٢٠

4.3K 235 252
                                    


عائدٌ إلى المنفى.

ذلك المكان الذي لا أود أن يُطلق سراحي منه.

لأنك هناك معي تايهيونغ، ولو تم نفيّ لأقاصي الأرض مشرقًا أو مغربًا، لكنتُ أسعد الراحلين.

بل موسكو هي المنفى.

لأنه حيثُما تتواجدُ تايهيونغ، فهو المنزل.

سامحني تايهيونغ لقصوري بتنفيذ عهدي.

ولكن تلك الليلةُ التي خطت بها يدي تلك الرسالة التي أعلم أنك تنتظرُ على أحر من الجمر وصولها، كنتُ قد ذهبتُ لمقصورة الاعتراف في الكنيسة لأسمع خطايا المذنبين وأكفرها لهم بوظيفتي وكيل يسوع ومغفرته على الأرض.

تلك الليلة سمعتُ أول الخطايا التي لم أظن أنني لن أنام بسببها، لقد سمعتُ الكثير طوال عملي كقس، أبشع الأشياء وأفدحها تايهيونغ، ولكن هذه الخطيئةُ لم تمر علي قبلاً.

دخلتُ المقصورة أضع كتابي المُقدس على الطاولة أمامي، ثم سمعتُ باب المقصورةِ التي بجانبي يُغلق، فيعني أن المُعتَرِف قد دخل.

ظل المُعتَرِفُ صامتًا لفترةٍ حتى تلى علي مقدمة ما قبل الاعتراف.

"باركني أبتاه لأني أخطأت، لقد مر شهر منذ اعترافي الأخير".

قال، ثم أخبرته بمباركتي، فصمت مجددًا، ثم عاد للتحدث.

"لقد أذنبتُ ذنبًا كبيرًا أبتاه، ذنبٌ فادح، ولا أظن أن اعترافي هذا سيغفر لي نصفه".

شعرتُ بالندم ينهش صوته.

"أنتَ تعلم أن يسوع يغفر جميع الخطايا أيها الشاب، ما دُمت تُقر بخطيئتك، فأنت مقبول ومغفور لك".

تحدثتُ منتظرًا إياه أن يكمل.

"لقد وقعتُ في الحب أبتاه..".

نطقَ بإهتزاز صوته متوقفًا.

"وهل الحُب ذنب؟ إنه أكبر نعم الرب".

سألته.

"..مع رجل".

أكمل جملته السابقة بما ألجمني كُليًا، ولا أعلم لما أتيتَ لعقلي مباشرةً تايهيونغ، يا أكبر ذنوبي كلها، يا ذنبي الوحيد.

لم أستطع فتح فمي.

كيف أغفرلك شيئًا أنا بذاتي قد أذنبته؟

"أبتاه؟".

خرج صوت الشاب مجددًا بعد صمتي الطويل.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن