١٢

3.7K 213 96
                                    


أَبعَدُ من حدود اليقين وأقربُ من الشك.

أقفُ أنا وتايهيونغ قُبيل بزوغ الفجر في آخر الطريق ننتظِرُ العربة التي ستقودنا إلى مصيرٍ آخر لفترةٍ محدودة.

أوشيفينسكي بوجوست..

قريةٌ تقع أقصى غربيّ البلاد بعيدةٌ عن فوضى الحياة في موسكو.

تايهيونغ..

يترددُ اسم الفتى في عقلي بعد منادةِ ميشيل له أمامي.

ألتفتُ إليك تايهيونغ فأجدُك تتابعني بعينيك، تحملُ في يدك حقيبةً سوداء، وعلى كتفيك وشاحٌ خفيف.

شعركُ الأسود يتطاير في الهواء، كعيناك التي تراقبني وتراقب الطريق بتوجس كسجينٍ هارب.

لأكون صادقًا تايهيونغ أنا لا أعلم الدافع وراء إصراري على إنقاذك أنت.

ربما لأنك الناجي الوحيد منهم للآن؟

ربما لإني أردتُ أن أثبت أنني لستُ عاجزًا أمام المصير؟ وقد اتخذتك أنت الإثبات الذي سيُعيد نفسي إلي.

ربما أردتُ أن أتحدى دولتي القاسية وأقول أني ذو سُلطةٍ مثلهم على الأرواح.

بكَ شيءٌ لا يُفسر تايهيونغ، تبدو يافعًا جدًا ومليئًا بالمعجزاتِ إذا كنت تؤمن بها.

ملامِحُك غريبةٌ على بلادي، كما أنت بذاتك، عيناك وحدها آيةٌ من الجمال، أحب عندما تنظر إلي أستشعرُ عظمة الرب في خلقك.

كأنك مخلوقهُ الوحيد.

كأنك تُحفتهُ الخالدة.

في كل مرةٍ كنتَ تراني َأَحرِصُ على تغيير ضمادك تايهيونغ، فأنا كنت أعد الثواني لتلتفت وتنظر في عيني، لقد رأيتُ بهما شيئًا لا يوجد في بلادي..

الأمان.

رأيتُ أنك تأتمنني على نفسك لحظتها، هذا شعورٌ لم يُعطني إياه بني ديني ولا قومي.

أنا أنجرفُ لذلك الشعور بالأمان الذي تظهره تايهيونغ، ربما هو جزء ضئيل من تحفيزي على ارتكاب هذه المخاطرةِ وجرك معي لهذا المستنقع الذي لا أضمن بذاتي نجاتي منه.

لكن ما قيمةُ الحياةِ بدون مخاطرةٍ؟

أنا أشعرُ بأني مسؤولٌ عنك أكثر من ذي قبل.

ربما ستكون مسؤوليتي الأولى قبل بلادي تايهيونغ، لا أريدُ أن أخذلك.

أعلمُ أنك مستسلمٌ للموت، وأن النجاةَ بالنسبة لك أحلامُ يقظة.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن