١٣

3.7K 229 114
                                    


إذا كُنّا سنموت على أي حال، فلِمَ نُخاطر لأجل النجاة كل هذه المُخاطرة؟

لما نغرقُ أكثرَ لننجو؟

لما أنا وأنت تحديدًا، قد قفزنا في جحيمٍ أكثر لهيبًا من التي قد خرجنا منها!

ما الذي يستدعيك لتقفز معي أيها القِس؟

هل لأنني أبدو مثيرًا للشفقة للحد الذي لم تستطع فيه نفسُك تركي أموت برصاصةٍ غاشمة، أو للحد الذي سمحتَ لنفسك فيه بأن تُظهر عطفك لعدوك، أو للحد الذي أردت تعليم عدوك لغتك، والذي كان ليُشكل خطرًا عليك ومن الأفضل إن أبقيتهُ جاهلاً.

لا أُنكر أن صورتك في عقلي بدأت تتأثر بأفعالك، أنت صامت وأفعالكُ تتحدثُ كثيرًا، ربما بسبب عائق اللغةِ بيننا، وربما بسبب عدم معرفتك لما تقول هو سبب هالتك الهادئةِ.

سأتعلمُ الروسيةَ لأنجو في بلادك.

صديقي ألكس قد ذهب، لا أعلم كيف لي أن أعرف حاله بعد الآن، ولربما لن أعرف..

أنا عالق هُنا بدون صديقي.

أنا مضطرٌ أشد الاضطرار طوال مكوثي هنا معك لإن أتعلم لغتك، لا أعلمُ خطتك وسر القدوم بي إلى هنا، لكن جزءًا ضئيلاً مني قد بدأ يَأمن لوجودك، لعلك أفضل السيئين في هذه البلاد.

أنا لا أعرفُ غيركَ هنا، ولا أأمن أحدًا علي غيرك.

توقفت خطواتي أنا وأنت أمام كوخٍ خشبي مُهترئ.

لقد ابتعدنا قليلاً عن القريةِ وبيت الطبيب إيغور.

وقد دلنا ڤلاديمير مُعلمي الجديد عليه، ثم رحل تاركًا إيانا نتبادل النظراتِ المصدومة لمنظر الكوخ.

حسنًا بماذا يمكنني أن أصفه؟ هذا إن أمكنني وضع وصفٍ ما مناسب لهذا العَفَن.

كوخٌ خشبيٌ مغطى بالطين والنباتات، وأخشابٌ متناثِرةٌ في كل مكان، جذوع شجرٍ مقطوعة تستندُ على جدرانه بشكل عشوائي، عناكب تخرج من بين الخشب وحشراتٌ أخرى، والسور حول الكوخ في حالةٍ يرثى لها، حديقةُ الكوخ الصغيرةُ يوجد بها كُرسيٌ مكسور والمزيد من جُذوع الخشب المقطوعة، وفأسٌ صَدِئ بجانبها.

نظرتَ إلي مُتقززًا من المنظر كما حالي.

ثُم سحبتَ يدي ومشينا ندخل من السور المكسور، تقدمنا حتى وصلنا للباب الذي لم نتعنّى أن نكسره لإنه كان موارِبًا، وكان علينا حتمًا أن نسنده بشيء ما ليُقفل، ثم أصدر الباب صوت صريرٍ عنيف كاشفًا عما خلفه.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن