١٦

3.7K 224 242
                                    


بابٌ مفتوحٌ أمامي قد خرجتَ منه راكضًا.

سمحتَ للهواء البارد الذي نفذ منه أن يُطفئ الحريق الذي خلفتَهُ داخلي تايهيونغ.

لا أعلم أي شعورٍ أكثر قتلاً من كونك أعطيتني الأمان ثم سحبته مني بنفس السرعة.

أنا أنزف داخليًا منذ نطقتْ شفتاك بكل تلك الكلمات متتابعةً، لا أعلم ما الأسوأ، هل اختيارك للكلمات، أم أنها خرجت من ثغرك أنت تايهيونغ.

لقد ألجمتَ حروفي، وكسرتَ روحي.

أخبرتني لمسةُ يدك على خدي وعيناك الباكية أنك لا تعني حقًا ما قلت، ولكن وقعُ كلماتك كان أصعب من تصديقي لتبريراتك اليائسة.

لقد آلمني رؤيتك تبكي بحرقة، ولكن حروفك أحرقتني تايهيونغ.

وددتُ لو أحتضنك وأنت أمامي تبكي بمثل هذه الطريقةِ ويدك ترتجفُ على وجهي، كدتُ أميل ناحيتك بعطفي ولكن كلماتُك كانت كالشوكِ بيننا.

مسحتُ على وجهي أتنهد بيأس، ولكن كان علي لحاقك رغم كل ما قلته، فإن القرويين إذا رأوك سالمًا بعدما أخبرتُهم بعاقبي لك سيقتلونك حتمًا.

أين هربتَ تايهيونغ في مثل هذا الليل البهيم؟ أنت لا تعرفُ أحدًا هنا سواي ومعلمك.

خرجتُ متعجلاً من الكوخ أبحثُ عنك في كل مكان، ذهبتُ لبيتِ المعلم أولاً لعلك هناك، ولكن المعلم أخبرني أنه لم يرك منذ دروسكم معًا.

وهذا زاد هلعي، إلى أين قد تهرب؟

ركضتُ كالمجنون في القريةِ أبحثُ عنك، أخافُ أنهم قد أمسكوا بك حقًا، نعم قد آلمتَني تايهيونغ، ولكني لا زلتُ أخاف عليك من أن يؤذوك من لا يعرفونك حقًا.

سكانُ القريةِ الذين مررتُ بهم يتفحصونني بغرابة، فقد كنتُ أتنقلُ من بقعةٍ لبقعةٍ راكضًا أبحث عنك لعلي أطمئِن، ولكنك لم تكن في أي مكان.

شعرتُ بقلبي يعتصرُ بشدةٍ من أنهم قد أخذوك لمكانٍ ما وقاموا بإحراقك أو قتلك.

"يا رباه!".

رفعتُ يداي لرأسي أشدُ شعري للخلف بإحباط من اختفائك.

أين ذهبتَ تايهيونغ؟

"فكر، فكر جونغكوك!".

تحدثتُ بصوتٍ عالٍ لنفسي، فلم يتبقَ الكثيرُ لأُجن هنا على أي حال.

وتذكرت..

رائحتُك عندما احتضنتني صباح اليوم.

كانت رائحةُ زهور مُختلطة.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن