٨

3.9K 237 73
                                    


أستيقظُ مغمغمًا باللعنات إثر اللسع القاتل الذي أشعرُ به في جانبي.

عيناي تَفتحُ بلا رغبةٍ مني، ولكن روحي تريد العودة لجسدي، لقد مَلّتْ من التحليق بعيدًا.

أحاول الاعتدال على السرير بهدوء حتى لا أفتح جُرحي.

صوتُ زقزقة العصافير والشمسُ تضرب وجهي بضوئها كل ما أستطعت الإحساس به الآن.

تلك الممرضة..

لقد حاولت تضميدي بعنف ليلة أمس كأنها تريد الانتقام مني.

لقد كانت تحاول قتلي بطريقةٍ غير مباشرة، ولكني أسرعتُ بأقرب سلاح بجانبي وهاجمتها به لتتوقف عن شد الضماد بتلك الطريقة القاتلة.

الجميع هُنا جنود لدولتهم، لا يحتاجون بزّات عسكرية ولا رُتب لإثبات ذلك.

إنهم دائمًا في وضع الهجوم.

هكذا همُ الروس، أفظع القتلة، والمجرمين والكاذبين.

أنا على يقينٍ بذلك.

أُقرّبُ يدي المضمدة لوجهي، أُقلّبها يمينًا وشمالاً سارحًا فيما حدث من أول مجيئي لهنا حتى ليلة أمس، والتي كانت أفظع الليالي بالنسبة لي.

لقد كنت مجنونًا بالفعل بوقوفي أمام رصاصٍ حي بقطعة خزف.

كنت لأموت من ضماد ملفوف بشدة، كيف كنت لأصمد أمام مسدس موجه لوجهي على بُعدِ أقل من متر؟

جنون أجل.

كحالي الآن.

ذلك القِس..

أتى لعقلي فجأةً، فألفُ رأسي متفحصًا الغرفة حتى وجدته.

نائم على كرسيٍ خشبي بعيدًا عن مكان سريري قليلاً ورأسه تتدلى للخلف.

أَقلتُ سريري؟ صحيح أنا بلا هوية، ولا جنسية، ولا سرير أيضًا، سأبدأ بإضافة ياء الملكية لكل ما يمكنني التنعمُ به في الوقت الحالي.

فالقادم مجهول، كما هُويتي هنا.

وضعيتهُ غير مريحة بالنظر له من هنا، لابد أنه فقد الإحساس بنفسه نائمًا بتلك الوضعية.

لا أحتاجُ أن أكون فذّ الذكاء لأدرك أنه ليس قِسًا عاديًا.

رأيتُ ذلك أمس عندما صرخ بلغته بشيء لا أفهمه ولكن كان كافيًا لإن يخفض ذلك الجنرال الحانق مسدسه ولا يُرديني قتيلاً أمامه في ثوانٍ.

كَنِيسة | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن