٢٦

3K 169 40
                                    


عندما نجد أنفسنا راغبين بكل شيء، ربما يكون هذا لأننا نقتربُ بشكلٍ خطير من الزُهد في كل شيء.

هنالك الكثيرُ من الأمل العنيد في قلب الإنسان.

ذلك الأمل الذي لا يفتأ حتى يشتعل مُجددًا في أعز لحظاتِ الإنكار، ذلك الأمل الذي نتمسك به لحظيًا قُبَيل لحظة التسليم.

ذلك الأملُ المُصاحب للحب مجهول المصير، أنكون أو لا نكون؟ هذا هو الضياع.

أحيانًا، وأمام جميع الغرائب، وأمام المنطق، لا زلنا نأمل.

فالسلاحُ الوحيد الذي لا يُمكن لقوةٍ أيًا كانت أن تنزعه من يدَي إنسانٍ هو الأمل.

وأنا أأمل، وأنتَ تأمل، والمصيرُ غلاّب.

ولكن أنا وأنتَ تايهيونغ لا نحتاجُ للأمل بعد الآن كالمُتخاذلين، لأن ما بيننا أكبرُ من أن نكافح للحفاظ عليه بمجرد القعود والتمني.

روحي وروحك سواء، أنت تعيشُ داخلي، وأنا بداخلك، وكلانا يختبئ داخل الآخر.

وأنا متواجد في مكانين معًا..

هُنا..

وحيثُما تكون أنت.

لم أعتد السماح لأحدٍ أن يقترب مني من قبل، وهناك أنت، الشخصُ الوحيد الذي حلَّ واستقر في أعماق روحي.

كأنك جعلتَ الزَهر يَنبتُ في رئتاي، وعلى الرغم من أنه جميل، ولكنني لا أستطيعُ التنفس بعد الآن.

دائمًا ما كنتَ تعطيني أكثرَ مما لعقلي البشري أن يستوعبه، أكثرَ مما لقلبي الضعيف أن ينبض به.

ألجمتَ حروفي، وضاعتْ الكلماتُ عند التحام صمتي وصمتك، نحنُ نجيدُ أصعب اللغات في العالم، وهي لُغتنا نحن.

لقد كنتَ أنت جميع الكلمات، وأنا بالكاد أكون الحبر.

أنا ممتلئٌ برسائل لم أُرسلها لك أبدًا.

والآن تسيرُ أمامي وأنتَ تُطأطئُ رأسك بصمت، يا لعجزي تايهيونغ، لا يُمكنني فقط أن أقول لك لا تحزن، فالحزنُ يسيرُ في منتصف المسافة التي بيني وبينك الآن.

الشتاء حلَّ بالفعل، على موسكو، وقلبي.

لم يسعني تدفئةُ قلبي، ولكن بالطبع حرصتُ على تدفئتك أنتَ بكل الملابس التي شريتُها لك ليلةَ تجولنا في موسكو.

لم أستطع لمسك ليلة أمس، ليلةُ وداعنا، لم أجرؤ.

لم أُردك أن تحترق معي، سيكون شرفًا لي أن أحترق لأجلك بالطبع، ولكنني لم أُرد إشعارك بأننا نحترقُ للحظةٍ والانطفاء عُمر.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن