتخذونها للمرة الأولى.

الألمان قادمون بعد غد، تبقى لهم يومٌ واحد.

الألمان؟

لا يعرفون عنهم شيئًا كشعب، سوى أنهم مساوون لهم في الغِلظةِ والجَلْد.

أعداء اليهود، ولكن هذا لا يهم على أي حال ما داموا لا يضمرون العداء للطوائف المسيحية، فليذهب أي مصير طائفةٍ أُخرى للمجهول.

الإنسانية مبدأ منافق.

أنت إنسانٌ ما لم تكن فقيرًا.

الفقر بدايةُ كل دمار، بدايةً من الحاجةِ، وانتهاءًا للعجز المُفضي للتسليم.

وهذا ما استعمله الروس ضد الألمان.

سلاح الفقر المحشو برصاص التعجيز.

لقد أعدموهم من كل مُمتلكاتهم، فأشعروهم بأن الظالم هو نُفسه القاضي الوحيد.

فاحتكموا إليهم، لعل هناك عودةٌ لسالف الأيام، لقد استسلموا قلبًا قبل جسد.

ما فائدة المقاومة إذا بارحَتِ الروح الاستمرار على كُلٍ، صحيح؟

لقد جردوهم من جنسيتهم، لا يمكنك أن تقول لهذا اللاجئ أأنت ألماني؟

لإنه لا يعرف بعد الآن، ولن يعرف.

إنها دائرةُ المجهول عزيزي، لا مفر سوى الخيال، الأمل الزائف، أو تمني الموت.

أيهما كان أقرب، أو نقول "متوفر".

في الحرب لا تملك رأيًا جازمًا عن من المخطئ من المُصيب، أنت تنحاز لما لا يجلب لك اللعن والإقصاء من المجتمع.

في الحرب أنت أكبر المنافقين.

جميعهم منافقين.

في الحرب أنت تَملكُ الأدلةَ، والحُجج، والعِتاد، والأرواح.

ولكنك لا تَملُكُ المبادئ.

في الحرب لا يوجد مخطئ ومُصيب، كلا الطرفين مُصيب من حيث نظرك من الرُقعةِ التي تقف عليها.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن