١١

3.5K 205 72
                                    


أنا بينَ أحضانك مجددًا أيها القِس، لكنني هذه المرةَ لستُ المصاب هنا.

ماذا فعلت؟

أرميتَ نفسك حقًا أمام الرصاصةِ الغاشمة؟

لأجل ألا تُصيبني؟

أيعقل؟

لا أيها القِس الأكبر، هذا ليس ظني بك، أين أنتَ مِن ظنوني؟

أنا أرتجف بين ذراعيك وليس ذلك الارتجاف الذي يحصل لي عندما تقترب مني، بل تلك الرجفة التي يتبعها تخشّبُ الجسد من الصدمة.

أنا لستُ واعٍ تمامًا ماذا وكيف أنا الآن تحتك، بين ذراعيك، في هذا الشارع المظلم، على هذا الرصيف القاسي، متمددان.

لقد ظننتُ أنني لن أرى وجهك مجددًا، ولن تُضمدني مرةً أخرى، ولكني ها هُنا ورأسي داخل صدرك ولا زلتَ تقربُ رأسي بيدك لصدرك، كأنك تخشى أن تنطلق الرصاصة صوبي.

ولكنها انطلقت منذ زمن، صوبك أنت..

رأيتُك تتهاوى فوقي، لم ألمح وجهك، لقد سقط رأسُك بين مُفترق كتفي وعنقي، خُصلاتك السوداء تناثرت على وجهي وكتفي.

كما أول مرةٍ باغتّني، ولكن أنفاسُك لم تكن مُهتاجةً كحينها، بل أبطأ بكثير أيها القس.

رفعتُ يدي المرتجفة ورأسي التي تنظر للسماء السوداء فوقنا بصدمةٍ قائمةٍ، أمررها على حيثُ شعرتُ بدمك يبلل قميصي ووشاحي الخفيف.

لقد اخترقت رصاصتي كتفك، أجل رصاصتي.

لقد كانت لي أيها القِس وأنت أخذتها بمنتهى الأنانية، أتُريد إبقائي على الحياة؟

لما أنت حريص على إبقائي حيًا؟

أتكرهني لتلك الدرجة؟ كُنتُ ذاهبًا للموت على كل حال.

لما لم تتركني أرتاح؟

أنفاسي هي الأخرى بدأت تتماشى مع بُطئ أنفاسك، ولكن لم أتعمد هذا، بل كان من شعوري بدمي يتدفق من جانبي أيضًا.

لقد انفتح جُرحي أيها القِس.

ولكن أين أنت لتُضمده؟

الأصوات حولنا بطيئة، أستطيع سماع صراخ النساء، وبكاء أطفال، ولغةٍ روسيةٍ غليظة.

حاولت تجميع الصورة كاملة، ولكني رأيتُ ذلك الطبيب الذي يتحدث الألمانية يهرع راكضًا إلينا.

بل كان إليك.

سينقذُكَ وحدك.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن